
تحاول دولة الإماميين منذ ظهورها في اليمن تقديم نفسها كمناصرة لقضايا المسلمين ومطبقة للشريعة الاسلامية ومعادية لأعداء الدين الاسلامي ومن ضمنهم اليهود، لكن الأدلة والتاريخ يثبتان بأن الإماميين كانوا اعوان الدولة اليهودية واحد ابرز حلفائها بدءً من الإمام احمد بن يحيى حميد الدين الذي كان من مؤيدين قيام دولة ” اسرائيل ” بحسب الباحث (يحيى السواري) والذي قام بترحيل غالبية يهود اليمن بالرضا أو بالإكراه الى الاراضي المحتلة اسوة بالدول الاخرى التي سارعت للاعتراف باسرائيل مثل ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية في عملية اشرف عليها الإمام أحمد شخصياً وتم فيها ترحيل اثنين وخمسين ألف يهودي يمني وسميت عملية ” بساط الريح”.
وخلال فترة حكمه التي امتدت قرابة 14 عاماً لم يظهر الإمام احمد اي خلاف مع دولة اليهود الناشئة في الاراضي المحتلة بخلاف معظم القادة العرب وقتها وكان الوحيد الذي اختار مبدأ ” الحياد” بل أنه شجع الهجرة اليهودية الى “اسرائيل”، وظهرت نتيجة هذا التخادم بشكل واضح بعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر وهروب الإمام محمد بن احمد حميد الدين الملقب بـ” البدر” حيث كشفت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية عن قيام سلاح الجو الاسرائيلي بتنفيذ 14 طلعة جوية فوق الاجواء اليمنية لدعم قوات الإمام البدر بالأسلحة والعتاد العسكري الإسرائيلي المتطور والاغذية والمؤن ومساهمة “الموساد” ورئيسه “مئير عميت” في عمليات التخطيط اللوجستي وشراء ولاءات المشائخ للإمام البدرفي عملية اطلق عليها الموساد اسم( عملية الصلصة).
وقالت قناة “الجزيرة” القطرية في تقرير لها نشر عام 2008، بان اسرائيل اتفقت مع الاماميين على سحق قوات الجمهورية المدعومة بوحدات من الجيش المصري بعد تعهد البدر بوضع مضيق “باب المندب” الاستراتيجي تحت تصرف الاسرائيليين فور فشل الثورة، وأكــدت “الجزيرة” وجود وثائق سرية رفع عنها “الموساد” السرية تثبت حدوث هذه الوقائع اضافة الى صور الطيارين الإسرائيليين الذين شاركوا في الطلعات الجوية.
وبحسب الباحث ( السواري) ظل ” التنظيم الهاشمي السري” بعد الثورة على اتصال دائم بالموساد طوال فترة حكم الجمهورية واستمر الموساد في دعم حركات التمرد التي اندلعت مثل ” حرب الانفصال” صيف 1994 التي شارك فيها “بدر الدين الحوثي” الى جانب الانفصاليين بأمر من المخابرات الاسرائيية، الى حروب صعدة الست التي اشعلها الحوثي، وكان وعد الاماميين لاسرائيل بتسليمهم باب المندب هو الدافع الرئيسي وراء دعم ” تل ابيب” لهذا التنظيم وخططه الرامية للعودة الى السلطة، وكذلك الوعد بتسليم اسرائيل عدداً من المخطوطات اليهودية النادرة، وهو ما نفذه عبدالملك الحوثي فور نجاح انقلاب 21 سبتمبر حيث سلم الحاخام اليهودي ” يحيى يعيش” عبر القيادي الصريع ” صالح الصماد” اقدم نسخة توراتية في العالم وطلب منه تسليمها الى دولة الكيان المحتل، وظهريومها رئيس الوزراء الصهيوني الحالي” نتنياهو” سعيدا بشكل مبالغ فيه عند استلامه تلك المخطوطة النادرة وقرائتها امام عدسات التلفزيون والى جانبه الحاخام ” يعيش”.
تطابق
ويرى قطاع عريض من اليمنيين بأن تطابق افعال الإماميين الجدد ” الحوثيين” في اليمن واليهود في فلسطين دليلاً على وحدة الهدف والمصالح رغم اختلاف الاديان، كما غزت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو ومنشورات تظهر تشابها كبيرا بين مايفعله الحوثيين ومايفعله الصهاينة مثل تفجير البيوت ودور العبادة، واعتقال النساء بشكل مهين، واقتحام المؤسسات والمنازل، وقتل الاطفال بشكل متعمد.
ويقول الناشط والمدون ” سالم الأبرقي” لموقع الوعل اليمني ان ” من يشاهد التطابق الكبير بين مايفعله اليهود والحوثيين يعلم علم اليقين بأن هاتين الفئتين من المستحيل ان تكونا عدوتين كما تحاولان الظهور امام العالم، مضيفاً: ” انا لا اقول الحوثيون صهاينة، ولكن افعالهم كذلك”.
تعبير سلمي
في أكتوبر 2018م كشفت صحيفة ” يديعوت أحرنوت ” بأن القيادي الحوثي الناطق الرسمي باسم الجماعة “محمد عبد السلام” التقى بمسؤولين اسرائيلين في سلطنة عمان اثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ” نتنياهو” إلى السلطنة وبحسب الصحيفة، أكد محمد عبد السلام للمسؤولين الإسرائيليين بأن جماعة الحوثي لا تحمل العداء لإسرائيل وأن هو معروف الشعار عبارة عن ” تعبير سلمي” تم استخدامه بناء على مقتضيات المرحلة السابقة التي كانت تتطلب ايجاد ذريعة لانشاء حاضنة شعبية، وطمأن محمد عبدالسلام الاسرائيلين بأن الجماعة اوقفت نشاط الجمعيات الخيرية ومن ضمنها جمعية الاقصى واضافت الصحيفة بان الناطق باسم جمعة الحوثي طلب من الإسرائيلين التوسط لدى الإدارة الأمريكية للانسحاب من تحالف دعم الشرعية في اليمن مؤكدا على استعداد الجماعة للتعاون والتنسيق مع تل ابيب بخصوص محاربة القاعدة وجماعة الإصلاح في اليمن.
وفي هذا السياق يقول الصحفي اليمني “عصام بلغيث “لموقع الوعل اليمني ” قد يستطيع التضليل الاعلامي خداع المواطن البسيط لفترة من الوقت لكن الحقيقة وحدها هي ما يبقى وماسواها يذهب ادراج الرياح مهما تأخر ظهورها، ومشهد إطلاق الصواريخ الايرانية من الاراضي اليمنية الى مستعمرات اسرائيلية قد يلهب المشاعر لفترة، ولكن في النهاية سيدرك الجميع بان تلك المشاهد لم تكن حقيقية، وان الحوثي ليس في قائمة اعداء “اسرائيل” ابدا بل في قائمة حلفائها الاوفياء والمخلصين.”
