اعتبر الأمين العام لجماعة “حزب الله” اللبنانية، حسن نصر الله، الخميس، أن إسرائيل “تجاوزت” بارتكابها جريمة تفجيرات أجهزة النداء “بيجر” (Pagers)، وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي كان يحملها عناصر الحزب في لبنان، واصفاً ما حدث الثلاثاء والأربعاء، بأنه “مجزرة” و”إعلان حرب” ومخالفة لكل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء، متوعداً إسرائيل بقوله إن “الحساب سيأتي”، مشيراً إلى أن “قواعد الردع في جنوب لبنان تغيرت”.
وقال نصر الله في أول كلمة بعد “تفجيرات البيجر” في وقت متزامن بمناطق متفرقة من لبنان، الثلاثاء، وأودت بحياة 12، وأصابت 2323 على الأقل، وتفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكي في اليوم التالي والتي أودت بحياة 25، وإصابة 608، بإجمالي 37 حالة وفاة و2931 إصابة في اليومين، أن “حجم الإصابات في العيون كبير والمستشفيات غير مهيأة لهذا المستوى من الإصابات، لذلك هناك ضغط وأحياناً يكون فيه تأخير”.
وأضاف: “ما شهدناه خلال اليومين هو تعاطي إيجابي وجدي وكبير واهتمام عالي”، معرباً عن شكره لـ”الدول التي سارعت إلى تقديم الدعم، وأرسلت طواقم طبية ومواد وتجهيزات طبية، خاصة العراق وإيران التي أرسلت طائرات لنقل عشرات الجرحى، وستأتي طائرات أخرى، والحكومة السورية التي فتحت لنا مستشفياتها، وتم نقل عدد من الجرحى إلى مستشفيات دمشق”.
وتابع نصر الله: “يوم الثلاثاء، استهدف العدو الإسرائيلي آلاف أجهزة (البيجر)، وفجرها في وقت واحد”، معتبراً أن إسرائيل “تجاوزت في هذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء، ولم تكترث لأي شيء لا أخلاقياً ولا قانونياً”.
وأردف: “تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ لبنان، وقد لا تكون مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو، وقد لا تكون مسبوقة على مستوى العالم بهذا النوع”، موضحاً أن “كبار قيادات حزب الله لا يحملون طراز أجهزة (البيجر) التي انفجرت”.
وأشار نصر الله الذي تعهد بالرد على العمليات الإسرائيلية دون تحديد شكله، مكتفياً بالقول إن “الحساب قادم”، إلى أن “التفجيرات وقع بعضها في مستشفيات؛ لأن بعض من يحملون (البيجر) يعملون فيها، وفي صيدليات وأسواق ومحلات وبيوت”، موضحاً أن “يوم الأربعاء تم تفجير أجهزة لاسلكية أيضاً دون اعتبار لأماكن تواجد من يحملونها”.
وقال إن أرقام الضحايا والمصابين “ستظهر مع الوقت”، واصفاً العدد بأنه “كبير جداً”، لكنه أكد أن كثير من الإصابات كانت طفيفة، وأن بعض أجهزة (البيجر) كانت مغلقة وبعيدة عن عناصر الحزب، وبعضها لم يوزع أساساً.
وأضاف: “العدو يفترض أو يعلن أن عددها يتجاوز 4 آلاف جهاز، كما يفترض أنها موزعة على شباب (حزب الله) في وحدات ومؤسسات مختلفة، العدو كان يتعمد قتل 4 آلاف إنسان في دقيقة واحدة.. ويوم الأربعاء كانت نيته قتل الآلاف”.
واعتبر نصر الله أن إسرائيل كانت ترغب من خلال العمليتين “قتل ما يقارب من 5 آلاف إنسان في دقيقتين”، واصفاً ذلك بأنه “عملية إرهابية كبرى، وإبادة جماعية، ومجزرة، وإعلان حرب”، موضحاً أن “الحزب سيتبنى مصطلح مجزرتي الثلاثاء والأربعاء”.
وتابع: “نعرف أن للعدو تفوقاً على المستوى التكنولوجي، وتعرضنا لضربة كبيرة وقوية وغير مسبوقة، لكنها لم ولن تسقطنا. وسنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات، وحينها سيُبنى على الشيء مقتضاه”.
واعتبر أن التفجيرات “فرصة تاريخية ونحن نتمناها”، مضيفاً: “ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال، وسيبعد فرصة إعادتهم”.
وأضاف: “لا شك أن ما حدث عدوان كبير وغير مسبوق سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون، ومن حيث لا يحتسبون، وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة”.
قصف مستمر
وبالتزامن مع الكلمة قصفت إسرائيل جنوب لبنان، بعد نحو 24 ساعة من تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي التي تستخدمها جماعة “حزب الله”، في موجة هي الثانية من نوعها بعد “تفجيرات البيجر”، ما قد يدفع الجانبين باتجاه الحرب.
وترددت في سماء بيروت أصوات أفادت وسائل إعلام رسمية لبنانية بأنها طائرات إسرائيلية تخترق حاجز الصوت، وهو دوي صار شائعاً على نحو متزايد في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت إسرائيل إن طائراتها الحربية قصفت قرى في جنوب لبنان الليلة الماضية، وأفاد مصدر أمني وقناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”حزب الله” بأن الغارات الجوية بالقرب من الحدود استؤنفت بعد ظهر الخميس.