السعودية وقطر توقعان اتفاقية ربط البلدين بالقطار الكهربائي السريع

شهدت العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر قفزة نوعية في مجال البنية التحتية والمواصلات، وذلك بتوقيع اتفاقية تاريخية لإنشاء خط للقطار الكهربائي السريع يربط بين البلدين.

هذا المشروع الطموح يأتي في إطار تعزيز الترابط الإقليمي، وتسهيل حركة الأفراد والبضائع، ودعم النمو الاقتصادي المشترك بما يتماشى مع رؤيتي السعودية 2030 وقطر الوطنية 2030. وقد جرى التوقيع على الاتفاقية بحضور كبار المسؤولين من وزارتي النقل والمواصلات في كلا البلدين، وممثلي هيئات السكك الحديدية والموانئ.

ويهدف المشروع إلى ربط شبكات السكك الحديدية الوطنية في كل من السعودية وقطر، ليكون امتداداً لشبكة قطار الخليج المزمع إنشاؤها مستقبلاً. ومن المتوقع أن يكون القطار كهربائياً بالكامل وصديقاً للبيئة، حيث سيعمل بتقنية عالية السرعة، مما سيقلل بشكل كبير من زمن السفر بين المدن الرئيسية مثل الرياض والدوحة، وقد يصل معدل السرعة التشغيلية إلى نحو 300 كيلومتر في الساعة. ويشمل المسار المقترح إنشاء محطة رئيسية جديدة على الحدود المشتركة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الحالية لاستيعاب حركة القطار السريع.

وتشمل التفاصيل المالية للمشروع استثمارات ضخمة تقدر بالمليارات، يتم تمويلها بشكل مشترك بين الحكومتين، مع إمكانية إشراك القطاع الخاص المحلي والدولي. وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة عليا مشتركة للإشراف على مراحل التنفيذ، والتي تبدأ بدراسات الجدوى التفصيلية والتصاميم الهندسية، يليها مرحلة التنفيذ التي من المتوقع أن تستغرق عدة سنوات. ويشدد الجانبان على أهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة والأمان والجودة العالمية في إنشاء وتشغيل الخط الجديد.

ومن المزايا الاقتصادية المتوقعة للمشروع أنه سيعزز التبادل التجاري والسياحي بشكل غير مسبوق، وسيسهل حركة مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة خلال المواسم والأحداث الكبرى. ومن المتوقع أن يسهم هذا الربط في توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتعزيز تنافسية البلدين كمركزين لوجستيين إقليميين وعالميين. ويأتي هذا التوقيع تتويجاً لمباحثات ومفاوضات استمرت لأشهر، مما يعكس الرغبة السياسية المتبادلة في دفع عجلة التكامل الخليجي.

Exit mobile version