قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة ( اليونيسف) أن موجة البرد القادمة قد تشكل خطرا على حياة النازحين في مخيمات اللجوء وبالذات الاطفال والامهات حديثة الولادة وكبار السن، وأكد متحدث في العلاقات الخارجية في المنظمة (عصام الحمادي) ان ” لدى المنظمة مخاوف من قلة المساعدات المخصصة للنازحين في اليمن في ظل نقص المبالغ المخصصة لمساعدة النازحين والتي كان من المفترض ان تصل قبل ديسمبر الحالي” مشيرا الى ان مخيمات النازحين في اليمن تعاني من نقص في الخدمات الصحية ونقص كبير في الكوادر مع التأكيد على ان اليونيسف لا تستطيع مواجهة ذلك بمفردها.
موجة برد قادمة
تصريحات “اليونيسف” تأتي عقب تحذيرات اطلقها “المركز الوطني للأرصاد” من اجواء شديدة البرودة ستضرب كل من محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار والبيضاء ومارب والجوف وحضرموت وتعز، خلال الايام القادمة، وهي المحافظات التي يتواجد فيها غالبية اللاجئين، في مخيمات تفتقر بحسب “يونيسف” الى الخدمات الصحية والغذائية، الى ذلك، قال “جمال طه” احد سكان مخيم قريب من العاصمة صنعاء” لموقع الوعل اليمني ” ان مندوب “جماعة الحوثي” الذي يقع المخيم ضمن نطاق سيطرتها، ابلغهم بان على النازحين العودة الى قراهم وبيوتهم او مواجهة الموت من البرد والجوع، لكن وبحسب “جمال” فان غالبية البيوت لاتزال مدمرة والاوضاع مرشحة للانفجار من جديد والوقت ليس مناسبا للعودة في هذه الظروف”.
واضاف جمال:” مخيمات النازحين لن تحمي الاطفال الساكنين فيها من البرد ولاحل امامهم الا مناشدة السلطات والمنظمات المعنية سرعة التدخل لإنقاذ ملايين النازحين بينهم الكثير من الاطفال والنساء”
وكان العام الماضي قد شهد وفاة ٧ اطفال في مخيمات محافظة مارب نتيجة البرد الشديد، ويبدي نشطاء حقوق الإنسان تخوفهم من ان تتكرر المأساة هذا العام، خصوصا مع تحذير المركز الوطني للأرصاد للأطفال بالذات وكبار السن من توخي الحيطة والحذر خلال الايام القادمة.
اعداد تتزايد
في السياق، أفادت منظمة الهجرة الدولية، بأنها سجلت نزوح ما يقارب 23 ألف يمني هربا من الحروب وتردي الأوضاع منذ مطلع العام الجاري 2023.، في حين قال عاملون في الاغاثة ومنظمة اللاجئين ان المخيمات لا تسطيع حماية النازحين المتواجدين فيها فضلا عن استيعاب نازحين جدد، والسبب ان البنية التحتية في المخيمات شبه معدومة والوضع يقترب من حالة الطوارئ، وحث العاملون سلطات الامر الواقع على اتخاذ خطوات فعلية وسريعة لإنقاذ النازحين وعدم ترك الحمل على المنظمات وحدها التي تواجه صعوبة في التعامل مع هذه الاعداد الهائلة.
نخاف على اطفالنا
من جهتها، قالت النازحة ” فطينة” لموقع الوعل اليمني في احدى المخيمات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، ان اشتداد البرد كابوس يشغلهم طوال العام مضيفة بأنهم في ايام البرد يعيشون (الساعات كالشهور والايام كالسنين) من شدة ما يلاقونه من عذاب، لكن خوفهم الاكبر على حياة الاطفال الصغار الذين “لا يستطيعون تحمل هذا البرد مع الامراض المصاحبة له” بحسب فطينة.
وتابعت: ” نضطر كل يوم للبحث عن اي شيء نحرقه للحصول على الدفيء، ملابس، اثاث، ورق، اي شيء يصلح للاشتعال ولولا ذلك لمتنا نحن والاطفال، وعندما نشتكي للمندوبين يقولو لنا راجعو ” أنصار الله” وأنصار الله يقولوا لنا ان المنظمات غادرت ارجعوا بيوتكم، وبيوتنا مهدمة ومسواة بالأرض، وليس امامنا سوى الانتظار”.
قيود على المنظمات
بدوره، يوكد مسؤول مخيم “نهم ” لموقع الوعل اليمني المتاخم للعاصمة صنعاء، “محمد الحبشي” ان الاوضاع هذا العام ستكون اشد من العام الماضي بسبب تخلف الجهات المختصة في الحكومة من الوفاء بالتزاماتها اضافة الى فرضها قيود على عمل المنظمات بحجة “التشجيع على الانحلال ونشر المواد الضارة كاللقاحات ” ولذلك يبقى الامل في دعم فاعلي الخير ورجال الأعمال الى جانب ما تقدمه المنظمات”.
واضاف الحبشي ” ان ٦٥ % من المساعدات المخصصة للنازحين هذا العام غير متوفرة، وحمل الحكومة في صنعاء مسؤولية التدخل لإنقاذ العديد من الارواح المهددة بالموت في مخيم “نهم” الذي يؤوي حوالي ٧٠٠ ألف نازح “