بارنييه يقدم استقالة حكومته للرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون

وصل رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه صباح اليوم الخميس إلى قصر الإليزيه لتقديم استقالة حكومته للرئيس إيمانويل ماكرون بعدما أطاحه النواب الأربعاء، على ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.

وتنص المادة 50 من الدستور الفرنسي على أنه “يتحتم على رئيس الوزراء تقديم استقالة حكومته لرئيس الجمهورية” بعد إقرار مذكرة بحجب الثقة عنه في الجمعية الوطنية.

طالب حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي مساء أمس الأربعاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاستقالة، بعيد حجب الثقة عن الحكومة في الجمعية الوطنية.

وطلبت رئيسة مجموعة حزب فرنسا الأبية في الجمعية الوطنية ماتيلد بانو من “إيمانويل ماكرون الرحيل”، داعية إلى “انتخابات رئاسية مبكرة”، إلا أن مصير ماكرون الذي تستمر ولايته حتى 2027، غير مرتبط دستورياً بحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه.

حجب الثقة

حجب النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية اليوم الأربعاء الثقة عن حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه بعد ثلاثة أشهر فقط على توليه مهماته، في خطوة تعمق الأزمة السياسية داخل البلاد.

وللمرة الأولى منذ أكثر من 60 عاماً، أقرت الجمعية الوطنية مذكرة حجب ثقة عن الحكومة اقترحها اليسار المتشدد، وحصلت على دعم اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن.

منذ عام 1062

واتحد نواب من أقصى اليمين واليسار لدعم اقتراح حجب الثقة عن رئيس الوزراء ميشال بارنييه وحكومته، بغالبية 331 صوتاً من أصل 574.

ومن المتوقع أن يقدم بارنييه استقالته واستقالة حكومته للرئيس إيمانويل ماكرون سريعاً.

ولم تخسر أية حكومة فرنسية اقتراع حجب ثقة منذ 1962.

وعجل ماكرون بتلك الأزمة السياسية عندما دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة خلال يونيو (حزيران) الماضي أسفرت عن برلمان منقسم يتسم بالاستقطاب الحاد.

موازنة 2025

وبدا أن فرنسا تخاطر بإنهاء العام من دون حكومة مستقرة وبلا إقرار لموازنة 2025، لكن الدستور يسمح بإجراءات خاصة لتجنب إغلاق حكومي على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة.

ومن شأن الأزمة السياسية في فرنسا أن تزيد من ضعف الاتحاد الأوروبي الذي يعاني بالفعل انهيار الحكومة الائتلافية في ألمانيا، وذلك قبل أسابيع من عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للبيت الأبيض.

اليسار واليمين المتطرف

وعاقب اليسار واليمين المتطرف بارنييه على لجوئه إلى استخدام صلاحيات دستورية خاصة لتمرير جزء من موازنة لم تحظ بالتأييد.

وقالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن إن انهيار الحكومة “هو السبيل الوحيد الذي يتيحه لنا الدستور، لحماية الفرنسيين من موازنة خطرة وغير عادلة بل وعقابية”.

وقالت ثلاثة مصادر إن ماكرون يعتزم تعيين رئيس جديد للوزراء بسرعة، وقال أحدهم إنه يريد تسمية شخص جديد لتولي المنصب قبل احتفال بإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام السبت المقبل الذي سيحضره ترمب.

تحديات

وسيواجه أي رئيس جديد للوزراء التحديات نفسها التي قابلت بارنييه لإقرار تشريعات وموازنة في برلمان منقسم، ولا يمكن إجراء انتخابات برلمانية أخرى قبل يوليو (تموز) 2025. والخيار الآخر المتاح لماكرون هو أن يطلب من بارنييه وحكومته البقاء بصلاحيات تصريف الأعمال ليتيح لنفسه وقتاً لاختيار رئيس وزراء قادر على كسب دعم كاف من معظم الأحزاب، لإقرار التشريعات.

وقال قصر الإليزيه الرئاسي إن ماكرون سيلقي كلمة عبر التلفزيون إلى الشعب الفرنسي مساء غد الخميس.

Exit mobile version