فبراير.. سلمية التأسيس، ومسلّحة في مواجهة الحوثي!

بقلم :صدام الحريبي

لم تهدم ثورة فبراير مدرسة ولا مسجد ولا مصنع ولم تقتل أحدا، بل إنها لم تسفك قطرة دم واحدة، وكل ما هدفت إليه هو تغيير نظام لم يحقّق للشعب تطلّعاته من وجهة نظر من شاركوا فيها، ومن حق الشعوب أن تمارس ذلك، وهي التي استمرت سلمية لدرجة أن البعض عايرها بذلك.

أما بخصوص الحوثي، فقد واجهته ثورة فبراير حينما صمت عنه الجميع، فقد عمل الحوثيون في ٢٠١١م على اقتحام منصّة الثورة لأكثر من مرّة، ودخلوا مع الثوّار في مواجهات، ولم تسمح لهم الثورة بحيازة السلاح إطلاقا في الساحات، وهذا ما يشهد به الجميع، ولسنا في صدد نبش الجراح والحديث عن أشياء إن تُبدأ للبعض تسؤهم، ولا نتحدّث هنا بدافع الاستفزاز أو المناكفة، وإنما التوضيح.

عموما ثورة فبراير اليوم هدفها الأول هو إسقاط الحوثي متجاوزة كل شيء، وأرى أن يكون هذا هدفا للجميع، فلا شتم فبراير سينفع، ولا الرد على شاتميها سيحرّر لنا الوطن.

أما بالنسبة لمن أراد أن يعبّر عن تأييده واحتفاله بفبراير فهذا حقه وليس من حق أحد أن يمنعه، ولتتسع صدور الجميع، لأنه ليس بمقدورنا منع أحد أن يحتفل أو ينتقد، والوطن فيه من الألوان والتوجّهات الكثير، وهذا يحتّم علينا أن نتقبّل الجميع، ومن يظن أن بمقدوره أن يجبر الناس على التعامل بطريقته فهو مخطئ.

وليعلم الإخوة في المؤتمر بأن إحياءنا لفبراير ليس استهدافا للرئيس السابق صالح ولا لأسرته، بل إننا نشد اليوم على يد كل مؤتمري يواجه جماعة الحوثي الإجرامية، وإنما هي احتفال برمزية فبراير كثورة لنا الحق في أن نحييها كشباب شاركوا فيها، ولهم الحق في انتقادها، شريطة أن لا ننسى عدو اليمن الحالي المتمثّل بأسوأ جماعة في تاريخ اليمن الحديث وهي الجماعة الحوثية التي سفكت الدماء وتحاول تغيير المعتقد والهوية.

Exit mobile version