في قاع الفقر المدقع.. اليمن في المرتبة الثانية عالميا بين أفقر دول العالم لـ 2025

كشفت بيانات حديثة صادرة عن منصة Visual Capitalist، المتخصصة في التحليل الاقتصادي، أن اليمن حلّ في المرتبة الثانية ضمن قائمة أفقر دول العالم لعام 2025، وفقاً لمؤشر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، الذي بلغ نحو 400 دولار أمريكي سنوياً فقط. هذا التصنيف يضع اليمن خلف جنوب السودان مباشرة، ويعكس تدهوراً غير مسبوق في مستويات المعيشة، متخلفاً حتى عن معظم دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وبحسب تقرير Yemen Economic Monitor الصادر عن البنك الدولي، فإن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد في اليمن انخفض بنسبة 58٪ منذ عام 2015، في ظل تضاعف معدلات التضخم وتقلص الإيرادات الحكومية إلى أقل من 2.5٪ من الناتج المحلي، نتيجة الحصار الحوثي على صادرات النفط. ويشير التقرير إلى أن اليمن بات يعتمد بشكل شبه كامل على التحويلات الخارجية والمساعدات الإنسانية، مع غياب أي مؤشرات لتعافٍ اقتصادي قريب.

ويرى مراقبون اقتصاديون أن هذا الانهيار مرتبط بشكل مباشر بسيطرة جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة منذ انقلابها على الحكومة الشرعية عام 2014، حيث أدى ذلك إلى شلل اقتصادي واسع النطاق، وتدمير البنية التحتية، وحرمان الدولة من مواردها السيادية، خاصة بعد استهداف مواني تصدير النفط ومنع الحكومة من الاستفادة من عائداته.

ويؤكد محللون أن اليمن لم يعد مجرد دولة تعاني من الحرب، بل تحول إلى بؤرة للفقر المدقع على مستوى العالم، مدفوعاً بعوامل مركبة تشمل الانهيار المؤسسي، وغياب الاستقرار السياسي والأمني، وانهيار العملة الوطنية، ما دفع الملايين إلى الجوع والبطالة، خصوصاً في مناطق سيطرة الحوثيين.

Exit mobile version