يُجمع الباحثون أن ممارسة ميليشيا الحوثي الإرهابية، أفرزت مشاكل نفسية في المجتمع وآثارا عميقة على الأطفال، إذ استخدمت الميليشيا الاطفال في القتال، وقصفت المدارس والمستشفيات، وتستخدمهم في الاتجار غير المشروع.
الواقع الذي فرضته ميليشيا الحوثي على اليمنيين أفرز العديد من المشاكل التي مزقت النسيج الاجتماعي، وولدت مشاكل داخل كل بيت، فهناك ارتفاع في معدلات الطلاق والتشرد ليس للأطفال فقط ولكن حتى لأرباب الأسر، مما ينبئ عن جيل ضائع تسوده العشوائية.
نعي وصورة:
أدخلت ميليشيات الحوثي مبدأ تجنيد الأطفال في اليمن منذ أولى جولات صراعها مع الدولة عام 2004، وهي تقر باستخدام الأطفال غير أنها تزعم أنهم لا يشاركون في القتال بل يكتفون بإدارة نقاط التفتيش في بعض المناطق، وهي مزاعم يدحضها مقتل عدد من الأطفال في صفوف الحوثيين أثناء المعاركز
أمل سعيد باحثة اجتماعية تقول لموقع الوعل: ” إن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الممارسات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي والحرب التي ما تزال هذه الميليشيا تُشعل فتيلها، والضرر الذي ينعكس على هذه الفئة أشد فتكاً على المستقبل فهم جيل المستقبل.
عشرة أيام كانت الأخيرة في حياة الطفل ” عبدالعزيز علي الذرحاني) 13 عاماً، أعلنت أسرته بفقدانه, في عملية بحث عنه انتهت بصورة نعي حوثي, مذيلة على “أنه” شهيد كشهادة واضحة على جرمها وتجنيده له قسرياً, بعد أن عملت على تغذية عقله الصغيرة بأفكار طائفية.
ينتمي الذرحاني إلى إحدى قرى مديرية “جُبن” محافظة الضالع, أعلنت أسرته تاريخ غيابه من المنزل في (14/7/2020) ليأتي بيان نعيه بعد عشرة أيام كاملة من قبل مليشيا الحوثي, أي في (24/7/2020) مضيفة إلى اسمه لقباً جديداً “أبو علي” في تقليد للحوثيين في تمييز عناصرهم.
مطلع العام 2020، جاء خبر مقتل الطفل ” صفوان “14”المنتمي لمحافظه ذمار يخبروالده بأن عليه أن يأتي إلى مستشفى “الكويت” ليبحث عن جثة ولده، من بين عشرات القتلى الذين تم تخزينهم في “ثلاجات سفري” طويلة، لم يستطع الأب التعرف على جثة ابنه بسبب تفحم معظمها وتحولها إلى أشلاء.
وقال: جاء حارس ثلاجة القتلى الحوثيين وبدأنا معا في البحث من خلال الرقم “الجهادي” الذي يضعونه على معاصمهم قبل الزج بهم في جبهات القتال، الطفل الذي تم اختطافه وأخذه عنوه إلى جبهات القتال يقول والده ” أنه صرف أكثر من 3 ملايين ريال لجيوب المشرفين ليرجع ولده ولكنه رجع جثة هامده.
مواجهة القلم:
خلع مئات أو ربما آلاف الأطفال الزي المدرسي وحملوا السلاح في اليمن، فانطلق تحذير لمنظمات دولية يلقي الضوء على جانب مظلم من الصراع في اليمن منذ انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية.وبحسب المنظمات المعنية، فإن أعمار الأطفال الذين يشاركون في القتال قد لا تتجاوز الـ13 من العمر، وتتهم هذه المنظمات الأطراف كافة، لكنها ألقت جزءا كبيرا من اللوم على ميليشيات الحوثي فكل الكتائب التابعة لهذه الميليشيات تضم مقاتلين أطفالا، كما يقدر عدد المسلحين تحت سنة الثامنة عشرة في صفوف الحوثيين بقرابة ثلث قوات الميليشيات التي يقدر عدد مسلحيها بنحو 25 ألف شخص.
يقول المدير ” س، ع” لموقع الوعل اليمني: أن الحوثيين يعرضون على الطلاب مبلغ 80 ألف ريال وسلة غذائية تسلم لذويهم بمجرد التحاقهم بجبهات القتال، كما يتم تضمين الأسرة في كشوفات المساعدات الخاصة بالمنظمات والهيئات الإغاثية.
رياض وهو طفل مجنّد عمره 13 سنة يحمل بندقية كلاشنكوف الروسية: “خدمت في منطقة سروار الجبلية وكان أكثر من نصف المقاتلين هم من الأطفال اخذوهم من المدارس ومن الشوارع، وأضاف: “خلال عمليات قصف لطائرات التحالف أمرَنا القائد العسكري بالاندفاع تجاه الأعداء، لكننا رجوناه أن نؤجل ذلك حتى نختبئ من الغارات وقلنا له: سيدي كيف نهاجم والطائرات تقوم بقصفنا… فردَّ علينا: ايها المجاهدون يجب أن تهاجموا الآن”.
وقال طفل آخر: “جاء الحوثيون إلى المدرسة واجبرونا علي الصعود فوق الطقم بملابس المدرسة وقالوا لنا سنذهب برحله قصيره ونرجع لبيوتنا ولما نرجع وعندما كان ابي يبحث عني ولما رفض وجودي في الجبهة وطالب برجوي أخذوه إلى الخارج وأردوه قتيلًا”.
أظهرت دراسة لمنظمة يمن لإغاثة الأطفال أن الآثار النفسية تختلف من طفل لآخر، حيث أن 5% من الأطفال يعانون من التبول اللاإرادي و2% عادوا إلى التأتأة و47% يعانون من اضطرابات نفسية و24% لديهم صعوبة في التركيز و17% يعانون من نوبات هلع.
ووفقاً لتقرير وضع حقوق الإنسان في اليمن، للمفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن العديد من النساء والأطفال، وخاصة أولئك الذين نزحوا، تعرضوا لخطر كبير من التعرض للاتجار والزواج القسري والعنف والاستغلال الجنسيين.
كشفت إحصاءات عسكرية يمنية في وقت سابق عن أسماء القيادات الحوثية المتورطة في تجنيد الأطفال في العاصمة صنعاء منذ بداية العام الحالي، مؤكدة أن غالبية قتلى المليشيا، ونشرت المقاومة الوطنية في تقرير أعدته أسماء 49 قيادياً حوثياً تمكنوا من إغواء الأطفال في صنعاء، مؤكدة أن 326 طفلاً قتلوا خلال الفترة ذاتها وجميعهم كانوا يقاتلون في صفوف المليشيا دون علم أسرهم بل غالبيتهم كانوا في عداد المختفيين ويبحث عنهم ذويهم.
ولفت التقرير إلى أن 5 أطفال كانت المليشيا تستغلهم في الإعلام الحربي وخمسة آخرون كانت تعينهم قيادات ميدانية في جبهات القتل، كما أن هناك مجموعة كبيرة من فئة المهمشين الذي جرى اختطافهم بالقوة من أسرهم.
وحذر من أن أطفال اليمن مهددون بالتصفية في ظل استمرار المليشيا في نهجها الإرهابي وتحويلهم كوقود لحربها العبثية، معلنا أن مديرية همدان في صنعاء تصدرت قائمة القتلى من الأطفال بمعدل 26 طفلا، تليها بني حشيش بـ24 طفلا قتيلا توزعت البقية على مديريات أرحب وبني بهلول وبني الحارث وبني مطر والحيمة الداخلية والخارجية وسنحان ومناخة وبلاد الروس وخولان وحراز ونهم وبني ضبيان، لافتاً إلى أن قتلى الأطفال من أحياء العاصمة بلغت 2 من حي الثورة و2 من السبعين و8 من شعوب و21 من معين 21 و5 من الوحدة و4 الصافية و8 صنعاء القديمة و9 آزال و5 من التحرير,وأفاد التقرير بأن القيادات الـ49 المتورطة يشغلون مناصب قيادية في دوائر الحكومة بينهم القادة الخمسة المشمولين بعقوبات الخزانة الأمريكية الذين يستقطبون الأطفال من المدارس إلى معارك الموت.