الأطفال في سجون الحوثي: واقع مؤلم وآمال مفقودة

تقرير خاص

تعد مأساة الاطفال واحدة من أبرز المآسي في اليمن التي جلبها الانقلاب فمنذ اليوم الاول قام الانقلابيون باستهدف الأطفال في سياقات مختلفة، بما في ذلك اعتقالهم واخذهم كرهائن أو كوسيلة ضغط في صراعاتهم العسكرية العبثية.

ويعد احتجاز الأطفال في سجون الحوثيين جزءً من استراتيجية قمعية تستخدمها الجماعة ضد المدنيين بشكل عام، والأطفال بشكل خاص حيث صاروا جزءًا من آلات القمع وتم اعتقالهم تحت ذرائع متعددة، أبرزها الانتماء إلى جماعات معارضة أو الانخراط في أنشطة يعتبرها الحوثيون تهديدًا.

أرقام وإحصائيات:

وفقًا لإحصاءات ميدانية عن العام 2024 بلغ عدد الاطفال المعتقلين في سجون الحوثي حوالي 500 طفل تم اعتقالهم من قبل الحوثيين في السجون والمراكز الاحتجازية في أنحاء متفرقة من اليمن، لطن هناك من يرى بان هذه الأرقام ماهي الا جزء بسيطًا من العدد الفعلي، وأن العديد من الحالات لا يتم توثيقها أو الإعلان عنها رسميًا.

وبحسب تلك الإحصائيات، فان الأطفال المعتقلين في سجون الحوثيين هم في الغالب من الذكور (حوالي 75% من الحالات) وأعمارهم تتراوح بين 12 إلى 17 عامًا، ومع ذلك، فقد تم توثيق حالات احتجاز لفتيات في بعض المناطق، خاصةً في المناطق التي تشهد صراعًا شديدًا مثل تعز والبيضاء.

أسباب واهية:

وتعتمد جماعة الحوثي في الغالب على أسباب واهية في اعتقال الأطفال مثل الزعم بالانتماء السياسي، أو بسبب أن أحد أفراد أسرهم متهم بالانتماء إلى قوات الجيش الوطني أو المعارضة السياسية، وفي بعض الحالات، يتم اعتقال الأطفال كوسيلة للضغط على عائلاتهم أو كـ “رهائن”، كما تشير التقارير إلى أن الأطفال في سجون الحوثي يعانون من ظروف غير إنسانية، حيث يتم احتجازهم في زنازين ضيقة، تفتقر إلى الحد الأدنى من وسائل الراحة والصحة، ووفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان، يعاني الأطفال المعتقلون احيانا من الضرب والتعذيب، والحرمان من الطعام والماء، كما يتم حرمانهم من الرعاية الطبية اللازمة، و تشير بعض الإحصائيات إلى أن حوالي 30% من الأطفال المعتقلين* تعرضوا لأشكال متعددة من التحرش الجسدي واللفظي.

الحرمان من التعليم:

في العديد من الحالات، يتم حرمان الأطفال المعتقلين من الحق في التعليم، ووفقًا لإحصاءات غير رسمية، فان 90% من الأطفال المعتقلين في سجون الحوثيين لا يحصلون على أي نوع من التعليم أو الارشاد أثناء احتجازهم، وهو ما يعرضهم لمستقبل مظلم، حيث يفتقدون المهارات اللازمة لبناء حياة مستقرة بعد الإفراج عنهم.

بعد الإفراج:

ونتيجة لهذه الافعال، يعاني العديد من الأطفال بعد الإفراج عنهم من اضطرابات نفسية حادة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والقلق، والاكتئاب، حيث لا يمكن لهم التأقلم بسهولة مع حياتهم السابقة بعد مرورهم بتجربة الاعتقال، ووفقًا لتقارير أخرى، فإن حوالي 20% من الأطفال الذين تم الإفراج عنهم أصبحوا مُشردين في الشوارع، بعد أن تم تفكيك أسرهم بسبب الاعتقالات أو بسبب فقدان الأهل نتيجة الحرب، وهؤلاء الأطفال غالبًا ما يواجهون صعوبة في العودة إلى حياة طبيعية أو في الحصول على تعليم مناسب.

Exit mobile version