لم تمضِ سوى أسابيع قليلة على تعيين عبد الحافظ معجب رئيسًا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء، حتى أطاحت به قرارات الجماعة، لتعيد عبد الرحمن الأهنومي إلى موقعه السابق على رأس المؤسسة، في خطوة تعكس حجم التوترات والصراعات بين الأجنحة الإعلامية داخل الجماعة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الخلاف تفجّر منذ اللحظة الأولى لإعلان تعيين معجب، إذ رفض الأهنومي تسليم المؤسسة أو السماح لمنافسه بدخول المبنى، متمسكًا بمنصبه باعتباره “حقًا مكتسبًا”، ما أدى إلى تصاعد الأزمة داخليًا.
وأمام هذا الانسداد، لجأت قيادة الجماعة إلى صيغة ترضية سياسية، قضت بالإبقاء على الأهنومي رئيسًا للمؤسسة، واستحداث كيان جديد تحت مسمى “الدائرة الإعلامية لمجلس الوزراء”، ومنح معجب رئاستها، في محاولة لاحتواء الخلاف، خاصة في ظل علاقته الوثيقة بعضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي.
وجاءت زيارة القائم بأعمال رئيس حكومة الحوثيين، محمد مفتاح، لمبنى المؤسسة صباح السبت، وظهور الأهنومي إلى جانبه، بمثابة إعلان رسمي بإلغاء تعيين معجب، وتثبيت الأهنومي مجددًا في موقعه، وهو ما أكدته وسائل إعلام الجماعة التي أشارت إلى اجتماع مفتاح مع القائم بأعمال وزير الإعلام عمر البخيتي وعدد من القيادات، في خطوة اعتُبرت إنهاءً رسميًا لملف الصراع الإعلامي الأخير