سماسرة السجون.. ضباع تقتات من معاناة أسر المسجونين

تقرير خاص

في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها اليمن، تتفاقم معاناة الأسر التي لديها أفراد معتقلون في سجون الميليشيات الحوثية، ويستغل المشرفون الحوثيون خوف وقلق أهالي المعتقلين، ويطلبون منهم مبالغ مالية كبيرة مقابل وعود بإطلاق سراحهم أو الكشف عن مصيرهم.

ماذا نفعل؟

البداية بأم محمد، وهي أم لثلاثة أبناء، تعيش في حالة من القلق والخوف منذ اعتقال ابنها الأكبر قبل أكثر من عام، لم تتمكن الأسرة من معرفة أي شيء عن حالته أو مكان احتجازه، وفي أحد الأيام، كما تقول، جاء إليهم أحد المشرفين الحوثيين وطلب منهم مبلغًا قدره 500,000 ريال يمني مقابل وعود بإطلاق سراح ابنها، جمعت الأسرة المال بصعوبة ودفعته، ولكن لم يحدث شيء فما زال محمد في السجن وما زالت امه تعيش في قلق وخوف دائمين على مصيره ولا تعلم إن كان حيًا أم ميتًا، تقول أم محمد: “كل يوم يمر وأنا لا أعلم شيئًا عن ابني يزداد الجحيم والخوف والقلق ويضيق قلبي اكثر، لقد بعت كل ما أملك من أجل جمع المال الذي طلبوه، ولكن لم نحصل على أي معلومات، اصبحت أشعر بالعجز واليأس، ولا أعلم ماذا أفعل.”

المهم هو المال

اما “أبو علي”، فلديه ابن معتقل في سجون الحوثيين منذ ستة أشهر، في البداية، لم تكن الأسرة تعلم أي شيء عن مكانه أو حالته ولكن بعد فترة، جاء إليهم قيادي حوثي وطلب مبلغًا قدره 300,000 ريال  مقابل الكشف عن مصيره وفعلا وافقت الاسرة  ودفعت المال، ولكن بعدها لم يحصلوا على أي معلومات، بعد ذلك، طلب منهم نفس الشخص المزيد من المال مقابل وعود جديدة، منها السماح لهم بزيارته ولكنهم لم يعودوا يثقون بهم، يقول أبو علي لموقع الوعل اليمني “لقد دفعنا المال ونحن نعرف أنه كاذب ولكن من باب بذل كل ما نستطيع من  أجل معرفة مصير ابننا، هذه الجماعة لا تكتفي بسجن أبنائنا بل وتبتزنا وتنهبنا بعد ذلك، وكل ما يهمهم هو المال”.

عاقل نصاب

 المأساة نفسها عاشتها “فاطمة” الذي اعتقل الحوثيون زوجها منذ عامين. منذ اعتقاله، كما تقول فاطمة، لم تتمكن الأسرة من معرفة أي شيء عنه وبعد طلب الوساطات من كل مكان وعدهم عاقل الحارة الذي يعمل لصالح الحوثيين بأطلاق سراحه خلال فتره أسبوع مقابل وطلب منهم مبلغًا قدره 700,000 ريال فأعلنت الأسرة الاستنفار واستدانت من القاصي والداني وبعد ان جمعت الأسرة المال بصعوبة ودفعته، لم يحدث شيء!! تقول  فاطمة لموقع الوعل اليمني” كان العاقل يقسم الايمان المغلظة انه يستطيع إطلاق زوجي لان لديه أقارب في الامن القومي حسب زعمه الكاذب، ولكنه بعد اخذ المال بدأ يتحجج ويماطل، ثم في الأخير قال لنا ان قضية زوجي كبيرة، ولما طلبت منه إعادة المال قال إنه وزعه على ضباط ومشرفي السجن، وانا اعلم انه يكذب وكل الحارة تعلم انه دجال ونصاب”.

استغلال رخيص

وعلى هذا المنوال، باتت أسر المخطوفين تعاني من الابتزاز والتلاعب بقضية ابنائهم الى جانب القلق والخوف المستمرين على مصيرهم، كما تستخدم جماعة الحوثي السجون كوسيلة للترهيب والسيطرة، في ظل غياب القانون والنظام، لتصبح الأسر عرضة للاستغلال دون وجود حماية قانونية، ولذلك يضطرون للقبول بدفع مبالغ كبيرة من المال، مما يزيد من معاناتهم المالية ومن حالة من اليأس والإحباط، يقول المحامي الحقوقي ” محمد الطائفي” :

(استغلال المشرفين الحوثيين لأهالي المعتقلين يعد جريمة ضد الإنسانية فهم اولا يستغلون مشاعر الخوف والقلق لدى الأسر لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، وهذا السلوك غير الأخلاقي يزيد من معاناة الأسر التي تعيش بالفعل في ظروف صعبة، ولذلك يجب على منظمات المجتمع المحلي أن تتدخل لوقف هذه الانتهاكات وتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، كما ندعو إلى تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان حماية حقوق الإنسان في جميع المناطق المتضررة.”

مضيفا لموقع الوعل اليمني (هذا الاستغلال الرخيص يعكس مدى الانحطاط الأخلاقي لهذه الجماعة، كما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وكالعادة إذا فتح هذا الملف تسارع قيادات الجماعة للقول انها تصرفات فردية غير مسؤولة، لكن الحقيقة ان الفساد والجشع هو المحرك الأول لهذه الفئة في انتهاكاتها لحقوق المواطنين وانتهاك اعراضهم وحرمة منازلهم).

Exit mobile version