إسرائيل تأمر بتجنيد 7 آلاف من اليهود المتدينين

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين، أنه وافق على أوامر تجنيد جديدة تشمل 7 آلاف من اليهود المتدينين، وهو موضوع حساس للغاية بعد ازدياد الضغط على جنود الاحتياط بعد أكثر من عام من الحرب في غزة.

وقال الجيش في بيان إن وزير الدفاع يوآف غالانت “وافق على توصية الجيش بإصدار 7 آلاف أمر جديد في عملية تقييم اليهود المتشددين المؤهلين للتجنيد”، إضافة إلى 3 آلاف أمر صدرت في يوليو (تموز) الماضي.

وأضاف أن هذه الدعوات إلى الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال لمدة 32 شهراً والتي سيتم إرسالها “في الأيام المقبلة”، تهدف إلى “تحقيق أهداف التجنيد”.

وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن غالانت وافق على هذه الخطوة بعد لقاء مع مسؤولين في رئاسة الأركان يتقدمهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي.

وأوضحت الصحيفة أنه تم عرض ملخص لبيانات الدفعة الأولى لتجنيد الحريديم خلال المناقشة.

وكشفت الصحيفة أن غالانت قال أثناء اللقاء إن “الحرب والتحديات التي تواجهنا توضح حاجة الجيش الإسرائيلي لمزيد من الجنود، وهذه حاجة عملياتية حقيقية تتطلب تعبئة وطنية واسعة من كافة شرائح المجتمع”.

وبدورها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت في وقت سابق الاثنين إن الجيش الإسرائيلي “بحاجة ماسة” إلى 7 آلاف جندي.

وخلفت الحرب التي تخوضها إسرائيل حالياً في غزة ولبنان ما لا يقل عن 780 قتيلاً و4500 جريح بين جنودها. وتثقل الحرب أيضاً كاهل نحو 300 ألف جندي احتياطي تم استدعاؤهم منذ هجوم “حماس” في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويشغل تجنيد اليهود المتدينين مكانة مركزية في النقاش العام، في حين أن ممثلي الأحزاب الدينية المتطرفة أعضاء أساسيون في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي 25 يونيو/ حزيران الماضي، قررت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.

وفي عام 2018، أحدثت مسألة تجنيدهم أزمة كبيرة دفعت البلاد نحو تنظيم خمسة انتخابات تشريعية خلال أربع سنوات، من دون التوصل إلى حل.

ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين ينظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية للحريديم، بالدعوة إلى رفض التجنيد، بل و”تمزيق” أوامر الاستدعاء.

ويشكل المتدينون المتشددون نحو 14 في المئة من السكان اليهود في إسرائيل، أو ما يقرب من 1.3 مليون شخص، ويحصل نحو 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية على إعفاء لأنهم يكرسون أنفسهم لدراسة النصوص اليهودية بموجب قاعدة أًنشئت عند قيام إسرائيل عام 1948.

ومنذ إعلان قيام إسرائيل عام 1948 دأب الجيش على عدم استدعاء اليهود الحريديم للتجنيد بسبب ترتيبات سياسية تم التوافق بموجبها على تركهم يتفرغون لدراسة الديانة اليهودية والتعمق في فهم نصوص التوراة.

أما اليهود “الحريديم” (“من يخافون الله” بالعبرية)، الذين لديهم تفسير متشدد للشريعة اليهودية، وغالباً ما يعيشون منعزلين في مجتمعاتهم، فإنهم يعتبرون أن دراسة التوراة تحمي البلاد والجيش.

وحاليا، يتمكن الحريديم عند بلوغ 18 عاما (سن الالتحاق بالخدمة في إسرائيل) من تجنب التجنيد عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمعاهد الدينية، حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عاما حاليا).

وتقول المعارضة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعد حزبي “شاس” و”يهدوت هتوراه” بإقرار قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية ولذلك للحيلولة دون انسحابهما من حكومته وتفكيكها.

ولا تزال الأحزاب الدينية متمسكة بمشروع قانون لإعفاء طلاب المعاهد اليهودية بدوام كامل من الخدمة العسكرية، لكنها وافقت على سحب التهديد بالتصويت ضد الميزانية بعد الحصول على وعد من الحكومة بتمويل دور حضانة لأطفال الحريديم الذين ترتبط أمهاتهم بعمل.

وفي إسرائيل نحو 63 ألف طالب من اليهود المتشددين من المؤهلين للتجنيد، وأرسل الجيش إشعارات تجنيد إلى 3 آلاف منهم خلال الصيف، لكن حضر نحو 900 فقط، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.

Exit mobile version