حتى الغبي سيفهم!

بقلم صدام الحريبي
توقّفت الضربات الأمريكية البريطانية على الحوثيين كما يزعمون منذ مدّة، لكنّها سرعان ما عادت بعد المجزرة التي ارتكبها الحوثيون في رداع مباشرة.. لماذا؟
كنتُ قد كتبتُ سابقا أن قضية رداع أخافت الحوثي، وبالتالي فهو على استعداد بأن يضحّي بالمئات من الشعب وحتى من تبيعه من أجل حرف مسار هذه القضية فقط، ليأتِ وينقذه من يدّعي أنهم أعداؤه.
لا أؤيّد بتاتا الضربات الأمريكية والبريطانية التي تقوًي الحوثي، ولا أرضى أن يتعرّض بلدي وشعبي لشوكة حتى فضلا عن الصواريخ، لأن الصواريخ البريطانية والأمريكية تؤذي المواطن البسيط فقط ولا تقترب من الحوثيين.
لاحظوا معي.. لماذا لم تكن هذه الضربات من قبل أسبوع عندما كان الحوثي يدّعي أنه يستهدف سفن أمريكية وبريطانية مثلا؟ ثم لماذا اختارت بريطانيا وأمريكا هذا التوقيت، بعد أيام من حادثة رداع تماما؟!
السبب هو أنه بعد مجزرة الحوثي في رداع كان الأمريكان والبريطانيين ينتظرون أن يحل الحوثي هذه المشكلة ويقنع الشعب ويجبره على التراجع عن حملاته ضد المليشيات، ولما فشل الحوثي وفشل إعلامه وقادته الذين نزلوا إلى رداع في محاولة لإقناع الشعب على النسيان على أقل تقدير، إذا بالبريطانيين والأمريكان يتولّوا المهمة وينفذوا ضربات على مواقع فارغة للحوثيين حتى يحرفوا أنظار الشعب عن المجزرة التي ارتكبها الحوثيون والتي ظلت حديث الشعب وأثارت غضبه، خوفا من أن تتطوّر القضية ويخرج الشعب ضد الحوثي ويسقطه!
الحوثيون كانوا يتمنوا من الأمريكان والبريطانيين أن يقتلوا عددا كبيرا من أفراد الشعب المسكين في ضرباتهم الأخيرة حتى يكون حرف الأنظار عن محزرته في رداع أكبر، وحتى يحظى _ الحوثي_ بتعاطف وتأييد الجميع ويصبح بطلا من جديد بعد أن افتضح أمام الأشهاد، فالحوثيون لا يهمهم الشعب لا وغيره لأنهم لا يمثلون حتى أقل من ١ في المئة منه.
البريطانيون والأمريكان ليسوا أغبياء حتى يأتوا ويضربوا بطريقة عشوائية وغير محسوبة ويحرفوا أنظار الناس عن قضية كبيرة قد تسقط الحوثي إن كانوا بالفعل يريدونه أن يسقط، أو إن كانوا بالفعل أعداء للحوثي.
وقد لا يكون هناك تنسيق دقيق بين الأمريكان والبريطانيين من جهة وإيران وأتباعها الحوثيين من جهة أخرى، لكن المؤكّد أن الأمريكان والبريطانيين يريدون أن يظل الحوثي قائما قويا والحوثيون يعلمون ذلك ويتصرّفون بناء عليه، فأمريكا وبريطانيا والغرب يحاربون حربا من أجل عدم إسقاط الحوثي، ومن سيقول غير ذلك وقد رأى الشواهد والوقائع والإثباتات أمامه فهو للأسف غبي وأحمق ولا يؤتمَن على حراسة حظيرة أبقار لغبائه، أو إنه خائن يؤيّد الحوثي ويؤيد جرائمه ولو من تحت الطاولة.