بعد مرور 43 يوم … إسرائيل رمت ما يعادل قنبلتين نوويتين على غزة ولم تقتل عنصرا واحدا من كتائب القسام.

” تحليل عسكري لمحللي قناة A haber التركية تحت عنوان “
مع اقترابنا من الشهر من بدء العملية البريه الإسرائيلية على غزه ومع وصولنا ل 43 يوم من القصف المتواصل ليل نهار على غزه دون توقف
ما هي النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل..؟

ما تقوم به حكومة نتنياهو حاليا في غزه… يشبه ما قام به هتلر اثناء حربه على روسيا
ركز على الحرب النفسية أكثر من تركيزه على الحرب العسكريه وكان احد سبب خسارته للحرب مع الروس هو عدم قدرته على هزيمة الروس نفسيا لا يمكن ان يصف اي محلل عسكري ما تقوم به اسرائيل في غزه هو تحقيق أهداف عسكرية . ما تقوم به اسرائيل حاليا هو تحقيق أهداف سياسية.
ابسط مثال على ذلك
السيطرة على مستشفى الشفاء
السيطرة على المارينا
السيطرة على مجلس البرلمان عندما دخلوا لمستشفى الشفاء كم شخص من كتائب القسام قتلوا … النتيجه صفر

لكي يدخل الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء خصصوا له 100 جندي وعشرات الدبابات … كم استغرقوا وقتا لمحاصرة المستشفى ودخوله؟ أسبوعا كاملا

في حرب حاسمه كهذه يأخذون قوه لا يستهان بها ويحاصرون مستشفى لمدة اسبوع ثم تكون النتيجه العسكريه لهذا الهدف صفر… يستحيل أن نصف هذا بنجاح عسكري”
” اما النتيجه النفسيه والتي تلعب عليها حكومة نتنياهو، هو تصوير أن مستشفى الشفاء هو مقر حماس ودخوله يعني تدمير حماس وإيجاد أنفاق هناك وتحرير المعتقلين ونتيجه هذه الحماقه كانت عكسيه فقد وقعت اسرائيل تحت ضغط الرأي العام العالمي و اضطر الجيش الإسرائيلي بعد ذلك لفبركة مشاهد من أجل إقناع الرأي العام الذي يضغط على نتنياهو أنهم وجدوا أسلحة ولا تستبعدوا أن يخرجوا غدا ويقولوا أننا وجدنا أنفاق.
الهدف نفسي فمن ناحية إثبات صحة الرواية الاسرائيلية بأن حماس تستخدم المستشفيات كمخابئ وتبرير جرائم اسرائيل خصوصا جريمة مستشفى المعمداني…
ومن ناحيه أخرى محاصرة المدنيين هناك وإخلاء المستشفى وطرد الآلاف الذين يحتمون به للجنوب.

إذا أردنا أن نضع تقييما حقيقيا لعملية إسرائيل العسكرية في 43 يوم علينا أن ننظر لثلاث أمور:
1 – بعد مرور 43 يوم من القصف الهستيري تخيلوا معي الرقم… اسرائيل رمت ما يعادل قنبلتين نوويتين على غزة . والسؤال هنا!!!
كم عنصرا من كتائب القسام قتلت اسرائيل؟
كم مخزن أسلحة وجدت إسرائيل في توغلها البري..؟
كم فتحة نفق استطاعت اسرائيل إيجاده في 43 يوم علما أن هناك ما يقارب 1500 فتحة أنفاق في غزه..؟

” في الحقيقه أن النتيجة تكون شبه معدومة وحتى بعض الأنفاق التي قالت اسرائيل أنها وجدتها هي أنفاق تسمى بالمفهوم العسكري ” أنفاق الأرنب” أي نفق بدون مخرج وهي أنفاق تمويهية وليست الأنفاق الحقيقيه

2- بالرغم من التوغلات الإسرائيلية في كافة محاور غزة وبالرغم من أن عدد القوات المهاجمة الإسرائيلية لشمال غزة وصل ل40 ألف وبالرغم من توغلهم ب1000 دبابة ومدرعة والدعم الجوي… السؤال هنا ، كم قاعدة عسكرية ثابتة استطاعت أن تقيمها في الأماكن التي توغلت فيها..؟
لا توجد قواعد ثابتة إلى الآن للجيش الاسرائيلي
الجيش الإسرائيلي يستخدم تكتيك التقدم السريع فقط دون تأسيس قوة ثابتة، بهذا التكتيك نعم يستطيع السيطرة على المدنيين لكنه يستحيل عليه كسر قوة حماس

تخيلوا اسرائيل دخلت شمال غزة ب 1000 دبابة ومدرعة وخسرت في 28 يوم 180 دبابة ومدرعة ، وخسائرها التقريبة من الجنود يقارب للألف هذا غير الجرحى

” ولو حسبنا أن عدد الجرحى يصل لنفس عدد القتلى بالرغم من أن العدد أكبر فهذا يعني أن عدد ما قامت كتائب القسام بتحييده في شهر يساوي 2000 جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح ، وهذا يعني أن عدد الجنود الإسرائيليين في غزه أصبحوا 38 ألف بدلا من 40 ألف، هذا رقم كبير جدا لم تخسره اسرائيل في حربها مع الجيوش العربية مجتمعة

لاحظوا أن حماس لا زالت تسير المعارك في الليل وإسرائيل لا زالت تستخدم وضعية الدفاع ليلا ومع هذا المعارك الليلة الأشد ضراوة لا يتم توثيقها وكل ما نشاهده حاليا وتنشره القسام هو من المعارك في النهار.
كتائب القسام لا تجعل الجنود الإسرائيليين يشعرون بالنوم فهم يهاجمونهم بالليل والنهار

ولاحظوا أن معظم قتلى الجيش الإسرائيلي هم في المدن السكنية التي توغل فيها الجيش بيت حانون وبيت لاهيا وهذا أحد أهم أسباب تغيير الجيش الإسرائيلي لخططه العسكرية والذهاب لتحقيق انتصار بأهداف سياسية لا عسكرية

فكما ذكرنا سابقا من السيطرة على مستشفى الشفاء والبرلمان وغيره كان الهدف منه تخفيف الضغط على حكومة نتنياهو في الداخل. وإرسال رساله للشعب انظروا قلنا لكم أننا سنحتاج لسنة وها نحن ننتصر بأقل من شهر في غزة

والحقيقة أن من الناحية العسكرية سيعاني الجيش الإسرائيلي كثيرا جدا وسيدفع الثمن كما دفع هتلر الثمن أمام الروس عندما بنى حربه عليهم على حسابات نفسية خاطئة.

.

من حساب Dr.mehmet canbekli
على منصة إكس

Exit mobile version