تقرير خاص
تنشط مليشيا الحوثي نهاية كل عام دراسي في افتتاح مراكز صيفية داخلية استقطابية لطلاب المدارس لتقوم من خلالها بتجنيد الطلا لانضمام إلى صفوفها كمقاتلين أو خلايا نائمة في الأوساط الاجتماعية، وهو ما ينتج عنه تخريج اجيال من المتطرفين ذوي الخطورة على المجتمع والأهل.
البداية
وبدأ إعلان الميليشيا عن اقامة دورات الصيفية في مناطق محدودة عام 2017، باشراف “اللجنة التربوية ” بوزارة التربية والتعليم الحوثية وفي عام 2018 بدأت هذه المراكز في الانتشار لمواجهة الخسائر البشرية الفادحة للحوثيين جراء سنوات الحرب وصاروا يستغلون الإجازات الصيفية لاستقطاب الطلاب صغار السن مخصصين في سبيل ذلك ميزانيات دعائية ضخمة بما فيها خطباء المساجد والمشاهير مع دعايات مكثفة على جميع المستويات لاستقطاب جميع الفئات العمرية في المدن الرئيسة و المناطق الريفية ، وتهدف الميليشيا هذا العام لاستقطاب ما يزيد عن مليون طفل إلى المراكز الصيفية ضمن مخططها التدميري للعقول الناشئة والتي ستتوزع في 8000 مدرسة في عدد من المحافظات التي يسيطرون عليها ، وجندوا لهذه المراكز أكثر من 30 ألف مدرس غالبيتهم بلا مؤهل تربوي ومن اصحاب السوابق الجنائية كالتحرش بالاطفال والسرقة والشروع في القتل.
اماكن المراكز
ويستخدم الحوثيون معظم المدارس والمساجد كمقرات للمراكز الصيفية واحيانا مباني الكليات في الجامعات الحكومية ومن اشهر المراكز الصيفية في صنعاء مركز “الخير” في مديرية ازال والذي يضم 800 طالب ، ومركز “النور” في مديرية التحرير ويضم 540 طالب، ومدرسة “عبدالاله غبش” في ازال وتضم تقريبا 300 طالب، و”جامع الصالح” بمديرية السبعين ويضم 1200 طالب من الفئات العمرية الصغيرة ومدرسة “الكبسي” بمديرية الثورة وتضم 500 طالب تقريبا وغيرها، وتتمتع هذه المراكز برعاية حكومية كاملة من قبل سلطات الانقلاب في صنعاء بما في ذلك تكاليف الاكل والشرب والعلاج وطباعة المناهج ورواتب المدرسين اضافة الى تكاليف تعاطي القات والشمة والسجائر.
مناهج ملغومة
وبحسب مصدر من داخل احد هذه المراكز، تتكون المناهج التي تُدرس للطلاب من 7 كتب رئيسية و13 ملزمة لحسين الحوثي ” المؤسس الفعلي لجماعة الحوثي، ومعظم هذه الكتب من تاليف بدر الدين الحوثي وابنه محمد وكتاب لرجل الدين الزيدي مجد الدين المؤيدي، بالاضافة الى دروس مكثفة في المذهب الشيعي الاثناعشري ” المذهب الرسمي في إيران ” وخطابات تحث على الكراهية وتمجيد السلالة ورفعهم فوق مراتب البشر ، وكذلك دورات عسكرية وقتالية يتم من خلالها وضع مجسمات وهمية على انها “جنود من تعز ومارب وامريكا واسرائيل” بحسب المصدر، واطلاق الاعيرة المطاطية عليها بعد تدريبهم على استخدام السلاح الحقيقي وطرق فكه وتركيبه .
ويضيف المصدر في حديثه لـموقع الوعل اليمني” ” أن هذه المناهج منتقاة من خلال لجنة يرأسها شقيق زعيم الحوثيين يحيى الحوثي المنتحل صفة وزير التربية والتعليم، ويتم تقسيم الطلاب إلى ثلاث مستويات بحسب العمر يدرسون هذه المناهج على مدى شهرين هي مدة الدراسة التقريبية في المراكز مع التركيز الشديد على تعليم مصطلحات مثل (الموت، الحرب، سيدي، اللعنة ، القتال، الدواعش، الكفار، المنافقين، الصواريخ، المقابر،” وغيرها من المصطلحات التي تحمل الكثير من الدلالات عن طبيعة الثقافة التي يريد الحوثي غرسها في الاطفال.
طرق الاستقطاب
وعن طرق الاستقطاب أكد المصدر لموقع الوعل اليمني ” بأن الميليشيا تجند الاطفال نهاية كل عام دراسي من خلال عدة طرق تبرع فيها، إلا ان اهمها هي طريقة ” التخويف” حيث تركز الالة الإعلامية الحوثية على استهداف اولياء الامور وتخويفهم من مغبة انسياق ابنائهم نحو “الثقافة الغربية “مستغلين قلق الاب والأم من انتشار بعض الظواهر كالانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ويظهرون المراكز الصيفية وكأنها ” المنقذ” الذي سيحمي اطفالهم من الانحراف، وبهذه الطريقة نجح الحوثيين في استقطاب الكثير من الاطفال”.
ويضيف: ” تأتي بعدها الاستراتيجية الثانية وهي “الترغيب ” حيث يصرف الحوثيين الوعود بالجملة للآباء والامهات بأن طفلهم سيكون مشرف ثقافي وذو شأن وسيتم استيعابه بعد بعض الدورات في أحد المؤسسات الحكومية براتب ثابت ولو كان صغيرا في السن، وتنجح هذه الطريقة في استقطاب الاطفال من الأسر الفقيرة ومنقطعة او محدودة الدخل، وبما ان غالبية اليمنيين باتوا تحت خط الفقر، فإن استراتيجية الترغيب فعالة في جذب الالاف من الاطفال الجوعى”.
يذكر أن “ المركز الأمريكي للعدالة ” قال في تقرير له حول المراكز الصيفية بعنوان “صناعة العنف والكراهية”، هي ان المراكز الصيفية معسكرات إرهابية تقام باشراف عليها خبراء إيرانيين وتعمل على تفخيخ عقول الأطفال والشباب بأفكار طائفية متطرفة وتغليب ثقافة الموت والكراهية ورفض الآخر على أسس طائفية ومذهبية.