أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا بلاتفورمز” مارك زوكربيرج، الثلاثاء، أن الشركة ستنهي خدمة تدقيق الحقائق Fact Checking، وستلغي القواعد المفروضة على حرية التعبير في فيسبوك وإنستاجرام، في خطوة قال إنها تهدف إلى استعادة حرية التعبير عبر منصات الشركة.
وألغت “ميتا بلاتفورمز” برنامجها “لتقصي الحقائق” في الولايات المتحدة وخففت القيود المفروضة على المناقشات المتعلقة بالموضوعات المثيرة للجدل مثل الهجرة والهوية الجنسية، رضوخاً لانتقادات المحافظين بينما يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترمب لتولي المنصب للمرة الثانية.
وهذه الخطوة هي أكبر تعديل تدخله “ميتا” على نهجها في إدارة المحتوى السياسي على خدماتها فيما تعيه الذاكرة، وتأتي في الوقت الذي يشير فيه رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ إلى رغبته في إصلاح العلاقات مع الإدارة المقبلة.
وقال زوكربيرج في مقطع فيديو: “سنعود إلى جذورنا، وسنركز على تقليل الأخطاء، وتبسيط سياساتنا، واستعادة حرية التعبير عبر منصاتنا”.
وأضاف: “بالتحديد، سوف نتخلص من موظفي التحقق من الوقائع، سنستبدلهم، بملاحظات المجتمع، المشابهة لما يحدث على منصة إكس، وسنبدأ بذلك في الولايات المتحدة”.
وسيؤثر هذا القرار على 3 من أكبر منصات التواصل الاجتماعي وهي “فيسبوك، وإنستجرام، وثريد”، والتي يستخدمها أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم.
من جهته، قال جيسي ستيلر، مدير موقع Check Your Fact المتخصص في التحقق من صحة المعلومات: “لم نكن نعلم أن هذه الخطوة ستتم، إذ كانت بمثابة صدمة لنا، وسيؤثر علينا بالتأكيد”.
فيما وصف روس بورلي، المؤسس المشارك في مركز Information Resilience غير الربحي المتخصص كما يقول في “الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان، و”التهديدات التي تتعرض لها الديمقراطية”، هذه القرار بأنه “خطوة كبيرة إلى الوراء فيما يتعلق بتعديل المحتوى”، مشيراً إلى أنه يأتي “في وقت تتطور فيه أشكال المعلومات المضللة، والمحتوى الضار بشكل سريع”.
وتابع بورلي بالقول: “يبدو أن هذه الخطوة تتعلق بالتهدئة السياسية أكثر من كونها سياسة ذكية”.
تأتي الخطوة وسط مساع من زوكربيرج لبناء علاقات وروابط مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المقبلة.
وعندما سُئل ترمب عن التغييرات في مؤتمر صحافي، رحب بها قائلاً “لقد قطعوا شوطاً طويلاً – ميتا. الرجل (زوكربيرغ) مثير للإعجاب للغاية”.
وفي رد على سؤال عما إذا كان يعتقد أن زوكربيرغ رضخ بهذا التغيير لتهديداته، التي تضمنت تعهداً بسجنه، قال ترمب “ربما”.
وبدلاً من برنامج رسمي لتقصي الحقائق لمعالجة الادعاءات المشكوك فيها المنشورة على منصات “ميتا”، يخطط زوكربيرغ بدلاً من ذلك لتطبيق نظام “كوميونيتي نوتس” مماثل لذلك المستخدم على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” المملوكة لإيلون ماسك.
وقال زوكربيرغ، إن “ميتا” ستتوقف أيضاً عن الفحص الاستباقي لخطاب الكراهية وأنواع أخرى من انتهاك القواعد، وستراجع مثل هذه المنشورات فقط استجابة لتقارير المستخدمين. وأضاف أنها ستركز أنظمتها الآلية على إزالة “الانتهاكات عالية الخطورة” مثل الإرهاب واستغلال الأطفال والاحتيال والمخدرات.
وقال مصدر مطلع على المناقشات لـ”رويترز”، إن “ميتا” تعمل على التخلي عن برنامج تقصي الحقائق منذ أكثر من عام.
ورفض متحدث باسم “ميتا” التعليق على التخطيط للتغييرات وذكر أمثلة على الأخطاء التي وقع فيها فريق تقصي الحقائق الذي بدأ العمل عام 2016.
وفي نوفمبر الماضي، التقى زوكربيرج مع ترمب في منتجعه بمارالاجو، وتبرَّع بعدها لحفل تنصيبه بمليون دولار.
وقال مسؤولون في “ميتا” إن برنامج تدقيق الحقائق التابع لطرف ثالث تم إنشاؤه بعد الانتخابات الأميركية التي جرت عام 2016، مشيرين إلى أن الهدف “إدارة المحتوى، ومواجهة المعلومات المضللة على منصاتها”.
وأشاروا إلى أن هذا يرجع إلى حد كبير لـ”الضغوط السياسية”، لكنهم اعترفوا بأن النظام “ذهب بعيداً جداً”، بحسب شبكة FOX NEWS.
وجاءت هذه الخطوة بعد تعيين الشركة للمسؤول التنفيذي عن السياسات في الحزب الجمهوري جويل كابلان رئيساً للشؤون العالمية.
كما أعلنت الشركة، الاثنين، تعيين دانا وايت المدير التنفيذي لـ UFC الحليف المقرب لترمب عضواً بمجلس إدارتها.
وقال كابلان لقناة FOX NEWS إن “هذه فرصة عظيمة لنا لإعادة التوازن لصالح حرية التعبير. وكما قال مارك، ما نفعله هو أننا نعود إلى سياسياتنا المتجذرة وحرية التعبير”.
وأضاف: “لقد اتجهنا إلى جهات مستقلة لتدقيق الحقائق”، لافتاً إلى أنه أصبح من الواضح أن هناك “تحيزاً سياسياً كبيراً” بشأن المعلومات التي يجب تدقيقها.