دوخة يمنية بأيدٍ إقليمية ودولية.. لقاء فاجن مع المحرمي خير من ألف كلمة

د. عبدالقادر الجنيد
أكاديمي يمني

نشرت السفارة الأمريكية، صورة اجتماع السفير مع المحرمي في أبو ظبي عاصمة الإمارات قبل ساعة.. هذه الصورة خير من ألف كلمة.

سوف نتكلم عن المحرمي وأمريكا والإمارات لشرح عدة أركان أساسية في أزمة اليمن الذي يعادي الحوثية:

غرابة وضع المحرمي- انعدام القيادة- تفكك البلاد- غرابة المجلس الرئاسي- الانفصال- الإمارات- السعودية- أمريكا

أولا: غرابة عبدالرحمن المحرمي

١- عضو مجلس رئاسة يمني وحدوي “شرعي” وفي نفس الوقت عضو مجلس انتقالي جنوبي “انفصالي”.

٢- يملك قوات العمالقة المسلحة المذهبية السلفية تمويل وتسليح الإمارات.

مشهور بالصرامة والقدرة القتالية وطاعة قواته.

وهو ثاني أقوى رجال الإمارات في اليمن بعد عيدروس الزبيدي.

جذور ومنبع السلفية، هي أصلاً في السعودية ولكن هناك مفارقة عجيبة أنه تابع للإمارات.

٣- المحرمي، سلفي متدين جدا وأقسم اليمين على حماية دستور اليمن “الوحدوي” ولكنه قبل أن يكون تحت رئاسة عيدروس الزبيدي – في المجلس الانتقالي – وهو الذي رفض إدراج جملة حماية دستور اليمن أثناء قسم اليمين.

٤- هذا يدل على أن “الانفصال” و “الإمارات”، هي أقوى عند المحرمي من “الوحدة” و “السعودية” و “الدين” و “السلفية”.

٥- المحرمي، هو أحد رؤساء اليمن الثمانية – في المجلس الرئاسي- وكل واحد منهم في عالم آخر.

المحرمي، لا يوافق على المرجعيات الثلاث لحل المشكلة اليمنية بالرغم من أن المجلس الرئاسي إنما تأسس بموجب هذه المرجعيات.

٦- المحرمي، مثله مثل كل أعضاء المجلس الرئاسي- دائخون ويدوخون باليمن.

أصبحوا هم أحد أركان مشكلة اليمن ولا يمكن أن يتم حل مشكلة اليمن بوجودهم ولا عن طريقهم.

**

ثانيا: سفير أمريكا ستيڤن فاجين

١- أمريكا، تستطيع منع حدوث أي شيئ أو اتفاق في اليمن.

٢- أمريكا، لا تستطيع فرض شيئ محدد لحل أزمة اليمن.

٣- أمريكا، تتعامل مع اليمن كمشكلة “أمنية” وليس كمشكلة “سياسية” تحتاج حل.

٤- أمريكا، تستطيع فرض أي شيء على أي عضو مجلس رئاسي يمني إما مباشرة أو عن طريق السعودية والإمارات.

٥- أمريكا، هي أحد صناع “المرجعيات الثلاث” وتعتبر الضامن الدولي الأكبر لتنفيذها.

٦- ذهب السفير إلى أبوظبي ليجتمع بالمحرمي حيث مقر إقامة أسرته.

تعدد الولاءات وتضارب المصالح: صورة واحدة تلخص هشاشة الشرعية، وتعدد مراكز القوى، وغياب مشروع وطني جامع، مقابل حضور الخارج بثقله وأجنداته

**

ثالثا: الظروف المحيطة بالاجتماع

١- وصول الرئيس إلى عدن

قبل ثلاثة أيام، وصل من الرياض إلى عدن رئيس المجلس الرئاسي وبصحبته عضوا مجلس الرئاسة سلطان العرادة وعبدالله العليمي باوزير.

هذان الأخيران أقسما على حماية الدستور اليمني ويؤيدان “المرجعيات الثلاث” للتوصل لحل دائم للمشكلة اليمنية.

٢- عيدروس الزبيدي يتحدى الرئيس في عدن.

أصدر 11 قراراً وتعييناً في وزارات وهيئات محلية، متجاوزا صلاحيات رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي.

٣- عيدروس يفرض واقعا جديدا

هذا يعني أن الزبيدي لم يكتفِ بنفوذه المعتاد، وسيطرته المطلقة على أجزاء من الجنوب، بل يحاول فرض واقع جديد على الأرض بالقوة السياسية والمالية والإدارية.

٤- عيدروس “زعيم الجنوب”

عيدروس، معه جهاز دعائي وإعلامي وهذا هو ما يصفونه به: “الزعيم” و “رئيس الجنوب العربي”

٥- عيدروس أوضح انفصالي

عيدروس، واضح ١٠٠٪؜ أنه هو زعيم الإنفصال الجنوبي وهو مؤسس المجلس الانتقالي الجنوبي ولا يعترف بأنه يمني بالرغم من أنه عضو في مجلس الرئاسة القيادي اليمني.

٦- تصدي الرئيس لعيدروس

الكرة في ملعب باقي أعضاء المجلس الرئاسي والرئيس رشاد العليمي. لكن الرئيس رشاد العليمي لا يستطيع أبدا مواجهة عيدروس الزبيدي داخل عدن.

٧- الرئيس ضعيف بدون السعودية

قوة الرئيس الوحيدة، هي من مساندة السعودية.

والسعودية قد نأت بنفسها مكانا قصيا وتمر بحالة عزوف من الإنغماس في الشؤون الداخلية اليمنية بالرغم أنها تستطيع عمل كل شيء، ونعث وفركشة أي شيء، وإقامة وتثبيت أي شيء.

**

رابعا: سفير أمريكي دائخ يعالج رئاسة يمنية دائخة

١- الدائخون ومصنع التدويخ

اليمنيون، دائخون من الظروف القاسية التي يعيشونها وكأن هذا لا يكفي فقد صنعت لهم السعودية والإمارات وأمريكا ورشة ومصنعا يتفنن في إنتاج “المُدَوِّخات”: المجلس الرئاسي.

٢- الدائخ الأمريكي يعالج الدائخين

أمريكا- هذه الأيام- هي أكبر الدول الدائخة في العالم. وقد نشر السفير الأمريكي قبل ساعة أنه قد اجتمع في أبو ظبي مع عضو مجلس رئاسة يمني دائخ لتقرير ما يلزم من علاجات دوخة المجلس الرئاسي اليمني التي تسبب بها عيدروس الزبيدي.

٣- السفير مازال يفكر بالرغم من الدوخة

السفير الأمريكي، قرر أن يبدأ بإضعاف عيدروس الزبيدي الذي قد انفلت في عدن من أبو ظبي، أي بالتأثير على زميله عبدالرحمن المحرمي وعلى الراعي والممول والملقن للإثنين: الإمارات.

٣- اليمن تترنح وتراقب

هناك نوع من الإثارة والترقب ونحن نتفحص كيف سنخرج من هذه الدوخة.

هل سنخرج بحسب الكاتالوج المعتاد لمسار الدوخات السابقة؟

المعتاد، هو أن يتفاحس القادة اليمنيون فيما بينهم حتى ينزفون الدم ويلحقون الضرر بأنفسهم وأصحابهم وخصومهم وشعبهم ووطنهم حتى يصلون لدرجة الدوخة وبعدها السقوط.

ثم تأتي السعودية، وتتدخل حتى تدوخ بعد أن تدوخ اليمنيين معها.

ثم تأتي الإمارات، وتتدخل وتدوخ بالجميع ثم تبتعد.

ثم تأتي أمريكا، ويمكن أن نشهد لها أنها ماهرة في تقديم مسكنات الدوخة ولكنها لا تكترث بالقيام بأي جهد لتقديم العلاج الشافي والدائم للدوخة.

٤- لكن أمريكا دائخة، أيضا

أمريكا، في عهد ترامب، هي أيضا دائخة.

والرئيس ترامب أصلا لا يعجبه تضييع الوقت مع الدائخين الذين لا يمكن عقد صفقة بمكاسب فورية عاجلة.

٥- مدة الدوخة أسبوع فقط

الرئيس “الدائخ”، سوف يسافر إلى نيويورك في رحلته السنوية لحضور اجتماعات الأمم المتحدة. قد يلغي الرحلة إذا زادت الدوخة. وقد يفلح سفير أمريكا “الدائخ”، بتخفيف الدوخة.

واليمنيون الدائخون، مستثارون ويراقبون.

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

Exit mobile version