تقرير خاص
في ظلّ الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للطيران المدني جراء الضربات الاخيرة على مطار صنعاء الدولي، تطفو على السطح أنباء عن نية جماعة الحوثي تأسيس شركة طيران جديدة بالشراكة مع مستثمرين عُمانيين تحت اسم “الخطوط الهاشمية اليمنية” وقد اثارت هذه الخطوة تساؤلاتٍ عميقةً حول دوافعها الحقيقية في ضوء التدمير الذي تعرّضت له طائرات الخطوط الجوية اليمنية الرسمية خلال الأشهر الأخيرة من قبل المقاتلات الإسرائيلية والامريكية.
تدمير الخطوط واستبدالها
قبل اندلاع العمليات الاسرائيلية الأمريكية الأخيرة ، كانت الخطوط الجوية اليمنية تمتلك أسطولًا يتألف من 10 طائرات ركّاب عاملة، وفقًا لبيانات صادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) في 2014 لم يتبق منها اليوم اي طائرة صالحة للخدمة بعد أن تعرّضت جميعها للتدمير الكلي أو الجزئي في غارات جوية مُتفرقة، والأكثر إثارةً للريبة بحسب مراقبين، أن الغارات كانت تستهدف المطار المدني اكثر من القواعد العسكرية التابعة للحوثيين مثل قاعدة الديلمي الجوية، وان السلطات الانقلابية في صنعاء كانت تتلقى تحذيرات من قبل (الطيران المعادي) قبل استهداف المطار بفترة طويلة، وهو مالايحصل عادة عند المواجهات العسكرية المباشرة بين قوتين متصارعتين.
وفي تصريح لمسؤول سابق في الخطوط الجوية اليمنية فضّل عدم الكشف عن هويته، قال لموقع الوعل اليمني “ان المؤشرات تدل بشكل كبير على ان تدمير تدمير الطائرات المدنية لم يكن عشوائيًا او نتيجة اعمال قتالية، بل كان الهدف إفراغ السماء اليمنية من أي منافس محتمل للشركة الجديدة”.
مضيفا :” العمليات الامريكية انتهت بمجرد القضاء على مطار صنعاء وميناء الحديدة، هل الامر مجرد مصادفة ام ان هذه هي الاهداف الحقيقية للعمليات” ؟
شراكة مشبوهة
المعلومات الأولية تشير إلى أن المشروع الجديد سيكون برأسمال يقارب 500 مليون دولار، بتمويل مشترك من مستثمرين عُمانيين وكتل حوثية ذات نفوذ، إلا أن مصادر مطلعة شكّكت في حقيقة الممول الرئيسي وطرحت فرضية أن جزءًا منها قد يكون مُموّلًا من جهات إقليمية رسمية لها مصلحة في إضعاف اليمن ككيان مستقل.
بشير اسماعيل، وهو محلل سياسي يمني، قال في تصريح خاص لموقع الوعل اليمني “ان صحت هذه الانباء فإن العُمانيون سيكونون واجهةً فقط خاصة ان هناك تقارير غير مؤكدة عن اجتماعات سرية بين وسطاء حوثيين ومسؤولين من دول تصنف الحوثيين “جماعةارهابية” في العاصمة العُمانية مسقط نوقشت فيها تفاصيل المشروع، وهو ما يفسّر لماذا لم تتعرض الشركات التي يملكها قيادات عليا في جماعة الحوثي لهجمات، بينما دُمّرت الطائرات المدنية بالكامل”.
فرضية التواطؤ
ولاتزال العلاقة بين إسرائيل وجماعة الحوثي موضوعًا مثيرًا للجدل منذ تسليم الحوثيين لاقدم نسخ التوراة للجانب الإسرائيلي في 2014 واليوم يعتقد بعض الخبراء أن إسرائيل قد وجدت في الحوثيين حليفًا غير معلن لتحقيق أهداف جيوسياسية، منها إضعاف دول المنطقة وايجاد ذرائع للسيطرة على الممرات الإستراتيجية بحجة تأمين منطقة البحر الاحمر من التهديدات الحوثية، وفي تصريح خاص آخر لضابط استخبارات يمني سابق يدعى ” نصير حجيرة” أكد أن “إسرائيل تريد إحكام السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن من خلال تدمير البنية التحتية اليمنية واغراق البلد في الفوضى ثم التعامل معه كتهديد أمني لإسرائيل”.
سيناريو مقلق
ويضيف حجيرة :” إذا نجح المشروع فإن “الخطوط الهاشمية اليمنية” ستكون أول شركة طيران خاضعة بالكامل لسيطرة جماعة مسلحة وهي سابقة خطيرة في عالم الطيران المدني، كما أن هيمنة الحوثيين على قطاع حيوي مثل النقل الجوي سيزيد من عزل اليمن دوليًا، خاصة إذا تم ربط الشركة بتهريب الأسلحة أو تمويل الأنشطة العسكرية”.
ويتساءل : “هل تدمير الخطوط الجوية اليمنية كان جزءًا من خطة مُحكمة لتمهيد الطريق أمام مشروع الحوثيين؟ صحيح ان الإجابات قد لا تكون واضحة اليوم ولكن الايام المقبلة كفيلة بان تكشف كل شيء” .