ذكر موقع أكسيوس نقلا عن ثلاثة مصادر لم يسمها أن مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيرين آموس هوكستين وبريت ماكغورك سيصلان إلى إسرائيل غدا الخميس لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب في لبنان.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن اتفاقا من شأنه إنهاء القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية يمكن التوصل إليه في غضون أسابيع قليلة.
وبحسب تقرير أكسيوس، الأربعاء، من المتوقع أن يلتقي هوكستين وماكغورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وقال الموقع الأميركي في تقرير، إنه إذا توصل هوكستين وبريت ماكغورك إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله خلال زيارتهما، فإن ذلك من شأنه أن يخفف بشكل كبير من حدة الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، لأول مرة منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف التقرير أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين يعتقدون أن جماعة حزب الله أصبحت مستعدة أخيرا للنأي بنفسها عن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة بعد بعض الضربات التي تلقتها على مدى الشهرين الماضيين، بما في ذلك مقتل أمينها العام حسن نصرالله.
وكان باراك رافيد مراسل أكسيوس قال الثلاثاء على منصة إكس، نقلا عن مصدرين، إن نتنياهو سيعقد اجتماعا مساء الثلاثاء مع عدد من الوزراء ورؤساء الأجهزة العسكرية وأجهزة المخابرات لبحث اتصالات دبلوماسية من شأنها إنهاء الحرب في لبنان.
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية بعد على طلب للتعليق.
وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، الثلاثاء، انتخاب نعيم قاسم، أميناً عاماً جديداً، ليحل محل حسن نصرالله، الذي اغتالته إسرائيل في ضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال سبتمبر الماضي.
وذكر “أكسيوس” أن هوكستين كان يعمل طيلة أكثر من عام على اتفاق يمكن أن ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله، لكن الجماعة اللبنانية رفضت لعدة أشهر الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان، طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
ورجح الموقع أنه خلال الأسابيع الأخيرة، بعد سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي “أضعفت حزب الله إلى حد كبير، بدأت الجماعة في تغيير مسارها”.
وزار هوكستين بيروت الأسبوع الماضي، وحصل على رد إيجابي من المسؤولين اللبنانيين بشأن إمكانية التحرّك نحو وقف إطلاق النار بغض النظر عن الحرب على غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، كانت توجد أيضا مؤشرات على المزيد من الانفتاح على إنهاء الحرب في لبنان.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن الجيش الإسرائيلي يقترب جداً من إنهاء عمليته البرية في القرى الواقعة في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وأفاد المسؤولون بأن الجيش الإسرائيلي نصح نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بأن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء القتال مع “حزب الله”، وتجنب التوّرط في حرب في لبنان.
وقال المسؤولون إن “زيارة مبعوثي بايدن لإسرائيل تدل على أن نتانياهو يؤيد المضي قدما في إبرام الصفقة”، موضحين أن ” هوكستين كان ينتظر أن يحسم الإسرائيليون موقفهم بشأن الصفقة قبل التوجه لإسرائيل”.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون، أن الاتفاق الذي تجري مناقشته يعتمد على إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان عام 2006.
وأضاف المسؤولون أن الاتفاق الذي يجري النظر فيه يسعى إلى إعلان وقف إطلاق النار، تتبعه فترة انتقالية مدتها 60 يوماً.
وخلال هذه الفترة الانتقالية، سينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني بعيداً عن الحدود الإسرائيلية. وسينشر الجيش اللبناني نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل، والذين سينضمون إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) هناك، وستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي تدريجياً إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وقبل نحو أسبوعين، قدمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة تتضمن شروطها لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، حسبما أفاد “أكسيوس”.
وأحد المطالب الإسرائيلية، هو السماح لجيشها بالمشاركة في “إنفاذ فعال”، لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله، وإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في مناطق جنوب لبنان القريبة من الحدود.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه في حين أن هذا الشرط لن يكون جزءاً من الاتفاق مع لبنان، فإن إسرائيل تريد رسالة تطمينات من إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة ستدعم هذا “الإنفاذ الفعال”.
وبعد عام تقريبا على بدء تبادل القصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، شنت الأخيرة غارات جوية مكثفة على أهداف بمناطق متفرقة في لبنان في 23 سبتمبر، معلنة عن عمليات توغل بري “محدودة”.
وأكدت إسرائيل أنها ستستمر في عملياتها العسكرية لتحقيق واحد من أهداف الحرب، وهو إعادة عشرات الآلاف الذين نزحوا من مناطقهم شمالي البلاد، بسبب الضربات المتبادلة مع حزب الله عبر الحدود.
وتجاوز عدد القتلى في لبنان 2750 شخصا، وأُصيب أكثر من 12600 آخرين بجروح، وفقا لبيانات لبنانية رسمية.