بين 21 – و26 سبتمبر حريه الثورة وعبودية الإمامة

في الوقت الذي يعبث فيه الحوثي بالمليارات لإقامة فعاليات طائفية وصبغ العاصمة باللون الاخضر الفارسي، ينتظر اليمنيون في كل المحافظات حلول الذكرى ٦١ لثورة ٢٦ سبتمبر للرد على طغيان الحوثي بتأكيد الولاء للوطن والثورة ومبادئها ومواصلة السير على خطى الزبيري والسلال والنعمان وجيل الأحرار الأول

الفرق كبير

يقول المواطن ابراهيم من صنعاء لموقع الوعل اليمني ” الفرق واسع وشاسع بين سبتمبر الحوثي وسبتمبر الشعب اليمني الحر، هم ينفقون اموال الدولة بعبث في سبيل الاستعراضات الجوفاء التي يريدون منها قتل عزائمنا والقبول بالأمر الواقع، لكن ما ان تحل ذكرى ٢٦ سبتمبر من كل عام حتى ينهار كل ما بناه الحوثيين في لحظة واحدة، ويكتشف الكهنة ان ٢٦ سبتمبر تاريخ مغروس في نفوس الاجيال وليس من السهل محوه او تشويهه او حرف البوصلة عنه الى اي وجهة اخرى”.

واضاف ابراهيم:” الفرحة لا تشترى بمليارات الدولة المنهوبة وإذا كانت المناسبة مفرحة وسعيدة مثل السادس والعشرين من سبتمبر فسيحتفل بها الشعب بدون بهرجة واستعراض وفرض الاتاوات، واذا كانت مناسبة سوداء كتاريخ النكبة ٢١ سبتمبر فلو انفق الحوثي ما في الارض جميعا لن يستطيع اجبار الناس على قبولها”.

احتفالات بسيطة

رغم كل الضغط والكبت من قبل ميليشيا الانقلاب، يبدع اليمنيين في اختراع طرق بسيطة للاحتفال بذكرى الثورة لكنها في نفس الوقت مصدر قلق وصداع للحوثيين الذين يحاولون بشتى الوسائل تهميش ثورة ٢٦ سبتمبر لحد وصف بعض قيادات الميليشيا لها ب”الانقلاب”، ومن تلك الطرق توحيد ” الستوريات” او الحالات في وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات واتس اب وسناب شات، واغراق منصات الفيس بوك وتوتير بألاف المنشورات التي تحتفي بالثورة حتى بلغت عدد التغريدات العام الماضي ٢٧ الف تغريده تحت وشم ” ٢٦ سبتمبر ثورتنا” واحتل الوشم مرتبة الترند لمدة اربعة وعشرين ساعة، ويذهب بعض المواطنين الى حد شراء الالعاب النارية من جيبه الخاص ويطلق الالعاب من سقف منزله عشية ذكرى الثورة، والنساء يصنعن الكعك والحلويات مزينة بعبارة “٢٦ سبتمبر” فيها ويعلقن البالونات في الغرف والصوالين للاحتفال بهذه المناسبة.

عفوية الفرحة والنشوة

ومايميز هذه الاحتفالات بحسب الاستاذة “اسماء البعداني” الى جانب انتشارها، هو “عفويتها” وقيام الناس بها بصورة تلقائية بدون توجيه او تحريض اعلامي وكذلك شراء الناس لمستلزمات الاحتفال من جيبها الخاص رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، وهذا دليل على ان هذه الذكرى تحتل في نفوس اليمنيين مكانا لا يمكن احتلاله”.

وترى الاستاذة ايضا بان القضية التي وحدت اليمنيين هي قضية الجمهورية والحرية ورفض تقديس الاشخاص او تمييز عرق على عرق اخر، وذلك حصاد ما يقارب الخمسين عاما تذوق فيها الشعب طعم الحرية وشب عن الطوق، لهذا لم يعد من السهل خداعة بفكرة ” الولي” او الشخص المقدس الذي يحكم بأمر السماء”.

رب ضارة نافعة

وتوكد الاستاذة أسماء لموقع الوعل اليمني بان “محاولة الحوثي اعادة اليمن الى ماقبل ٢٦ سبتمبر جاءت بنتائج عكسية تماما، فبعد ان كانت ذكرى ٢٦ سبتمبر قد اصبحت قبل الانقلاب ذكرى روتينية عادية تمر مثلها مثل عيد العمال او عيد الأم، لكن الحوثي من حيث لا يحتسب اعاد لهذه المناسبة زخمها وحضورها القوي وهيبتها لأن المواطنين عرفوا ما معنى ” إمامة ” وما هو القهر والجوع والكبت والفقر الذي عانى منه اسلافنا في عهد بيت حميد الدين، وبالتالي عرفوا قيمة الثورة التي جعلت من كان يدعي كذبا انه ابن رسول الله يهرب من بيته مرتديا ” الشرشف” وأي عظمة وجلال حملته هذه الثورة العظيمة، كل هذا استشعره اليمنيون خلال سنوات حكم الحوثي المشابهة لحكم الائمة ان لم تكن اشد ظلما وسوادا”.

مضيفة ” لهذه الاسباب يحس المواطنين اليوم بقيمة ٢٦ سبتمبر واهميتها اكثر من اي وقت مضى بعد ان كانت مجرد مناسبة عادية”.

وتحاول جماعة الحوثي التقليل من اهمية ذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر عاما بعد آخر وفي نفس الوقت تبالغ في الاحتفال بذكرى النكبة ٢١ من نفس الشهر، الا انها، وفي كل عام، تفاجأ بان اليمنيين يحتفون بثورتهم ويلتفون حولها أكثر من العام الذي مضى.

Exit mobile version