ماذا يعني امتلاك تركيا نظام تحديد مواقع عالمي خاص بها؟

بشر شبيب

تعمل تركيا على تعزيز وجودها الفضائي، ضمن استراتيجية تهدف إلى ضمان استقلالها، عبر توطين الصناعات الدفاعية والفضائية، وتعزيز المبادرة المبتكرة والتقنيات المطورة محليا.

وفي هذا السياق، كشف رئيس مجلس إدارة شركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية، سلجوق بيرقدار، عن عزمهم توسيع برنامج الفضاء الخاص بها، لتشمل نظاما عالميا لتحديد المواقع، خاصّا بتركيا.

وقال بيرقدار على هامش فعالية خاصة بـ”تكنوفيست” المهرجان المعني بالطيران والفضاء والتكنولوجيا؛ إن “امتلاك نظام تحديد المواقع العالمي المستقل الخاص بنا أمر مهم للغاية واستراتيجي لسيادتنا”.

وأشار إلى أن ذلك يضمن “استقلال تركيا في السماء”، في إشارة منه إلى ضرورة تعزيز البرنامج الفضائي الخاص بالبلاد، وذلك على وقع سعي أنقرة إلى توطين تقنياتها في هذا المجال قدر المستطاع.

ما هو هذا النظام؟

◼ تشمل خطة شركة “بايكار” إرسال مئة قمر صناعي إلى الفضاء.

◼ تم إنشاء قمرين صناعيين حتى الآن، ويتوقع إطلاقهما في أقرب وقت، كأول خطوة في هذا المشروع.

◼ من المقرر أن تستقر الأقمار الصناعية في مدار منخفض لإنشاء نظام تحديد مواقع عالمي.

◼ يتم العمل على النظام بالتعاون مع شركة “Fergani Space” التركية.

ما أهداف هذه الخطوة؟

◼ تقليل اعتماد تركيا على البنية التحتية الأجنبية.

◼ بناء مكانة عالمية لتركيا في مجال تقنيات الفضاء، بعدما قامت بتوطين جزء كبير من صناعاتها الدفاعية العسكرية.

هل تستطيع تركيا منافسة نظام “ستارلينك”؟

ربط معلقون أتراك المشروع التركي الجديد بنظام أقمار “ستارلينك” الفضائية التابعة لشركة “سبيس إكس”، المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك.

ومن الممكن الربط بين النظامين، من حيث تموضع الأقمار في مدار أرضي منخفض، لكن المشروع التركي لا يزال في بداياته؛ إذ يسعى إلى إرسال 120 قمرا إلى الفضاء مع حلول عام 2030، بينما يتكون نظام “ستارلينك” بالفعل من آلاف الأقمار التي تشرف عليها الشركة الأمريكية.

ويهدف نظام “ستارلينك” إلى توفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق التي تعاني من صعوبة الوصول إلى خدمات الاتصالات التقليدية، لاسيما مناطق النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا سبقت بعد كارثة الزلزال المدمر عام 2023 عرض ماسك إطلاق خدمة “ستارلينك” في الولايات المنكوبة، مشددة على أن لديها قدرات كافية على مستوى الأقمار الصناعية.

ومن الممكن ربط هذا الرفض التركي، بجانب منه، بسعي أنقرة المتواصل على مدى عقد ونصف من الزمان، للحصول على قدرات دفاعية وتكنولوجية خاصة بها.

الصناعات الدفاعية رافدة لـ”حلم الفضاء”

ويأتي السعي التركي الرامي إلى خلق مكانة عالمية لأنقرة في مجال الفضاء، بعد أن تمكنت تركيا من توطين نحو 80 بالمئة من صناعاتها الدفاعية.

كما تمكنت من تصدر سوق الطائرات المسيرة الاستطلاعية والمسلحة عبر العالم، حسب تقرير صادر عن “مركز الأمن الأمريكي الجديد” (سي.إن.إيه.إس).

وأشار بيرقدار في تصريحاته الصحفية الأخيرة، إلى أن تمويل مشروع بناء نظام تحديد مواقع عالمي خاص بتركيا، سيكون من عوائد بيع الطائرات المسيرات.

وهذا بعدما تمكنت تركيا من الاستحواذ على 65 بالمئة من مبيعات الطائرات المسيرة، لتصبح بذلك أكبر مورد للطائرات العسكرية المسيرة على مستوى العالم منذ عام 2021، وفقا للتقرير الأمريكي ذاته.

Exit mobile version