أطلق أحد قيادات جماعة الحوثي مزاعم خطيرة حول ما تسميه الجماعة بـ”أعلام الهدى”، مدعيًا صراحة أن هؤلاء الأعلام قد نالوا من العلم والإحاطة بالقرآن ما لم ينله ويحط به النبي محمد ﷺ، وأن قياداتهم هي الضمانة الوحيدة للهداية.
وعادة ما يصف إعلام الجماعة وأتباعها زعيم الجماعة بأنه “علم الهدى”. وظهر الخطيب الحوثي في تسجيل مصوّر بثته قناة “الإيمان” الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، وهو يخطب ويكرّر من على منبر مسجد الكَوْر في العاصمة، ما عمّم من خطبة رسمية وزّعتها الميليشيا على خطباء المساجد بعنوان “أعلام الهدى وضمانات الأمة”.
وفي خطبته، قال القيادي الحوثي “فاضل الشرقي”، إن “حكمة الله وعدله في عباده اقتضت ألّا يتركهم هكذا هملًا يتخبطون في ساحات الفتن والضلال… فجعل الله سبحانه وتعالى ضمانات تشكّل حماية للناس على مدى العصور… أن يجعل للناس أهدافًا وأعلامًا وهدًى ينقذهم من الضلال ومن الزيغ ومن الفتن ومن الانحراف”.
وأضاف: “ليس هناك ما يشكّل ضمانة تحمي الناس من الضلال والانحراف غير ما رسمه الله… وأعلام الهدى هم الضمانة اليوم، وليس المذاهب ولا الفقهاء، لأنهم متباينون ومتناقضون”.
وادعى الخطيب الحوثي صراحة أن هؤلاء “الأعلام” يفوقون النبي محمد ﷺ نفسه في العلم والإحاطة بشمول ومعاني القرآن، قائلًا: “حتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يُحط بعلم القرآن الكريم”.
وقال قبل ذلك: “عندما نقرأ القرآن نفهم الشيء البسيط لأن هناك مشاكل وعوائف في نفوسنا وفي أفكارنا لكن هناك غيرنا من يفهم هذا الشمول وهذا البُعد وهذه الإحاطة في القرآن الكريم. عندما يأتي علم الهدى ويتكلم عن القرآن نلاحظ هذا البُعد وهذه الشمولية وهذا الهدى وهذه المعرفة”.
وفي السياق ذاته، شكك الخطيب الحوثي في مناهج تفسير القرآن لدى جميع المذاهب الإسلامية، قائلًا: “الناس نظروا إلى القرآن على أنه كتاب ناقص، فجاءوا ليكملوه سواء عن طريق المفسرين أو عن طريق المحدثين”.
وحصر الخطيب الحوثي الفهم الكامل للقرآن الكريم في هؤلاء الأعلام الذين يمثلون، كما يُفهم من سياق خطبته، الامتداد الإلهي للهداية، موضحًا: “القرآن بحر لا يُدرك قعره، ومن يستفيد منه بحق هم أعلام الهدى… وهو نور دائم لا يطفأ، ومنه ينطلق علمهم”.
وقد أثارت هذه المزاعم استهجان واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها نشطاء امتدادًا للعقيدة المنحرفة التي تتبناها الجماعة، واستمرارًا للطعن في دين الإسلام وثوابته، لصالح إبراز وتلميع ما تسميه الجماعة “القيادة القرآنية”، المتمثلة في زعيمها عبدالملك الحوثي.
ونفت عناصر حوثية صحة ما قالت إنه مقاطع مجتزأة من الخطبة، تداولها من تصفهم بـ”المرتزقة”، إلا أنها لم تنفِ حديث الخطيب بأن النبي محمد ﷺ لم يُحط بعلم القرآن، وهو التصريح الذي ورد في الفيديو المنشور على قناة “الإيمان”، الخاضعة لسيطرة الجماعة في صنعاء، على حسابها الرسمي في منصة “إكس”، وذلك تحديدًا في المقطع الممتد من الدقيقة 14:09 إلى 14:18.