رفعت سيدة جزائرية دعوى قضائية ضد الكاتب الجزائري ـ الفرنسي كمال داود وزوجته بدعوى “استغلال قصتها وكشف سرها الطبي” في روايته الأخيرة “حور العين” والتي تحصل بها على جائزة “غونكور”، وهي أكبر جائزة أدبية فرنسية، بدون إذنها.
وأظهر فيديو لقناة “وان تيفي” الجزائرية الخاصة السيدة سعادة عربان، وهي تتنقل رفقة زوجها وسيدة أخرى نحو مكتب المحامية الجزائرية الشهيرة فاطمة الزهراء بن براهم في العاصمة الجزائرية من أجل توكيلها لرفع قضية ضد الكاتب كامل داود بدعوى “انتهاك خصوصيتها بنشر قصتها دون إذنها”، وبدعوى ضد زوجته، طبيبتها النفسية بـ”تهمة إفشاء سرها الطبي”.
وكانت سعادة عربان فجرت جدلا كبيرا، قبل أيام، عندما قالت في مقابلة مع القناة نفسها إنها تعرف كمال داود شخصيا، وزوجته الطبيبة النفسية التي كانت تعالجها لسنوات، وإنها رفضت طلبا من الكاتب وزوجته لرواية قصتها، لتكتشف لاحقا -حسبها- أنه “استغل قصتها مع تحويرات في الأمكنة والأحداث في روايته، لكن عدة فقرات تحيل بوضوح إليها”. واتهمت زوجته بـ”إفشاء سرّها الطبي الذي تتكتم عنه”. وذكرت سعادة أنها تزور المنزل العائلي لكمال داود وزوجته، في مدينة وهران (حيث تقيم هي أيضا)، وأن ابنهما، وابنها صديقان.
وقالت سعادة إنها علمت بعد صدور الرواية في فرنسا من أصدقاء بأن موضوعها يتناول قصتها. فواجهت زوجة كمال داود بالموضوع، لكن الأخيرة أكدت لها أنّ القصة ليست عنها، وأهدتها نسخة من الرواية بتوقيع كمال داود، الذي كتب لها: “بلدنا غالبا ما أنقذته نساء شجاعات، أنت واحدة منهن”، وقد اعتبر معلقون أن هذا يعد “اعترافا ضمنيا بأنّ القصة قصتها”.
وذكرت سعادة أن “زوجة كمال داود قالت لها إن هناك مشروعا لسيناريو مقتبس من الرواية وإنها قد تحصل على مقابل مادي جيد يمكنها من شراء بيت في إسبانيا”.
وقبل أسبوعين، فاز كمال داود بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته “حوريات”، ليصبح بذلك أول جزائري ينال هذه الجائزة الرفيعة. ويثير داود جدلا كبيرا بسبب اتهامه بترويج أطروحات تدغدغ الكليشيهات الغربية عن العرب والمسلمين، وزاد النفور من حوله بسبب موقفه من القضية الفلسطينية ومقالاته التي زاد فيها تماهيه وتبريره للرواية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر 2023.
وحصل داود على الجنسية الفرنسية بقرار رئاسي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2020. وغادر داود مدينة وهران الجزائرية، قبل سنتين، ليقيم في فرنسا. وفي آب/ أغسطس الماضي، قال لمجلة “لوبوان” اليمينية الفرنسية التي يكتب فيها عموداً: “أنا أتعرّض للهجوم في الجزائر لأنني لست شيوعياً، ولا ملتزماً بمناهضة الاستعمار، ولست معادياً لفرنسا”.
وذهب كمال داود إلى حدّ القول في إشارة إلى الشاعر غيوم أبولينير الذي ولد في بولندا وتجنّس في ذروة الحرب العالمية الأولى، “أنا مصاب بمتلازمة أبولينير، أنا فرنسي أكثر من الفرنسيين”.