تقرير خاص
تُعرف جماعة الحوثي بأنها جماعة التناقضات المروعة التي تجمع بين الشيء وعكسه بمنتهى البساطة، ومن أبرز تلك التناقضات ادعاءها أنها تقف ضد سياسات التهجير القسري التي تمارسها إسرائيل وحلفاؤها ضد أهالي غزة وتستخدم هذه الادعاءات أداة دعائية لتعزيز شرعيتها السياسية والدينية، مستغلةً مشاعر العرب والمسلمين تجاه قضايا الأمة، بينما تتناقض هذه الادعاءات مع ممارساتها على الأرض..
التهجير القسري
فهي أول جماعة في تاريخ اليمن المعاصر تقوم بتهجير اليمنيين من مدنهم وقراهم في المناطق التي تسيطر عليها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في قرية (دماج) بمحافظة صعدة، والتي تم تهجير سكان هذه المنطقة البالغ عددهم 10,000 نسمة بالقوة في 2012 وتدمير منازلهم وممتلكاتهم وكانت الحصيلة تهجير 1,500 أسرة وتدمير 400 منزل بشكل كلي، ومصادرة 200 هكتار من الأراضي الزراعية، ونزوح 70% من السكان إلى مخيمات مؤقتة في محافظات مجاورة ما نتج عنه ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال المهجرين بنسبة 40%.
كذلك شهدت منطقة “حجور” بمديرية “كشر” محافظة “حجة” عمليات تهجير قسري عامي 214 و 2015 ، طالت 1,000 أسرة بذريعة “تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية” وهو العذر نفسه الذي تسوقه إسرائيل لتبرير عمليات التهجير، كما تعرض 300 منزل للتدمير وأغلقت مدرستين ومركز صحي واحد، ونزح 60% من السكان إلى مناطق نائية دون خدمات أساسية.
طرد الموظفين المعارضين:
وبالإضافة إلى التهجير، تمارس جماعة الحوثي سياسة “التطهير العرقي” داخل مؤسسات الدولة من خلال طرد الموظفين المعارضين لها من وظائفهم في المؤسسات الحكومية والخدمية ويتم ذلك كجزء من سياسة الترهيب والسيطرة على مفاصل الدولة، حيث يتم استبدال الموظفين المعارضين بأفراد موالين لهذه الفصائل، وهذه الممارسات بحسب مراقبين تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يفقد آلاف اليمنيين مصادر رزقهم، مما يزيد من معدلات الفقر والبطالة.
تناقض
وبحسب المحللين، فان ادعاء الجماعة الحوثية الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، بينما تمارس نفس الانتهاكات ضد المدنيين اليمنيين يكشف عن طبيعة هذه الميلبشيا التي تستخدم القضايا الإنسانية كأداة دعائية دون أن تلتزم بمبادئها، وهي بذلك ترتكب عدة مغالطات تشمل: “ازدواجية المعايير”، حيث تدين التهجير في دول أخرى بينما تمارسه في الداخل، و”استغلال قضايا الامة” : حيث تستخدم القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية وشعبية دون أي التزام حقيقي بمبادئ العدالة.
المتاجرة بقضايا الأمة:
و تقوم عصابات الحوثي باستغلال اقدس القضايا الإنسانية للأمة العربية والإسلامية، مثل القضية الفلسطينية، لتبرير القضاء على معارضيها وتشديد قبضتها الأمنية والهروب من مستحقات المرحلة التي لم تعد تحتمل التأجيل، ونهب الاموال الطائلة تحت مبرر التبرع لاهالي غزة، او مايعرف ب”دعم القوة الصاروخية” وتعزز شرعيتها المزعومة دون تقديم أي دعم حقيقي لهذه القضايا، بل تستخدمها كأداة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية، وهذه المتاجرة بالقضايا الوطنية والإسلامية تؤدي إلى إضعاف الثقة في هذه الجماعة وتكشف عن طبيعتها الانتهازية.