بقلم/ هشام الغنام
مع كتابة هذه السطور بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من 28 ألف قتيل، وأكثر من 68 ألف جريح، و7 آلاف مفقود نحو ثلثيهم من الأطفال والنساء. إن هذه النسبة التي تتجاوز 5 في المئة من عدد سكان غزة تعني في مكان آخر مثل الولايات المتحدة أن أكثر من 16 مليون إنسان قد قتل أو جرح أو فقد خلال أقل من خمسة أشهر من حرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل في غزة.
وتبدو هذه الحرب ممنهجة في نيتها تحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة، فلقد قامت إسرائيل وفق تقديرات عدة مراكز بحثية بإلقاء 65 ألف طن من المتفجرات حتى بداية الشهر الماضي، وهو ما يعادل في قوته أكثر من 4 قنابل نووية من تلك التي تم إلقاؤها على هيروشيما وناجازاكي (قوة القنبلة منهما تعادل 15 ألف طن) في حين أن مساحة هيروشيما هي 900 كيلومتر مربع، بينما مساحة غزة أقل قليلا من ثلاث مرات.
لقد استهدف العدوان الإسرائيلي كل ما يمكن أن يعزز بقاء أصحاب الأرض على أرضهم. فدمرت تل أبيب غالبية القطاع الصحي من مستشفيات ومجمعات طبية وسيارات إسعاف، وقتلوا أكثر من 340 طبيبا وعاملا صحيا، وجرحوا واعتقلوا المئات منهم. اليوم هنالك 10 آلاف مريض بالسرطان، 8 آلاف مصاب بالالتهاب الكبدي يواجهون خطر الموت بسبب تدمير القطاع الصحي، وهنالك 60 ألف امرأة حامل معرضة للخطر بسبب عدم توفر الرعاية الصحية. هذا عدا عن تدمير غالبية المدارس والجامعات والبنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي. وفي هذا العدوان المستمر، استهدفت إسرائيل بشكل خاص الصحافيين، فقامت بقتل أكثر من 120 صحافيا بهدف حجب الحقيقة عن العالم، وقامت بتدمير المجمعات السكنية، ولا زالت تمنع الغذاء والمياه والوقود والدواء عن مليونين ومائتي ألف فلسطيني في غزة. وهي تهدد حاليا بشن هجوم على مدينة رفح التي تؤوي أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في مساحة تقل عن 60 كيلومترا مربعا مما يعني سقوط عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين قتيل وجريح.
المصدر: المجلة