عيد بلا أضحى وفرحه تطاردها مليشيات الحوثي.

العيد عيد العافية ربما تكون هذه العبارة هي الأكثر تداولا بين اليمنيين خلال الاعياد.هذه العبارة تعبّر عن حجم الأسى الذي يعانيه اليمنيون في العيد، فبدلًا من كون العيد مناسبة سعيدة، تحول إلى موسم للحزن في مناطق سيطرة الحوثيمر 4 اعوام منذ حصل إبراهيم سعيد على آخر راتب، وهو منذ ذلك لم يعد يستطيع شراء الاحتياجات الأساسية لأسرته اما في الأعياد وصلت إلى حد عدم شراء حلويات العيد أو الملابس لأبنائه للمرة الربعة على التوالي.

يقول “كلما طالت أيام المليشيات، زادت أوضاعنا سوءاً وتخلينا عن الكثير من احتياجاتنا التي كانت أساسية ولا تنقطع. العيد الرابع وأنا لا أشتري لأولادي ملابس أو حلويات العيد”أما غالب الحرازي فيرى أن عيد الأضحى لن يختلف عن عيد الفطر الماضي، يقول “سيكون هناك ازدحام مروري بسيط بعد صلاة العيد وأثناء تزاور الناس، لكنه سريع وسيختفي الناس من الشوارع من بعد الظهر ولن نلحظ مظاهر العيد كاحتفاء الأطفال في الشوارع أو أصوات المفرقعات أو ازدحام الحدائق”. ويعتبر أن أفضل الرجال حالا هو من يستطيع توفير ثمن نبتة القات ليمضغها مع أصدقائه في عصر يوم العيد.

“فالبعض سيحرص على تخصيص مبلغ لشراء القات ولو على حساب احتياجات أفراد أسرته رغم ارتفاع سعره أيام العيد”.

أسواق فارغه .

وفي أسواق صنعاء التي خلت بشكل لافت من المتسوقين لشراء احتياجات العيد، كما كانت في الأيام التي تسبق العيد، فقد أحجم الزبائن عن شراء البضائع التي حرصوا على اقتنائها ليستخدموها في أيام العيد يقول التاجر ” انس المحمدي. “بالرغم من أن أيام العيد تعتبر مناسبة بالنسبة لنا، إلا أنني أحيانا لا أبيع إلا لثلاثة زبائن أو خمسة بالكثير بعدما كنت أفشل في تلبية طلبات كل الزبائن المحتشدين أمام محلي في السابق”.

مشيرا إلى أنه بات عاجزا عن سداد إيجار المحل الخاص به بعدما تراجعت حركة البيع والشراءيبقى المحمدي في حانوته الصغير في منطقة شعوب بصنعاء لساعات طويلة قبل أن يأتي زبون ليشتري منه بعض الحلويات التي تقدم للأطفال والزوار خلال أيام العيد مثل الشكولاتة واللوز والزبيب من الطبيعي أننا لا ولن نبيع كما في المواسم السابقة، فالناس بدون مرتبات منذ حوالي أعوام والأعمال متوقفة وهذا ما انعكس علينا تماما”.

ويضيف تاجر ملابس معتز عبد الله إن “الغلاء دمر اليمنيين أكثر مما دمرتهم الحرب وحطمت قلوبهم، لكن لا يسعنا إلا أن نتضامن مع الشريحة المحرومة الأكبر من اليمنيين.

تابع “العشرات من المتسوقين يدخلون مع أطفالهم ويتجولون في معرضي، ثم يخرجون دون أن يشتروا بسبب صدمة الأسعار المرتفعة. وبحزن، مضى قائلًا “يصعب عليّ أن أشاهد أطفالهم يغادرون وهم يبكون”.وتابع قبل نحو أعوام قبل دخول المليشيات، كانت ملابس الأطفال المتوسطة الجودة لا يتعدى سعرها ألفي ريال، والآن ارتفع سعرها إلى أكثر من عشره الاف سبعة، والناس ليس لديها المال”.

لا اضاحي

انعكست معاناة اليمنيين على شراء أضاحي والتي شهدت أسواقها ركودا على غير عادتها خصوصا مع حلول عيد الأضحى المبارك من كل عام، حيث تراجعت نسبة إقبال المواطنين على شراء الأضاحي كنتيجة طبيعية لمعاناتهم مع استمرار انقطاع رواتب موظفي الدولة. والحربفي يوم العيد، يتناول أغلب اليمنيين لحوم الدواجن، بدلا من لحوم الماعز، بعد أن ارتفع سعرها، الي مبالغ خياليه لا تكفي لتوفيرها

“الدجاج أضحيتي إذا وجدت قيمتها…”

يقول عبد الكريم جمال موظف حكومي “ان الشعائر الدينية كأضحية العيد سنة لا تستدعي الاهتمام وذلك بالنظر إلى بقية المطالب الأساسية كالقمح والأرز وغيرها. يتابع: “كنا في السابق نذهب لشراء أضحية العيد لتوزيعها علي الاهل والفقراء، مؤكدًا أن اليوم وفي ظل الحرب والمليشيات “بات الجميع في المعاناة متساوين والكل ينتظر من يتصدق عليه يقول مرعي: تاجر مواشي سبب الركود إلى الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد عمومًا وعزوف المواطنين عن الشراء باعتبار أن الأضحية بات كالحج لمن يستطيع إليه سبيلا، فضلا عن ارتفاع أسعار الأضاحي حيث بات سعر الكبش الواحد ما بين “70 إلى 150 ألف ريال”.

واضافة إلى ما سبق، يقول أحمد علي، أحد تجار الجملة في شارع خولان بصنعاء، ويلاحظ ازدحام الأسواق اليمنية من المواشي والأبقار وغيرها بشكل كبير، لكن هذا العرض قوبل بانخفاض كبير في الطلب مما أدى إلى ركود اقتصادي كبير، وعزوف كثير من الناس عن شراء المواشي.

أعلنت منظمة “أوكسفام” الإغاثية، في تقارير سابقه، أن أكثر من ستة ملايين شخص في اليمن على شفا المجاعة، وأن الحرب وحصار الموانئ تضيف يوميًا 25 ألف شخص إلى قائمة الجوعى. اغلاق الخير”.”نبيله” كانت تعمل في إحدى المؤسسات الخيرية وكانت بالنسبة لها مصدر دخل، بعد إغلاقها لم تستطع أن تشتري أضحية العيد وباتت بحاجة لمن يقدم لها مساعدة الحالي”.

وأضافت “ليس لدي مصدر دخل ثابت والغلاء كل يوم زيادة عن اليوم الذي قبله إضافة إلى انعدام فرص العمل، وإذا وجدت فبرواتب ضئيلة لا تستطيع أن تشتري منها أضحية”، مؤكدة أنها تأثرت بشكل كبير جدا بعد إغلاق المؤسسة أبوابها ولم يعد لديها مصدر دخل بديل.

ترى أسماء ناشطه في الاعمال الخيرية أن الصعوبات التي باتت تواجه العمل الخيري والذي كان يعمل على سد معاناة شريحة كبيرة من الفقراء والمحتاجين في كافة المجالات أبرزها “قلة المتبرعين بسبب الوضع الاقتصادي والسياسي وأضافت ” كذلك سيطرة المليشيات على الجمعيات والاعمال الخيرية، وملاحقه ومتابعه اهل الخير والجمعيات والعاملين في الأنشطة الخيرية تصل الي الحبس والاعتقال والاتهام بالعمالة.

يوضح عبد العزيز رئيس مؤسسه خيريه أن مؤسسة لديها 1000 أسرة من الأسر الأشد فقرًا وأهم الصعوبات التي نعاني تتمثل في اتساع دائرة الاحتياج وتضاعف عدد المحتاجين إضافة إلى “الغلاء الفاحش للمواد الغذائية والأضاحي قلّص بشكل كبير في الكم والنوع من توفير سلل غذائية أو أضاحي أو غيره لهذه الأسر”.

وأكد “ان الإجراءات التي اتخذتها المليشيات ضد الجمعيات والمؤسسات كالنهب والسلب والملاحقات واعتقال اهل الخير ,والاغلاق للكثير من المشاريع الخير حرمت الالاف الاسر من المساعدات الإنسانية وحتي من الفرحة واستقبال العيد

Exit mobile version