
غزة – الوعل اليمني
كشفت تقارير إسرائيلية، أبرزها ما نشره موقع “واللا”، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتزم خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، طلب دعم رسمي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاعتماد ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” كحدود جديدة لإسرائيل مع قطاع غزة، في خطوة من شأنها أن تؤدي فعليًا إلى ضم نحو 58% من مساحة القطاع.
وتأتي هذه المداولات في سياق التحضيرات للقاء نتنياهو–ترامب، حيث تُجرى مشاورات مكثفة على المستويين السياسي والأمني داخل إسرائيل، يتركز أحد محاورها الأساسية على مستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وسط غياب رؤية دولية متفق عليها بشأن إدارة القطاع أو إعادة إعماره.
تحويل إجراء مؤقت إلى واقع دائم
وبحسب تقرير “واللا”، فإن النقاش داخل المؤسسة الإسرائيلية لا يقتصر على ترتيبات أمنية مؤقتة، بل يتعداها إلى إحداث تغيير دائم في الجغرافيا السياسية لقطاع غزة، عبر تحويل “الخط الأصفر” الذي طُرح سابقًا كإجراء مرحلي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، إلى حدود رسمية جديدة لإسرائيل.
ونقل الموقع عن مصدر سياسي مشارك في المشاورات قوله إن الفكرة المطروحة تقوم على ضم المناطق الواقعة حتى الخط الأصفر، بالتوازي مع العمل على “تجفيف حركة حماس اقتصاديًا” إلى حد فقدانها السيطرة الفعلية على القطاع، معتبرًا أن الخطوة تحمل رسالة سياسية وردعية للمستقبل.

ما هو “الخط الأصفر”؟
ووفقًا للمعلومات الواردة في التقارير، فإن “الخط الأصفر” يشمل نحو 58% من مساحة قطاع غزة، ويتضمن مناطق مركزية وحساسة، من بينها بيت حانون، وبيت لاهيا، وخان يونس، إضافة إلى جزء كبير من مدينة رفح جنوبًا.
ويُعد هذا الخط تموضعًا وانسحابًا عسكريًا إسرائيليًا أوليًا، طُرح ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، على أن يكون إجراءً مؤقتًا يهدف إلى الفصل المرحلي بين القوات، تمهيدًا للانتقال إلى مراحل لاحقة تشمل انسحابًا أوسع وترتيبات حكم وإعادة إعمار بإشراف دولي.
بقاء عسكري
وبحسب المصدر السياسي الإسرائيلي، فإن التصور القائم يقوم على البقاء العسكري داخل نحو نصف مساحة القطاع، وفرض حصار اقتصادي داخلي وخارجي يمنع أي عملية إعادة إعمار، إلى جانب نزع سلاح غزة.
وقال المصدر: “الفكرة هي البقاء عسكريًا في نصف غزة، وتجفيفها اقتصاديًا من الداخل والخارج. لن تكون هناك إعادة إعمار، ومع الوقت سيدرك الناس أنه لا مستقبل لهم هناك وسيغادرون القطاع”.
تعارض مع الخطة ورفض متوقع
ويشير التقرير إلى أن هذا التوجه يتعارض بوضوح مع المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تنص على انسحاب إسرائيل شرقًا إلى خط الحدود القائم حاليًا، وفتح أفق لإعادة الإعمار.
كما ترجّح التقديرات الواردة في التقرير أن فرص قبول الدول العربية بضم إسرائيل لنحو نصف قطاع غزة ضعيفة للغاية أو شبه مستحيلة، لما يحمله ذلك من سابقة خطيرة على مستوى القانون الدولي وتداعيات إقليمية واسعة.
ورقة تفاوض أم واقع دائم؟
وفي ضوء هذه المعطيات، يطرح تقرير “واللا” تساؤلًا مركزيًا حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى فعليًا إلى تثبيت واقع دائم جديد في غزة، أم أن طرح “الخط الأصفر” يُستخدم كورقة تفاوضية في مواجهة الولايات المتحدة والأطراف الدولية الأخرى، بهدف انتزاع تنازلات سياسية أو أمنية إضافية، سواء في ملف غزة أو في ملفات إقليمية أوسع.
بلجيكا تكسر الصمت الأوروبي وتنضم لدعوى جنوب إفريقيا ضد الاحتلال أمام العدل الدولية
كاتس: لن ننسحب من قطاع غزة وسننشئ بؤرًا استيطانية
الأمن التركي يفكك خلايا “داعش” في إسطنبول ويحبط هجمات كانت تستهدف احتفالات الميلاد
الأردن يعلن استعادة جثمان منفذ عملية “اللنبي” من الجانب الإسرائيلي