أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية حالة الحداد الرسمي في كافة أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام، تنكس فيها الأعلام على مباني الهيئات والمؤسسات الحكومية، إثر فاجعة أليمة تمثلت في مصرع رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، الفريق أول ركن محمد الحداد، وأربعة من كبار مرافقيه العسكريين.
جاء هذا الإعلان عقب تحطم طائرتهم الخاصة من طراز “داسو فالكون 50” مساء الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025، في منطقة جبلية وعرة بالقرب من قضاء “هايمانا” التابع للعاصمة التركية أنقرة، وذلك أثناء رحلة العودة إلى العاصمة طرابلس بعد انتهاء زيارة رسمية أجراها الوفد العسكري إلى تركيا.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن السلطات التركية، فإن الطائرة المنكوبة كانت قد أقلعت من مطار “أسن بوغا” في أنقرة عند الساعة 17:10 بتوقيت غرينتش، وبعد مرور حوالي 20 دقيقة فقط من الإقلاع، وتحديداً عند الساعة 17:33، أرسل طاقم الطائرة بلاغاً طارئاً إلى مركز مراقبة الحركة الجوية يفيد بوجود عطل كهربائي مفاجئ وطلب العودة للهبوط اضطرارياً.
وعلى الفور، قام المركز بتوجيه الطائرة وتأمين المسارات اللازمة، إلا أن الاتصال اللاسلكي انقطع تماماً عند الساعة 17:52، واختفت الطائرة عن شاشات الرادار أثناء محاولتها الالتفاف للعودة، لتتحطم لاحقاً في منطقة تبعد حوالي 2 كيلومتر عن قرية “كسيك كاواك” وسط ظروف جوية صعبة وتضاريس قاسية.
وقد أسفر الحادث عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة، وهم إلى جانب الفريق أول محمد الحداد: رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي دياب، والمصور بمكتب الإعلام محمد عمر محجوب، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من ثلاثة أفراد يحملون الجنسية الفرنسية.
وأكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، أن فرق البحث والإنقاذ والدرك تمكنت من الوصول إلى موقع الحطام في وقت متأخر من الليل، حيث تم انتشال الجثامين ونقلها للمستشفى العسكري لإجراء الفحوصات اللازمة تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا.
وفي إطار متابعة تداعيات الحادث، أعلنت وزارة العدل التركية فتح تحقيق جنائي وفني موسع من قبل النيابة العامة بأنقرة، كما وصل وفد فني ليبي يضم خبراء في الطيران والتحقيق العسكري للمشاركة في كشف ملابسات السقوط.
وقد أعلنت السلطات التركية صباح اليوم الأربعاء عن العثور على “الصندوق الأسود” وجهاز تسجيل الصوت في قمرة القيادة (CVR) في موقع الحادث، ويجري حالياً تفريغ البيانات لتحليل الرسائل الأخيرة وتحديد بدقة كيف أدى العطل الكهربائي المذكور إلى فقدان السيطرة الكلي على الطائرة، فيما تشير التقارير الأولية إلى أن الطائرة كانت مستأجرة ومسجلة في مالطا، وهو ما سيخضع للفحص ضمن سجلات الصيانة الفنية.
وعلى الصعيد السياسي والعسكري في ليبيا، نعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي، ومجلس النواب، بالإضافة إلى قيادات عسكرية من مختلف التوجهات، الفريق الحداد ومرافقيه، واصفين إياهم بـ “شهداء الواجب” الذين بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية واستقرار البلاد.
ومن المتوقع أن تقام مراسم تشييع عسكرية مهيبة للضحايا فور وصول جثامينهم إلى مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، وسط حالة من الحزن الشعبي والرسمي التي خيمت على المشهد الليبي في الساعات الأخيرة.

خارجية تركيا تبحث مع وفد من “حماس” آليات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
انسحاب أوكراني رسمي من مدينة “سيفرسك” تحت وطأة الهجمات الروسية
نتنياهو يرفض الدور التركي في غزة قبل اعتذار علني من أردوغان
تونس.. السجن المؤبد لـ 11 متهماً باختطاف واغتيال مهندس “القسام” محمد الزواري