كتب الشاعر: عبدالرحمن العشماوي
إن كنتَ محتفلاً بيوم المولدِ
فبأيّ هَدْيٍ في الشريعة تَهْتدي؟
أبِهَدْيِ خيرِ الناسِ أم بصحابةٍ
مَنحوه أصفى الوُدِّ دونَ تَرَدُّدِ؟
أم أنها نارُ العواطفِ أشعلتْ
في القلبِ جَذْوَةَ حُبّك المُتَوَقِّدِ
فاجعل هُداه طريقَ قلبِك إنما
بِهُداهُ تبلغُ غايةَ المُستَرشِدِ
وارفعْ بها صوتَ المحبِّ لعلها
تُدني بصوت الحبّ قلبَ الأبعدِ:
إنّ احتفالي بالشريعة منهجاً
لله فيه توجُّهي وتعبُّدي
إن احتفالي بالكتاب وآيهِ
وبسنة الهادي البشير محمدِ
إن احتفالي بالصحابة شيدوا
قمماً على نهج الرسول المرشدِ
أنا لست محتاجاً إلى يوم ٍ ، لكي
أقتاتَ من زادِ التُّقى المتَجدِّدِ
فالعمرُ كلُّ العمرِ محتفلٌ به
وبِهَدْيِهِ وبشَرعِهِ المُتَفرِّدِ
هذي صلاتي والصيامُ ومَنْسَكي
فيها بمنهاج النبوّة أقتدي
والموت والمَحْيا لربي كلُّها
وإليه في زمن الغرائب مَقصدي
حبي لخير الناس روضٌ ناضرٌ
أسقيه من يَنبوع أصفى مَوردِ
هو في حياتي لمسةٌ لم تنقطعْ
أبداً ، وبابُ محبّةٍ لم يُوصَد
قالوا : احتفالٌ ، قلت: عمري كلّه
بهداه مُحتفِلٌ ، قريبُ المَوعدِ
هو مُنْذِري ومُبشِّري ومُوجِّهي
ومعلّمي الدينَ الحنيفَ وسيِّدي
تَرَك المَحجّةَ،ليلُها كنهارِها
بيضاءَ ناصعةً،فخُذْ وتزوّدِ
دعني من البِدَعِ التي انشغلتْ بها
فِرَقٌ تروح كما تشاء وَتغْتدي
واركب بعزمك زورقَ الحقِّ الذي
يمضي على مَتْنِ المُحيطِ المُزْبِدِ
يمضي على خُطُواتِ أفضلِ مُرسَلٍ
وعلى المَحجَّةِ ، نورُها لم يَخْمُدِ