إسرائيل تعترف بـ”أرض الصومال”.. الارتدادات الإقليمية في المشهد اليمني

في تطور أثار جدلًا واسعًا في المنطقة، أعلنت إسرائيل اعترافها الرسمي بما يُعرف بـ”جمهورية أرض الصومال” ككيان مستقل، في خطوة اعتبرتها تل أبيب جزءًا من توسيع حضورها السياسي والأمني في القرن الإفريقي، بينما أثارت مخاوف من انعكاساتها على ملفات الانفصال والنزاعات الداخلية في المنطقة، وعلى رأسها اليمن.

ويأتي الاعتراف الإسرائيلي في وقت تشهد فيه المحافظات الشرقية لليمن توترًا متصاعدًا، على خلفية تحركات انفصالية يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، وما رافقها من مواجهات وانتهاكات في محافظتي حضرموت والمهرة، دفعت مجلس القيادة الرئاسي لعقد اجتماع طارئ وطلب تدخل تحالف دعم الشرعية لوقف التصعيد وحماية المدنيين.

ويرى مراقبون أن الخطوة الإسرائيلية قد تمنح دفعة معنوية لحركات انفصالية في المنطقة، خصوصًا في ظل تشابه السياقات بين أرض الصومال التي تسعى للاعتراف الدولي منذ ثلاثة عقود، وبين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن. ويخشى مسؤولون يمنيون من أن يؤدي الاعتراف الجديد إلى تشجيع النزعات الانفصالية، أو استغلاله سياسيًا من قبل أطراف إقليمية لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتزامن الاعتراف مع تحركات عسكرية للانتقالي في حضرموت، اعتبرتها الحكومة اليمنية “تمردًا على مؤسسات الدولة” و”خرقًا لاتفاق الرياض”، مؤكدة أن التصعيد يهدد جهود الوساطة السعودية الإماراتية ويقوض الاستقرار في المحافظات الشرقية.

وبينما لم تُصدر الحكومة اليمنية موقفًا رسميًا بشأن الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال، إلا أن مصادر سياسية حذرت من أن أي تغييرات جيوسياسية في القرن الإفريقي ستنعكس مباشرة على اليمن، نظرًا لارتباط الأمن البحري في خليج عدن وباب المندب بتوازنات القوى الإقليمية.

ويرى محللون أن التطورين—اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، وتصاعد التوتر في حضرموت—يعكسان مرحلة جديدة من إعادة تشكيل النفوذ في المنطقة، وسط تنافس دولي وإقليمي على الممرات البحرية الحيوية، ما يجعل اليمن جزءًا أساسيًا من معادلة الصراع الجيوسياسي المتسارع

Exit mobile version