عدن ما قبل الانفجار.. اقتحام مكتب نائب وزير الإعلام يفتح باب الفوضى المؤسسية

استخدم المجلس الانتقالي الجنوبي القوة لتنفيذ قرارات أصدرها رئيسه، عيدروس الزبيدي، في مدينة عدن، ما أثار موجة من الغضب السياسي والحقوقي، وسط اتهامات بتجاوز صلاحيات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي.

مصادر محلية أفادت بأن قوة أمنية تابعة للمجلس اقتحمت مكتب نائب وزير الإعلام، حسين باسليم، وسلمته لقيادي جديد عيّنه الزبيدي، وهو صلاح العاقل، ضمن سلسلة تعيينات وصفت بأنها “غير قانونية”. العملية تمت وسط تطويق عسكري للمبنى، وبحضور قيادات من المجلس الانتقالي والوكيل المساعد لوزارة الإعلام، أسامة الشرمي، رغم غياب باسليم عن المكتب.

بالتوازي، نشرت وسائل إعلام تابعة للانتقالي صورًا تظهر مباشرة نواب في شركة النفط لأعمالهم، تنفيذًا لقرارات الزبيدي الأخيرة، التي شملت 11 تعيينًا في مؤسسات حكومية وهيئات محلية، في خطوة اعتُبرت تعديًا على صلاحيات رئيس المجلس الرئاسي.

منظمة “سام” للحقوق والحريات عبّرت عن قلقها البالغ إزاء اقتحام المكتب، معتبرة أن ما جرى يمثل “مساسًا خطيرًا بسيادة القانون”، ويهدد بترسيخ الفوضى المؤسسية، داعية الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي إلى حماية المؤسسات الرسمية من محاولات السيطرة غير القانونية.

القرارات جاءت بعد ساعات من عودة العليمي وعضوين آخرين من مجلس القيادة إلى عدن، قادمين من الرياض، ما فُسّر بأنه تحدٍ مباشر لسلطة المجلس الرئاسي. وفي ظل تصاعد التوتر، غادر الزبيدي بشكل مفاجئ إلى أبو ظبي على متن طائرة خاصة، برفقة رئيس اللجنة العسكرية والأمنية العليا، هيثم قاسم طاهر، وسط تكهنات بشأن مستقبل العلاقة بين مكونات السلطة الشرعية.

المشهد يعكس أزمة عميقة داخل بنية الحكم في اليمن، حيث تتداخل الصلاحيات وتتصاعد النزاعات بين المجلس الانتقالي ومجلس القيادة الرئاسي، في وقت تتطلب فيه البلاد توافقًا سياسيًا لإنقاذ مؤسساتها من الانهيار.

Exit mobile version