الإشراف الأبوي في العصر الرقمي

ترجمة الباحث/ عباس سبتي

مقدمة:

يقدم هذا التقرير تفاصيل مشاعر الوالدين ومراقبة أطفالهم في استخدام التكنولوجيا حيث يختلف ذلك حسب عمر الطفل، ومن الواضح أن الوالدين يدركان كل المنافع والأضرار للتكنولوجيا، وأن الإشراف الأبوي في العصر الرقمي يعد ضرورياً في هذا المجال.

بينما الكثير من أولياء الأمور يراقبون أنشطة أطفالهم عبر الانترنت وواثقون من قدرتهم على القيام بذلك، فإن ذلك يقلل من تعرض أطفالهم إلى مخاطر الإنترنت، (64%) منهم واثقون تماماً من قدرتهم لرصد استخدام أطفالهم للإنترنت ولكن مع الأطفال الأقل سناً بنسبة (73%) أكثر قدرة وثقة من آباء المراهقين بنسبة (58%) ومجموعة من أولياء الأمور الذين تقل ثقتهم هم من أصول أسبانية بنسبة (53%).

يدرك أولياء الأمور أنهم أفهم من أطفالهم بشان استخدام التكنولوجيا، فإن ( 27%) من الأولياء يدركون ويفهمون أكثر، كذلك آباء الأطفال الأصغر سناً يدركون أكثر عن أنشطة الانترنت من أطفالهم بنسبة (80%) في حين أن (36%) من آباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم (14-17) سنة يدركون أنهم يعرفون أكثر من أطفالهم، والآباء من الأصول اللاتينية والأسبانية هم أقل احتمالاً للاعتقاد أنهم يعرفون أكثر من أطفالهم بشان استخدام التكنولوجيا بنسبة (38%) .

قال أكثر الأولياء بنسبة (95%) يرصدون استخدام أطفالهم للإنترنت على الأقل إلى حد ما عن كثب، بينما آباء المراهقين بنسبة (41%) أقل مراقبة لأطفالهم من آباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (6-9) سنوات بنسبة (68%) أنهم يرصدون أطفالهم عن كثب، ومن جهة أخرى الآباء من الأصول الأسبانية الذين يشبهون آباء الأطفال المراهقين أقل ثقة بقدرتهم لمتابعة استخدام أطفالهم للتكنولوجيا وهم في الواقع من بين هؤلاء الآباء أكثر عرضة بالقول أنهم يرصدون أطفالهم بشكل كبير بنسبة (63%).

يوازن الآباء بين المنافع والأضرار لاستخدام أطفالهم للتكنولوجيا بغض النظر لعمر الطفل، بينما غالبية الآباء بنسبة ضئيلة يعتقدون أن الفوائد أكثر من الأضرار بنسبة (53%) من الأولياء بينما يعتقد بعضهم بتساوي بين المنافع الأضرار بنسبة (42%)، وعدد قليل منهم يشعر أن الأضرار أكثر من المنافع بنسبة (5%)، وليس هناك اختلافات ملحوظة بالنسبة لعمر الطفل.

وعند النظر لاحتمالات المنافع والأضرار للتكنولوجيا فأن الآباء يعتقدون بالجوانب الإيجابية للتكنولوجيا في تعلم أطفالهم وقدرتهم على تلقي المعلومات، وأفاد بعضهم بوجود الأضرار المحتملة الذين تتبادر إلى أذهانهم مع مخاوف بشان المحتالين والمحتوى غير اللائق عبر الانترنت.

هناك اختلاف في حسابات الأولياء بشان المنافع والأضرار اعتماداً على التكنولوجيا، إذ يشعر تفوق المنافع على الأضرار عندما يتعلق الأمر استخدام الطفل البرامج وممارسة الألعاب عبر الهاتف المحمول بنسبة (51%) بينما إذا استخدام الطفل الهاتف الذكي فان المنافع أقل من الأضرار بنسبة (38%) كذلك الأضرار عند استخدام الطفل الشبكات الاجتماعية بنسبة (26%) والمنافع بنسبة (43%) وتساوي المنافع والأضرار بنسبة (31%).

أولياء الأمور أكثر إيجابية بشأن تأثير المدرسة بجمع الطلبة المعلومات عبر التكنولوجيا وزيادة تحصيلهم الدراسي وتعديل سلوكهم (53% تفوق المنافع على الأضرار ) من الشركات لتتبع أنشطة أطفالهم عبر الانترنت بغرض التسويق ( 16% تفوق المنافع على الأضرار ).

مهما تكن المخاوف لدى أولياء الأمور حول مخاطر الانترنت فأن ( 93%) منهم يعتقدون أن أطفالهم في أمان إلى حد ما عندما يتصفحون الانترنت ، بينما ( 37%) منهم أفادوا أنهم في مأمن جداً، وتحدث بعض أولياء الأمور مع أطفالهم واتخذوا الإجراءات لمراقبتهم أنشطتهم وقليل منهم يستخدم أدوات الرقابة الأبوية، بينما من لا يستخدم هذه الأدوات يرغب في استخدامها.

تقريباً غالبية أولياء الأمور أفادوا أنهم تحدثوا مع أطفالهم بشأن المنافع والمخاطر المحتملة للإنترنت وقواعد استخدام الانترنت وتوقعاتهم، واثنان من أصل ثلاثة (65%) من الأولياء أفادوا أن المحادثة متكررة مع أطفالهم بشكل منتظم، واستعرض معظم الأولياء تاريخ تصفح أطفالهم للإنترنت وبناء مجموعة من قواعد لكمية الوقت الذي يستغرقه الأطفال أمام شاشة الانترنت.

أفاد أكثر من نصف عدد الأولياء ( 53%) أنهم استخدموا الرقابة الأبوية لمنع أطفالهم دخول بعض المواقع، وبعضهم استخدم بعض الضوابط لإيقاف شراء بعض التطبيقات (47%) وقليل من الأولياء استخدم بعض أنواع الرقابة مثل تطبيقات (GPS) التي تكشف المواقع التي يدخلها الأطفال باستخدام هواتفهم (31%) وأشار بعض الأولياء اهتمامهم في استخدام هذه التطبيقات.

أولياء الأمور يثقون بمعلمي أطفالهم وبمدارسهم ( 38%) للحصول بالمعلومات حول كيفية الحد من المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم باستخدام الانترنت، وقليل من الأولياء أفادوا أنهم يثقون بأطفالهم (29%) ويثقون ببعض المواقع والمجلات ( 27%) ويثقون ببعض الآباء ( 26%) ويثقون ببعض أطباء الأطفال ( 22%) ويثقون ببعض الناس الذين لديهم أطفال مثلهم ولهم خبرة في التعامل مع أطفالهم أكثر من ثقتهن شركات الاتصالات وشركات المواقع الإلكترونية.

إجراءات الدراسة: Methodology:

في شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 2014 أجرت مؤسسة ” Hart ” للبحوث دراستين لاستطلاع آراء أولياء الأمور لمصلحة معهد سلامة الأسرة عبر الإنترنت.

المرحلة الأولى: شملت الدراسة على ثلاث مجموعات تركيز التي أجريت في مدينة “Towson” في ولاية ” Maryland ” في 4 سبتمبر 2014 لاستطلاع آراء آباء الأطفال الذين يستخدمون الانترنت، تتراوح أعمار أطفال المجموعة الأولى بين (6-9) سنوات وتتراوح أعمار أطفال المجموعة الثانية بين (10-13) سنوات وتتراوح أعمار المجموعة الثالثة بين (14-17) سنوات.

المرحلة الثانية: شملت استطلاع آراء للمسح الوطني لآباء وعددهم ( 584) أباً وتتراوح أعمار أطفالهم بين (6-17) سنة الذين يستخدمون الانترنت ، وبالإضافة فقد تمت مقابلة (323) ولي أمر من أصول أسبانية ( 223 ولي أمر عبر الانترنت، و100 ولي أمر عبر الهاتف) في الفترة ما بين (13-20) من شهر أكتوبر، والجمع بين الآباء من الأصول الأسبانية مع الذين في العينة الرئيسة فان عدد هؤلاء الآباء من الأصول الأسبانية بلغ (407) أباً وأعمار أطفالهم تراوحت بين (6-17 ) سنة حيث يسمح التحليل التفصيلي لاستجابات هؤلاء الآباء، ولتبسيط إجراءات المسح الميداني طلب من الآباء الذين لهم أطفال في الفئة العمرية الإجابة عن الأسئلة بشان أطفالهم الذين احتفلوا بأعياد ميلادهم قريباً.

هدف الدراسة هو التعرف على آراء الآباء بشأن المنافع والأضرار لاستخدام أطفال أجهزة التكنولوجيا ( الانترنت ) والذي يشكل قلقهم أكثر لهذا الاستخدام ومدى الثقة التي يشعرون بها في قدرتهم على متابعة أطفالهم.

النتائج العامة:

1- دخول الأطفال الإنترنت عبر أجهزة متنوعة: أكثر من نصف عدد الآباء أفادوا يمتلك أطفالهم ثلاثة أجهزة فأكثر:

2- أكثر الآباء يثقون بقدرتهم لمتابعة أطفالهم عند استخدام أجهزة التكنولوجيا، ولكن يزيد عدد الآباء لمن عندهم أطفال غير مراهقين:

3- ربما ليس بمستغرب أن مجموعات الآباء الذين لديهم مستويات أعلى من الثقة يتابعون أطفالهم عندما يستخدمون أجهزة التكنولوجيا ويعلمون أكثر من أطفالهم بشان أنشطة الانترنت:

4- الآباء الذين لديهم ثقة أعلى في متابعة أنشطة أطفالهم عبر وسائل الأعلام بأشكال متعددة ومع ذلك يثقون بقدرتهم أكثر على تتبع استخدام أطفالهم لوسائل الأعلام التقليدية ( الأفلام والتلفاز ) أكثر من الأشكال الجديدة لوسائل الأعلام الالكترونية، وعنصر التفاعل لهذه الوسائل الرقمية الجديدة هو المجال الذي يشعرون بثقة أدنى:

5- أقاد تسعة من أصل عشرة من الآباء أنهم يراقبون أنشطة أطفالهم عن كثب إلى حد ما وهناك فروق ملحوظة من قبل بعض العينات إلا أن الآباء الذين لديهم أطفال مراهقين والآباء من الأصول الأسبانية يختلفون في درجة المراقبة لأطفالهم:

6- غالبية الآباء يشعرون أن المنافع المحتملة لاستخدام أطفالهم لأجهزة التكنولوجيا تفوق الأضرار المحتملة، ولكن عدداً قليلاً منهم يشعر بتفوق الأضرار على المنافع:

7- الآباء يحددون المنافع التعليمية والمعلوماتية باستخدام أطفالهم التكنولوجيا كأكثر الطرق استفادة ويحددون أكثر الطرق ضرراً على أطفالهم بعد استخدام التكنولوجيا مع ملاحقة المحتالين لهم:

8- اختلاف وجهات نظر الوالدين بشأن أنشطة الانترنت عندما يوازنون بين المنافع والأضرار المحتملة لاستخدام أطفالهم للتكنولوجيا:

9- تناقض آراء الآباء بشان تأثير التكنولوجيا على تربيتهم لأطفالهم :

10- يشعر الآباء عموماً أن أطفالهم في أمن عبر الانترنت ولكن يختلف تصور الأمن حسب عمر الطفل:

11- أعلى مخاوف الآباء مركز على المحتوى الضار الذي يشاهده الطفل، والأنشطة التي تعرضها الشركات بهدف التسويق وخطر الغريب وكثرة تبادل الطفل ببياناته الشخصية مع الغير.

12- اتخذ الآباء إجراءات متعددة لمراقبة أنشطة أطفالهم عبر الانترنت، هناك أدوات الرقابة الأبوية تحت تصرفهم التي لم يستخدموها ولكن العديد منهم يودون القيام بها:

الرقابة على المحتوى – الرقابة على مشتريات التطبيقات – الرقابة على التقييد للوصول إلى الألعاب المتعددة – تطبيقات لمراقبة استخدام /وضع ضوابط على الأجهزة – برنامج لمراقبة أين يذهب الأطفال عبر الانترنت – الرقابة الأبوية التي تحدد توقيت استخدام أجهزة معينة – تطبيقات ” GPS ” لمعرفة ماذا يفعل الأطفال عند استخدام هواتفهم المحمولة واختيار الآباء لتطبيقات ” GPS ” لمعرفة أنشطة أطفالهم عبر الهواتف المحمولة بنسبة (31%) ومع ذلك أشار بعض الآباء أنهم يفضلون هذه التطبيقات.

13- الآباء يثقون بمعلمي أطفالهم ومدارسهم بشأن المعلومات للحد من أضرار استخدام أطفالهم للتكنولوجيا، وقليل من الآباء أشاروا إلى أنهم يثقون بأطفالهم وبالمواقع الالكترونية والمجلات وبقية الآباء الآخرين وأطباء الأطفال.

14- المؤسسات التي ترغب في توفير المعلومات والأدوات للآباء لإبلاغهم كيف يقللون من أضرار استخدام التكنولوجيا تعمل جيداً ويركز عملهم على البريد الالكتروني وتقديم النصائح والإشعارات والأوراق السرية التي تنشر في مواقعها:

الملحق:

ملخص نتائج استطلاع آراء الآباء من الأصول الأسبانية:

كما لوحظ في بداية هذا التقرير يشتمل مشروع البحث على مجموع ( 407) أباً من الأصول الأسبانية وهذا يضمن لنا وجود أفراد العينة المطلوبة من مجتمع الدراسة لتحليل استجابات بشكل موثق:

سبعة من أصل عشرة من هؤلاء الآباء يتعاملون بشكل كبير مع استخدام أطفالهم للتكنولوجيا (69%) أفادوا أن أطفالهم لديهم ثلاثة أو أكثر من الأجهزة لدخول الانترنت، و(71%) منهم أن أطفالهم لديهم هواتف ذكية أكثر من نسبة الآباء البيض ( 59% ) ، وعلى الرغم من المستوى الأعلى لاستخدام التكنولوجيا فان الآباء من الأصول الأسبانية تقل ثقتهم بقدرتهم من الآباء البيض لمتابعة أطفالهم عبر الانترنت (60% مقابل 61%) جدير بالملاحظة بلغت نسبة الثقة بين الآباء من الأصول الأسبانية (53%) وهي أقل بشكل ملحوظ من ثقة الآباء البيض الانجليز (64%)، وتقل ثقة الآباء من الأصول الأسبانية في متابعة أطفالهم بمشاهدة الأفلام والتلفاز (68% و 67%) وكمية الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام شاشة التكنولوجيا بلغت (60%)

وزيارة المواقع الالكترونية بنسبة (57%)، ونسبة ثقة الآباء من الأصول الأسبانية هي أقل من نسبة الآباء البيض، وهناك تفاوت إضافي لدى الآباء من الأصول الأسبانية بشأن قاعدة البيانات نسبة (48%) منهم يشعرون أنهم يعرفون أكثر من أطفالهم بشأن التكنولوجيا مقارنة مع ( 59%) من الآباء البيض الذين يعرفون أكثر من أطفالهم

وهذا التضارب بين الآباء من الأصول الأسبانية البيض (53% من قال انه يعلم أكثر من أطفاله وبين الآباء من الأصول اللاتينية (38%)، ويبدو أن الآباء كم الأصول الأسبانية ينخفض مستوى معرفتهم من خلال الاهتمام أكثر باستخدام أطفالهم لأجهزة التكنولوجيا ، (57%) منهم قالوا يتابعون أطفالهم بشكل وثيق جداً وهي أعلى قليلاً من نسبة الآباء البيض (53%) والآباء من الأصول الأسبانية أكثر صلابة بنسبة (63%) في متابعة أطفالهم بشكل وثيق جداً مقارنة مع (55%) الآباء البيض وهذا الفرض يؤكد فكرة أن هؤلاء الآباء أقل دراية من أطفالهم بشان معرفة اسم المستخدم وكلمة المرور (57%) من الآباء البيض بنسبة (69%)،

وفجوة المعرفة لدى الآباء من الأصول الأسبانية يعتقدون أن لديهم تناقض بشأن أهمية التكنولوجيا لدى أطفالهم، فبينما غالبية الآباء البيض (55%) قالوا المنافع نفوق الأضرار تنخفض هذه النسبة إلى (41%) بين الآباء من الأصول الأسبانية، وفي الواقع فأن (46%) من الآباء من الأصول الأسبانية قالوا أن المنافع والأضرار تتساوى و (18%) منهم قالوا أن الأضرار تفوق المنافع أكثر من نسبة الآباء البيض بنسبة (9%)، والآباء من الأصول الأسبانية أكثر حذراً بشان سلامة أطفالهم عند استخدام أجهزة التكنولوجيا من بقية الآباء أفاد غالبيتهم بشان سلامة أطفالهم عبر الانترنت (79%) أحيانا فأن (21%) منهم أفادوا بعدم سلامتهم في مقابل بقية الآباء بنسبة (8%) وفي نفس الوقت تزيد سلبية الآباء من الأصول الأسبانية بشأن استخدام أطفالهم لأجهزة التكنولوجيا فبينما نسبة (34%) من الآباء البيض لهم نظرة إيجابية لمتابعة استخدام أطفالهم فان الآباء من الأصول الأسبانية لهم نفس النظرة بنسبة (45%).

المصدر: موقع الألوكة

Exit mobile version