سقوط ضحايا وإغلاق ألف مدرسة نتيجة تجدد للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا

تجددت التوترات العسكرية الحادة على طول الحدود المتنازع عليها بين تايلاند وكمبوديا، وتحديداً في محيط معبد برياه فيهار الأثري، الذي يُعد بؤرة للصراع الحدودي المستمر منذ عقود.

وبدأت الاشتباكات صباح اليوم الأربعاء بتوقيت المنطقة، حيث تبادل الجانبان القصف المدفعي وإطلاق نار كثيف، مما أثار حالة من الذعر على جانبي الحدود وأدى إلى سقوط عدد من الضحايا بين صفوف الجنود، فضلاً عن تقارير أولية عن إصابات في صفوف المدنيين.

هذه الجولة الأخيرة من العنف تمثل تصعيدًا خطيرًا في النزاع الذي كان قد شهد فترة هدوء نسبيًا في الأشهر الماضية، وتأتي خلافاً للاتفاقات الثنائية المبرمة سابقاً لوقف إطلاق النار وتحديد المناطق العازلة.

دفعت هذه الاشتباكات العنيفة السلطات التايلاندية إلى اتخاذ إجراءات احترازية فورية، شملت إغلاق ما يقارب ألف مدرسة في المناطق الحدودية الشمالية الشرقية الأكثر عرضة للقصف. هذا الإغلاق أثر بشكل مباشر على العملية التعليمية لحوالي 163 ألف طالب في الجانب التايلاندي، مما يعكس مدى تأثير النزاع على الحياة اليومية للمواطنين.

في المقابل، أفادت تقارير من الجانب الكمبودي بفرار آلاف القرويين من منازلهم القريبة من منطقة التماس، بحثاً عن ملاجئ آمنة بعيداً عن مرمى النيران. وتعهدت الحكومتان بتقديم الدعم الكامل للمتضررين، لكن الاحتياجات الإنسانية تتصاعد بشكل سريع.

وفي سياق ردود الفعل الدولية، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يخطط للتدخل مباشرة في الأزمة من خلال إجراء مكالمات هاتفية مع قادة البلدين، في محاولة لثنيهم عن مزيد من التصعيد والدفع باتجاه استئناف المفاوضات.

تأتي هذه الخطوة الأمريكية في إطار محاولة احتواء النزاع الإقليمي الذي يهدد الاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا الحيوية.

ويُتوقع أن تضغط واشنطن على الجانبين للالتزام بقرارات المحاكم الدولية السابقة المتعلقة بالمنطقة المتنازع عليها، والتي أعادت ملكية المعبد إلى كمبوديا لكنها تركت مسألة تحديد الحدود المحيطة به عالقة.

يُذكر أن الخلاف يعود أساساً إلى مطالبات كل من بانكوك وبنوم بنه بالسيادة على مساحات من الأراضي المحيطة بمعبد برياه فيهار الذي يعود للقرن الحادي عشر.

ورغم قرار محكمة العدل الدولية عام 1962 الذي منح كمبوديا السيادة على المعبد، فإن تحديد خط الحدود الفاصل بين البلدين في المناطق المجاورة للمعبد لا يزال يمثل تحدياً جيوسياسياً معقداً، ما يجعل المنطقة عرضة لتجدد الاشتباكات بشكل دوري مع كل تغيير في المناخ السياسي أو العسكري على جانبي الحدود.

وتستمر الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.

Exit mobile version