في تصعيد إعلامي وسياسي لافت، نشرت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي، بينها وكالة “سبأ”، رسوماً كاريكاتيرية مسيئة لنجل الرئيس اليمني الراحل، أحمد علي عبدالله صالح، تحت عنوان “سوبر حمادة”، يظهر فيها محمولاً بيد أمريكية-إسرائيلية ملطخة بالدماء، مرتدياً زيّاً يحمل رموز السعودية والإمارات، في إشارة إلى اتهامات الجماعة له بالارتباط بمحور خارجي معادٍ لها.
ويأتي هذا الهجوم ضمن حملة أوسع شنّها الحوثيون مؤخراً ضد ما يسمونه “العفافيش”، في ظل مخاوف متزايدة من ترتيبات سياسية قد تعيد أحمد علي إلى واجهة المشهد اليمني، خصوصاً بعد ظهوره اللافت في حفل زفاف أقيم بالقاهرة، حضره عدد من أفراد أسرة الرئيس الراحل وشخصيات سياسية بارزة، بينهم اللواء هاشم الأحمر والعميد طارق محمد عبدالله صالح، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة سياسية ضمنية لتوحيد الصفوف ضد الحوثيين.
وفي سياق متصل، فرضت الجماعة قيوداً أمنية مشددة على قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، حيث منعت اجتماعاً تنظيمياً للحزب، وصادرت مخصصات مالية كانت مخصصة لإحياء ذكرى تأسيسه، كما فرضت الإقامة الجبرية على عدد من قياداته، بينهم رئيس الحزب صادق أبو رأس.
كما نفذت الجماعة عرضاً عسكرياً أمام منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الذي يقيم فيه نجله الشيخ حمير الأحمر، في خطوة اعتبرها مراقبون استفزازية، خاصة بعد اتهامات حوثية للشيخ حمير بتجاوز الخطوط الحمراء في تواصله مع القبائل، ما يعكس توجس الجماعة من أي تحركات قبلية أو سياسية قد تشكل تهديداً داخلياً لها.
وتشير هذه التطورات إلى تصاعد التوتر بين الحوثيين وحلفائهم السابقين في حزب المؤتمر، وسط مؤشرات على تحولات إقليمية ومحلية قد تعيد تشكيل خارطة التحالفات في اليمن.