بتكلفة 22.5 مليار دولار.. السعودية تفتتح مشروع قطار الرياض

افتتح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء، مشروع قطار الرياض، كأحد أهم مشاريع النقل الكبرى التي تشهدها المملكة، وتبلغ كلفته قرابة 22.5 مليار دولار.

ويمثل هذا المشروع إحدى واجهات التحولات الكبرى التي ينتظر أن تحدثها المشاريع الضخمة التي خططت لها رؤية السعودية 2030. وستظهر فاعلية قطار الرياض على وجه الخصوص خلال تنظيم السعودية بطولة كأس العالم لكرة القدم 2036، في وقت تتوقع فيه المملكة استقبال الملايين من أنصار المنتخبات المشاركة من مختلف القارات.

ويجد المشروع تحديات من بينها الإنجاز الإنشائي والمواصفات البيئية، لكن التحدي الثالث هو السعي إلى تغيير طبائع سكان المدينة ممن اعتادوا التنقل بالسيارات في بلد تدوم فيه الأشهر الحارة نصف عام، على الرغم من أن بعض العادات الاجتماعية السابقة عن الفصل بين الجنسين قد تغيرت بشكل كبير إثر الإصلاحات التي اعتمدها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يسهّل الاختلاط في مجال النقل العام.

ويقول أحد النشطاء السعوديين على مواقع التواصل إن المشروع ليس مجرد وسيلة نقل حديثة، بل هو محرك اقتصادي يعزز جاذبية مدينة الرياض للاستثمارات والمستثمرين والشركات الأجنبية.

ويشكل “مشروع قطار الرياض” العمود الفقري لـ”مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بمدينة الرياض- القطار والحافلات”، وتتوزع شبكة مترو الرياض بين 3 مستويات، من بينها مسارات بنسبة 30% على شكل أنفاق تحت الأرض، ومسارات بنسبة 18% على سطح الأرض، ومسارات بنسبة 52% على الجسور.

ويتألف مشروع قطار الرياض من شبكة تضم 6 مسارات بطول 176 كيلومترا، وتحوي 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية، ويتميز بمواصفات تصميمية وتقنية عالية. وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس).

ويأتي التدشين بعد مرور أكثر من عقد على إقرار المشروع، وتحديدا في أبريل 2012، حينما أقر مجلس الوزراء السعودي آنذاك تنفيذ مشروع النقل العام، ثم أرسيت العقود لإنشائه في سنة 2013 على ثلاثة ائتلافات عالمية.

وسيعتمد مشروع مترو الرياض على الطاقة النظيفة وخيارات النقل الصديقة للبيئة، كما سيستخدم قطارات ومحطات موفرة للطاقة، فضلا عن تقنيات مثل الكبح المتجدد لتقليل استهلاك الطاقة، وتجهيز بعض المحطات بآلاف الألواح الشمسية، إضافة إلى الحصول على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية التي ستوفرها شبكة النقل بالقطارات والناقلات قرابة 1.7 مليون راكب يوميا خلال مرحلة التشغيل الأولية، وقد تم تطويره لربط المواقع والوجهات الرئيسية بالعاصمة، مثل مقار الوزارات والجامعات والمستشفيات والمجمعات التجارية ومراكز النقل والمرافق الحكومية.

ويغطي المشروع “معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام.”

كما تم إنشاء المركز بجوار موقع المبيت والصيانة الواقع غرب جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وعلى مساحة 60 ألف متر مربع، والذي يتولى عمليات تشغيل نظام النقل العام في المدينة بكافة مستوياته، ويحقق التكامل بين شبكتَي الحافلات والقطارات، إلى جانب إدارة عمليات خدمة الركاب، والمراقبة الأمنية والسلامة، والأنشطة الإدارية والتدريب والخدمات المساندة للمشروع.

ويشتمل المشروع على 85 محطة للقطار، من بينها 4 محطات رئيسية يلتقي فيها عدد من مسارات الشبكة، وجرى تصميمها وفق تصاميم معمارية حديثة على عدة مستويات، تتوزع بين 34 محطة علوية، و4 محطات على سطح الأرض، و47 محطة تحت الأرض.

وتمنح محطات القطار للركاب وسائل الراحة والسلامة والتكييف، وأنظمة معلومات الرحلات، فيما تحتضن بعضها محلات وخدمات تجارية ومواقف للسيارات.

وتُعد المحطات الرئيسية في المشروع “محطة مركز الملك عبد الله المالي، ومحطة STC، ومحطة قصر الحكم، والمحطة الغربية” أحد أبرز عوامل الجذب للركاب؛ بسبب وجودها في مناطق عالية الكثافة، وعند التقاء عدد من مسارات القطار والحافلات، بالإضافة إلى أنها تقدّم خدمات متنوعة مساندة لنظام النقل العام، مثل خدمة العملاء، ومواقف السيارات، ومنافذ بيع التذاكر، ومحلات وخدمات تجارية، وعدد من المطاعم والمقاهي، ومنافذ متاحة للاستثمار.

وقالت الهيئة الملكية لمدينة الرياض على إكس إنه سيتم “تشغيل خدمة قطار الرياض بشكل متتابع ابتداء من 1 ديسمبر 2024، وإلى الخامس من يناير، وذلك لضمان تشغيل سلس يحقّق الراحة للمستخدمين، ويسهم في تركيز جهود أعمال التشغيل وإدارة الحشود.”

Exit mobile version