بعد أن يبلغ الألم مداه.. غزة منتصرة!

د. عبد الله العمادي

غزة منتصرة دون أدنى شك، ومن يقاوم العدو هنالك يدرك هذه الحقيقة تمام الإدراك، وإن ما وجدته مستمراً في المقاومة حتى اليوم، وكأنما هو أول يوم، من يقين المقاوم الغزاوي أنه منصور بإذن الله، وفهمه العميق الواسع لمعنى النصر، هو سر بقاء المقاومة إلى يوم الناس هذا، بل هو السر الذي لم يستوعبه بعدُ كل من هو خارج غزة يراقب، لاسيما المخذّلين والمثبّطين والمرجفين، وبقية من شلل النفاق ومرتزقة الصهينة هنا وهناك.

المقاوم الغزاوي الذي تربّى على القرآن وسنة حبيب الرحمن، محمد عليه الصلاة وأزكى السلام، يدرك أن النصر في معركة وجودية مع عدو خبيث متخابث ماكر، ومستأسد بعضلات غيره وهو الجبان في الوقت نفسه.. هذا المقاوم يدرك أن النصر الذي ينشده ليس في ساحة الحرب العسكرية فحسب، بل في ساحات عديدة لا تقل أهمية النصر فيها عن النصر العسكري.. وفي هذا بعض التفاصيل.

وما نراه حتى اليوم، رغم التضحيات البشرية والمادية من الجانب الغزاوي، هو نصر إلهي دون أدنى ريب، وقد بدأ يتحقق تدريجياً لمن يتأمل الأحداث برويّة، وهو ما كان منتظراً مأمولاً من عباده المؤمنين، المجاهدين منهم والقاعدين. والنصر الذي نتحدث عنه ليس على شكل انسحاب للعدو من غزة، بل إنه النصر الذي يكون على شكل اندحار تام للعدو، وطرده من كامل تراب فلسطين المبارك، وتفكك قوى داعميه من الشرق والغرب، مع تغيير ما يلزم من الأحجار الشطرنجية الساكنة في العالمين، العربي والمسلم..

ذاك هو النصر المتدرج الذي بدأ في غزة منذ السابع من أكتوبر المجيد، وقد جاء متدرجاً ليكون بمثابة شحن إيماني متدرج أيضاً حتى يصل بجند الله إلى الفرح التام بنصر الله عما قريب، وفي المقابل يكون ألماً رهيباً متدرجاً يصيب مفاصل وأعماق العدو ومن معه، حتى يبلغ ذاك الألم مداه، فينهار تمام الانهيار بعد حين من الدهر لن يطول بإذن الله.. {ويقولون متى هو، قل عسى أن يكون قريبا}.

المصدر: مدونة العرب

Exit mobile version