إسرائيل تقود تحالفا ثلاثيا شرق المتوسّط لمواجهة توسّع النفوذ التركي

كثّف سلاح الجو الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة تحرّكاته الإقليمية في شرق البحر المتوسط، عبر لقاءات وُصفت بـ«الاستراتيجية» جمعت قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، مع كبار قادة سلاحي الجو في كل من اليونان وقبرص، وذلك في سياق تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الأطراف الثلاثة، على خلفية تصاعد القلق من تنامي النفوذ التركي في المنطقة، لا سيما في سورية وشرق المتوسط.

وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11)، عُقدت الاجتماعات في قبرص وتركزت على تعميق التنسيق العملياتي، وتوسيع أنماط العمل المشترك في المجال الجوي، إضافة إلى تبادل الخبرات وتعزيز ما تصفه إسرائيل بـ«التحالف الإقليمي» مع سلاحي الجو القبرصي واليوناني. واعتبرت القناة أن هذا التعاون «أثبت نجاعته» خلال العدوان الإسرائيلي على إيران في حزيران/يونيو الماضي.

وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن هذه اللقاءات تأتي في ظل ما تراه تل أبيب محاولات تركية متواصلة لترسيخ حضور عسكري وسياسي في المنطقة، خصوصًا في سورية وشرق المتوسط، الأمر الذي تعتبره إسرائيل عامل ضغط إضافيًا على أمنها الإقليمي.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة «رويترز» قبل نحو شهر بأن اليونان تجري محادثات متقدمة مع إسرائيل لشراء أنظمة دفاع جوي ومدفعية متطورة، يُفترض أن تُدمج ضمن منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات لمواجهة التهديدات الجوية والطائرات المسيّرة. ووفقًا للتقارير، ستُستخدم هذه الأنظمة في إنشاء مظلة دفاعية شاملة.

وكانت أثينا قد أعلنت في وقت سابق نيتها إنفاق نحو 28 مليار يورو حتى عام 2036 لتحديث قواتها المسلحة، بينها قرابة ثلاثة مليارات يورو لتطوير منظومة دفاع جوي وصاروخي متعددة المراحل، إلى جانب خطط لشراء طائرات مقاتلة وفرقاطات وغواصات جديدة من الولايات المتحدة ودول أوروبية.

وفي بعدٍ آخر مرتبط بالتوتر الإقليمي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن دبلوماسي عربي، لم تُسمّه، قوله إن المعارضة الإسرائيلية لدمج قوات تركية ضمن قوة دولية محتملة في قطاع غزة لا تشكّل رادعًا حقيقيًا لأنقرة. وبحسب الدبلوماسي، يراهن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تردد معظم الدول في إرسال قوات إلى غزة، رغم الضغوط الأميركية، ويقدّر أن الولايات المتحدة ستجد نفسها في نهاية المطاف بحاجة إلى القوات التركية، ما قد يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تخفيف اعتراض إسرائيل على هذا الدور.

وأضاف المصدر نفسه أن تركيا بدأت بالفعل تدريب نحو ألفي جندي تحسّبًا لاحتمال إرسالهم إلى قطاع غزة، في حال جرى التوافق على تشكيل قوة دولية هناك.

ويعكس هذا الحراك العسكري والسياسي المتسارع في شرق المتوسط تشابك المصالح الإقليمية، واحتدام التنافس على النفوذ بين إسرائيل وتركيا، في ظل إعادة تشكيل التحالفات الأمنية والعسكرية في المنطقة، على وقع الحرب في غزة والتطورات في سورية وشرق المتوسط.

Exit mobile version