
واشنطن- متابعة الوعل اليمني
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تفاصيل خطة أمريكية طموحة تحمل اسم “مشروع شروق الشمس” (Project Sunrise)، تهدف إلى تحويل قطاع غزة من منطقة مدمرة إلى مدينة عصرية متطورة تضم منتجعات سياحية فاخرة على ساحل البحر المتوسط، وتصبح مركزاً تكنولوجياً متقدماً يواكب المدن العالمية. يقود المشروع صهر الرئيس الأميركي السابق جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث أعد الفريق مسودة أولية تحتوي على رؤية استراتيجية لتحويل القطاع إلى ميتروبوليس متكامل يشمل قطارات فائقة السرعة وشبكات كهرباء ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع بناء أبراج سكنية حديثة لتحل محل الخيام وتوفر مستوى معيشة أفضل لسكان غزة.
التمويل والمصادر
تتكون الخطة من 32 صفحة مليئة بالصور التوضيحية لجوانب المشروع المختلفة، إضافة إلى جداول ورسوم بيانية تبين التكاليف والمراحل التنفيذية، وقد وصفت الوثيقة بأنها “حساسة ولكن غير مصنفة”، في حين يشمل التمويل عرضاً من الولايات المتحدة لتغطية نحو 20% من إجمالي تكاليف إعادة الإعمار على مدار عشر سنوات، مع السعي للحصول على دعم إضافي من دول الخليج وتركيا ومصر، بينما من المقرر أن يشارك البنك الدولي في دعم المشروع ماليًا.
وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 112 مليار دولار على مدى عشرين عاماً، تشمل رواتب القطاع العام خلال السنوات العشر الأولى، مع تخصيص الجزء الأكبر في البداية لتلبية الاحتياجات الإنسانية. وتشمل مصادر التمويل نحو 60 مليار دولار من المنح والديون، حيث يتوقع أن تساهم الولايات المتحدة بنحو 20% أو أكثر من هذا المبلغ، مع استمرار البحث عن تمويل إضافي من شركاء دوليين محتملين.
وتتوقع الخطة أن تقل النفقات مع بدء غزة في مرحلة تحقيق الأرباح خلال العقد الثاني من المشروع، حيث يُخطط لاستغلال نحو 70% من ساحل غزة بدءاً من السنة العاشرة، ما يمكن أن يدر عوائد استثمارية طويلة الأجل تتجاوز 55 مليار دولار، ضمن ما وصفته الصحيفة بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”.
العقبات الأمنية
ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن تنفيذ المشروع يتطلب نزع سلاح حركة حماس كشرط أساسي، وهو ما يشكل عقبة رئيسية أمام تطبيق الخطة، إضافة إلى التحديات الأمنية والإنسانية الكبيرة، بما في ذلك وجود نحو 10 آلاف جثمان تحت حوالي 68 مليون طن من الأنقاض، وانتشار الذخائر غير المنفجرة وتلوث التربة وبقاء مقاتلي حماس في مواقعهم.
وتعتمد الخطة على تنفيذ إعادة الإعمار على أربع مراحل جغرافية، تبدأ من الجنوب في رفح وخان يونس، ثم تنتقل شمالاً إلى المخيمات المركزية وصولاً إلى مدينة غزة. وتتضمن المرحلة الأولى إزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة وتوفير مساكن مؤقتة ومستشفيات وعيادات متنقلة للسكان، تليها أعمال بناء مساكن دائمة ومرافق تعليمية وصحية ودينية، وشق طرق رئيسية وربط خطوط الكهرباء وزراعة المحاصيل. أما المرحلة الأخيرة فتتضمن مشاريع طويلة الأمد مثل تطوير الواجهة الساحلية، وإنشاء وسائل نقل حديثة، والمشاريع العقارية والفندقية.
رفح العاصمة
وتتضمن المدينة المقترحة “رفح الجديدة” التي ستصبح مقر الحكم في غزة، ويقطنها أكثر من 500 ألف نسمة، وتشمل أكثر من 100 ألف وحدة سكنية و200 مدرسة و75 مرفقاً طبياً و180 مسجدًا ومركزًا ثقافيًا. ويشير مسؤولون أمريكيون إلى أن المشروع يتم تحديث أرقامه ومراجعتها كل عامين تقريباً مع تقدم التنفيذ لضمان التوافق مع الواقع الميداني والمتغيرات الأمنية والاقتصادية.
وقد عرضت الولايات المتحدة المقترح على دول مانحة محتملة، بما في ذلك دول خليجية وتركيا ومصر، دون تحديد الجهات التي ستتولى تمويل كامل المشروع، كما لم توضح الخطة مكان إقامة نحو مليوني فلسطيني نازح خلال فترة البناء، وهو ما يطرح تحديات كبيرة أمام التنفيذ.
وعلى الرغم من الطموح الكبير في المشروع، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن شكوكهم حول مدى واقعيته، مشيرين إلى أن نزع سلاح حماس قد يكون صعب التحقيق، فضلاً عن تحديات إقناع الدول الغنية بضخ استثمارات ضخمة في بيئة ما بعد حرب لا تزال غير مستقرة أمنياً، وهو ما يجعل المشروع فرصة واعدة لكنها محفوفة بالمخاطر الكبيرة على الأرض.
ويؤكد المبعوثون الأمريكيون أن هذه الخطة تمثل أكثر الرؤى تفصيلاً وتفاؤلاً لما يمكن أن تبدو عليه غزة في حال تم تجاوز عقبات السلاح والأمن، مع السعي لإعادة القطاع إلى الطريق نحو الازدهار الاقتصادي والتكنولوجي، وفتح صفحة جديدة بعد عقود من الصراع والدمار.
غزة: استمرار خروقات الاحتلال واستهداف المدنيين في المدارس والملاجئ
الأردن تؤكد انخراط طيرانها في ضربات ضد تنظيم الدولة بسوريا
باكستان: السجن 17 عاماً لرئيس الوزراء الأسبق وزوجته في قضايا فساد
6 شهداء بقصف إسرائيلي استهدف حفل زفاف بغزة