دعم دولي لاستقلالية البنك المركزي.. واشنطن ولندن تضغطان لتسريع الإصلاحات الاقتصادية في اليمن

في ظل تحولات اقتصادية لافتة تشهدها المناطق المحررة في اليمن، دعت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة الحكومة اليمنية إلى الإسراع في تنفيذ إصلاحات اقتصادية عاجلة، معتبرتين أن الوقت الحالي يمثل فرصة نادرة لإعادة ضبط المسار المالي في البلاد.

السفارة الأمريكية لدى اليمن، في بيان رسمي، أكدت أن الاقتصاد اليمني وحياة المواطنين باتت على المحك، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع مسؤولين أمريكيين بمحافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي كان مثمراً، وأسفر عن توافق على ضرورة التحرك السريع لتعزيز الاستقرار المالي.

البيان الأمريكي أشار إلى أن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك سحب تراخيص نحو خمسين شركة صرافة مخالفة، ساهمت في تعزيز قيمة الريال اليمني بنسبة قاربت 50%، والحد من المضاربة غير المشروعة على العملة. كما شددت واشنطن على أهمية الحفاظ على استقلالية البنك المركزي، بعيداً عن أي تدخلات سياسية، باعتباره مؤسسة سيادية تلعب دوراً محورياً في استقرار البلاد.

من جانبها، جددت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبده شريف، دعم المملكة المتحدة الكامل لاستقلالية البنك المركزي، خلال لقاء وصفته بـ”البنّاء” جمعها بالمعبقي في عدن. وأكدت شريف أن الإصلاحات الاقتصادية العاجلة ضرورية لتعزيز الاستقرار ودعم رفاه الشعب اليمني، مشيرة إلى أن التحسن الملحوظ في سعر صرف الريال يمثل خطوة أولى يجب البناء عليها.

وتأتي هذه التصريحات الدولية في وقت يشهد فيه اليمن تقلبات اقتصادية حادة، وسط آمال محلية بأن تؤدي هذه الضغوط الدولية إلى تسريع وتيرة الإصلاحات، وتحقيق انفراجة في الوضع المعيشي الذي يعاني منه ملايين اليمنيين.

بحسب مراقبين اقتصاديين، فإن الدعم الدولي المتزايد لإجراءات البنك المركزي يوفر مناخاً ملائماً للحكومة اليمنية للقيام بخطوات جريئة طال انتظارها، في سبيل استعادة الثقة بالقطاع المصرفي، وتحقيق استقرار نقدي مستدام.

Exit mobile version