
غزة- الوعل اليمني
يشهد قطاع غزة منذ أيام كارثة إنسانية متفاقمة نتيجة منخفض جوي قطبي شديد البرودة مصحوب بأمطار غزيرة ورياح قوية، ما أسفر عن وفاة 25 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال، بالإضافة إلى غرق وتطاير آلاف الخيام ومساكن النازحين، وتضرر المباني السكنية المتضررة من الحرب السابقة بشكل كبير.
وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، فقد انهارت 18 مبنى سكنيًا بالكامل منذ بدء تأثير المنخفض، فيما تعرض أكثر من 110 مبانٍ لانهيارات جزئية تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة آلاف المواطنين. وأضاف بصل أن أكثر من 90% من خيام النازحين تضررت أو غرقت نتيجة الرياح القوية والأمطار الغزيرة، ما أدى إلى فقدان آلاف الأسر لمأواها المؤقت وتلف الملابس والأغطية والفراش، مضيفًا أن الأطفال والكبار يعيشون في ظروف باردة للغاية، إذ وصلت درجة الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين.
وحذّر بصل من خطورة المباني الآيلة للسقوط، داعيًا السكان لإخلائها، لكنه أشار إلى غياب البدائل الآمنة، ما يجعل المواطنين محاصرين بين المنازل المدمرة والخيام غير الصالحة، مؤكّدًا أن الخيام أثبتت فشلها الكامل في حماية السكان من البرد أو الأمطار، ولم تعد صالحة كحل إنساني. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتوفير المساعدات الإنسانية الطارئة وبدء عملية إعادة الإعمار وتوفير مساكن آمنة تحفظ كرامة وحياة الفلسطينيين.
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن نحو 235 ألف شخص تأثروا بشكل مباشر نتيجة انهيار مبانٍ وتلف آلاف الخيام خلال الفترة بين 10 و17 ديسمبر الجاري. وذكرت الوكالة أن 17 مبنى انهار، فيما تعرض أكثر من 42 ألف خيمة ومأوى مؤقت لأضرار جزئية أو كلية، مما انعكس على حياة آلاف العائلات الفلسطينية، في ظل نقص حاد في المساعدات الأساسية. وأشار المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إلى أن المزيد من الأمطار يعني المزيد من البؤس واليأس والموت، مؤكّدًا أن الإغاثة غير كافية.
وفي السياق نفسه، أكد الناطق باسم بلدية غزة حسني مهنا أن عدم توفر الوقود يعرقل استجابة الطواقم لنداءات الاستغاثة، وأن عمليات تصريف مياه الأمطار شبه متوقفة، ما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني، مطالبًا بإدخال البيوت المتنقلة ووسائل التدفئة. وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حوّل محافظة شمال القطاع إلى منطقة منكوبة نتيجة منع دخول المواد الأساسية ومستلزمات إعادة الإعمار، ما فاقم الانهيار الخدمي والإنساني بشكل غير مسبوق.

وأشار بصل إلى أن جُل سكان القطاع يعيشون حاليًا في خيام غير صالحة، مع أطفال يرتجفون من البرد، ومرضى وكبار السن معرضون لخطر شديد، فيما المباني الآيلة للسقوط تشكل تهديدًا لحياة آلاف المواطنين. وأكد أن الطواقم المتاحة داخل القطاع لا تكفي للتعامل مع حجم الكارثة، وأن نقص الوقود والمواد الأساسية يمنع الاستجابة الفورية.
وشدد بصل على ضرورة بدء عملية إعادة الإعمار فورًا، وتوفير مساكن مؤقتة وآمنة مثل الكرفانات والبيوت المتنقلة، لتخفيف تأثير المنخفضات الجوية على السكان، خصوصًا مع استمرار موجات الشتاء القارس.
ويأتي هذا المنخفض القطبي الثالث منذ بداية موسم الشتاء، في ظل نقص حاد في مواد الإيواء والمساعدات الأساسية، بينما يعيش غالبية سكان غزة في خيام ومنازل مدمرة نتيجة الإبادة الجماعية التي شنّتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، والتي استمرت عامين وأدت إلى مقتل نحو 71 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألف آخرين، ودمار 90% من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
تؤكد هذه الكارثة الإنسانية الحاجة الماسة للتحرك الدولي الفوري لتوفير الإغاثة وحماية حياة السكان، خصوصًا الأطفال والمرضى وكبار السن، وإعادة إعمار القطاع لتجنب المزيد من الضحايا والمآسي خلال فصل الشتاء القارس.
أوروبا تعترف بفلسطين بلا أثر على الأرض: الضغط على إسرائيل شرط أساسي للتغيير
موسكو وواشنطن تُعلنان اقتراب ساعة الصفر لإنهاء الحرب
مظاهرات في “أرض الصومال” تهتف لفلسطين وترفض الاعتراف الإسرائيلي
كتائب القسام تعلن رسميًا استشهاد “أبو عبيدة”