من خلفه الإمارات.. ما وراء تصعيد الانتقالي في محافظة حضرموت؟

متابعات/ بلقيس نت

يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز نفوذه في حضرموت، مستغلا هشاشة الدولة اليمنية وشتاتها، في ظل سيطرة السعودية والإمارات على قيادة البلاد، من خلال المجلس الرئاسي، وسيطرة إيران على الجزء الآخر من خلال مليشيا الحوثي. 

المجلس الانتقالي يخضع لتعبئة وتبعية كاملة للإمارات، إذ يتلقى منها التمويل والتوجيه، ويرفع شعارات تحرير الجنوب مما يصفه بالاحتلال اليمني، مستفيدا من مشاعر الرفض للحرب والفساد، غير أن القوى السياسية والاجتماعية في حضرموت ترفض تحركات الانتقالي، وتخشى أن  تتحول المحافظة إلى ساحة صراع جديدة.

يعاود المجلس الانتقالي، اليوم، تحركاته الميدانية في حضرموت، رغم المعارضة الواسعة من قِبل القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة في المحافظة. 

– حضرموت تعود

يقول المنسق الإعلامي لمركز دراسات الرأي العام والسياسة والأبحاث، وضاح الحريري: “إن حضرموت اليوم تقف على مفترق طُرق؛ ما بين البقاء في دائرة الأحزاب السياسية اليمنية، أو الاستقرار ضمن المشروع الجنوبي، كما نسمعه ونراه في الرأي العام هنا في المحافظات الجنوبية”. 

وأضاف: “زاد الاهتمام الدولي بمحافظة حضرموت، خلال الآونة الأخيرة، في الوقت الذي تشهد المحافظة وعيا سياسيا واجتماعيا جنوبي على مستوى الوجاهات والقيادات الاجتماعية، ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي لقوات النخبة الحضرمية عسكريا”.

وتابع: “على هامش تصعيد الانتقالي في حضرموت لا يزال المشهد ضبابيا، بشأن ما يسمى بقاء القوات الشمالية في تلك المناطق، التي تحظى بدعم إقليمي في ظل تماهي المملكة والتحالف العربي، وخاصة بعد اجتزاء مصطلح الوحدة اليمنية من الخطابات، من بينها الخطاب الختامي للقمة العربية العام الماضي، الذي انعقد في جدة”. 

وأردف: “حضرموت، خلال الأيام الماضية، عادت إلى واجهة الحضن الجنوبي مع دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الاحتشاد بكثافة، وشهدت المحافظة وعيا جنوبيا بالأنشطة والفعاليات، رغم الأزمة البالغة، التي تشهدها المحافظة”. 

– حضرموت مستقلة

يقول رئيس تكتل إعلاميي وناشطي المحافظات الشرقية، عمر بن هلابي: “إن العقلية، التي تعيش الوهم الجنوبي، لا تريد أن تدرك وتعيش الواقع كما هو، فحضرموت لم تعد حضرموت التي يعتقد البعض”. 

وأضاف: “حضرموت خرجت بشكل واضح بموضوع مختلف كليا، لكنها التزمت بالواقعية السياسية والوطنية، وتماشت مع امتدادها التاريخي وعُمقها الإستراتيجي، وحاضنتها الاجتماعية، وهي شبوة والمهرة وسقطرى”. 

وتابع: “كانت حضرموت واضحة، وأعلنت أنها ستقود قاطرة المستقبل إذا ما أراد الشركاء في الجغرافيا اليمنية الاتجاه نحو بناء المستقبل”.

وزاد: “أما إذا أراد الشركاء أن يصروا على أوهامهم، التي تعشعش في عقولهم، سواء بعودة السلطة والثروة وتقاسمها من قبل هضبة الجنوب، أو عودة الحكم السلالي، أو حكم الدولة العميقة في الهضبة الزيدية في صنعاء، فإن حضرموت ستخرج وستكون دولة مستقلة كليا”.

Exit mobile version