صورة واضحة لأصغر صغائر الكون لأول مرة تعد بثورة علمية

لأول مرة، تم تصوير ذرّة واحدة مُنفصلة بفضل الأشعة السينية X. هذا ما أعلنه فريق بحث في جامعة أوهايو الأمريكية. ونشرت نتائج الدراسة مجلة نيتشر في عددها للأول من يونيو/حزيران. ويُعدّ هذا الإنجاز اختراقا كبيرا في مجال الكيمياء الجُزيئية ويفتح المجال أمام تطوير تقنيات عديدة في مجالات مختلفة كتكنولوجيا الحواسيب الكمومية أو تصنيع أدوية جديدة أكثر فعالية. فكيف تمّ التوصل لتصوير ذرة وحيدة في غاية الصغر؟ الجواب مع ربيع أوسبراهيم..

أصغر صغائر الكون يتجلى أخيرا أمام أعيننا. فالذرة هي المُكون الأساسي للمادة وتُكون كل شيء من حولنا، وتُكوننا نحن. وتم تصوير الذرة في السابق، غير أن ذلك كان بشكل غير دقيق يُصعّب من تحديد طبيعتها الكيميائية. وبات الأمر ممكنا بفضل تقنيات جديدة للمسح الضوئي بالأشعة السينية X حسب دراسة حديثة. 

وخصصت مجلة نيتشر العلمية العريقة غلافها لهذا الشهر لهذا الإنجاز الكبير. “هو حلم أصبح حقيقة”، يقول باحثون. وحتى ظهور الإعلان الجديد، كان أفضل ما توصل إليه العلماء هو تصوير عينات ذريّة بوزن آتوغرام واحد. ما يُمثل عشرة آلاف ذرة تقريبا. 

ويبقى الهدف الأول من هذا المسح الضوئي لذرة واحدة هو محاولة فهم الخصوصيات الكيميائية والفيزيائية لمختلف المواد بأكبر دقة ممكنة. وبفضل سبر أغوار أصغر صغائر المادة بهذا الشكل الدقيق، يُمكن تطوير تطبيقات في مجالات عدة، كمجال أشباه الموصلات التي تدخل في تكوين الحواسيب. وقد يُمّكن هذا الإنجاز الجديد من حماية صحتنا عبر الكشف عن مواد سامة دقيقة قد تكون موجودة في الهواء أو الماء أو التربة ولو بكميات قليلة. كما قد تُمكن التقنية الجديدة من المساهمة في كشف مُبكر ودقيق للأورام السرطانية. كما ستساعد في فهم أفضل لعمل الخلايا فيما يسمى بالبيولوجيا الجزيئية.

قد يساهم كذلك في تطوير أدوية شديدة الفعالية. وهو المجال الذي يعقد عليه المختصون آمالا جمّة، خاصة إذا ما ربطنا هذا بثورة أخرى في مجال الكيمياء الجُزيئية خصصت لها مجلة نيتشر مقالا مطولا في عددها الأخير.

France 24

Exit mobile version