نوادر من الفتح

د. محمد منير الجنباز

كان حماس بن قيس يعد سلاحه -وهو من مشركي قريش- ليقاتل به المسلمين، فقالت له زوجته: لماذا تعد ما أرى؟ قال: لمحمد وأصحابه، فقالت: ما أرى يقوم لمحمد وأصحابه شيء، قال: والله إني لأرجو أن أُخدمك بعضهم، وكان مع مَن قابل خالد بن الوليد حيث ألحق بفرسان قريش هزيمة منكرة، وفر حماس كما فر غيره، وعاد يختبئ في البيت وقال لامرأته: أغلقي عليَّ بابي، فقالت له: فأين ما كنت تقول؟ فقال:

إنكِ لو شهدتِ يومَ الخندمَةْ
إذ فرَّ صَفْوانٌ وفرَّ عكرمة
وأبو يزيد قائمٌ كالمؤتمة
واستقبلَتْهم بالسيوف المسلمة
يَقْطَعْن كل ساعد وجُمجمة
ضربًا فلا يسمع إلا غَمغمة
لهم نَهِيتٌ خلفنا وهَمْهمة
لم تنطقي باللوم أدنى كلمة

د. محمد منير الجنباز لما أذَّن بلال فوق الكعبة اغتاظ عدد من زعماء قريش وتكلموا فيما بينهم كلامًا لا يليق، يدل على أنهم لا يزالون في جاهليتهم، قال عتاب بن أسيد: لقد أكرم الله أسيدًا ألا يكون سمع هذا، فسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث بن هشام: أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته، فقال أبو سفيان: لا أقول شيئًا، لو تكلمتُ لأخبرت عني هذه الحصا، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قد علمتُ الذي قلتم))، ثم ذكر لهم ذلك، فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله، ما اطلع على هذا أحدٌ كان معنا فنقول: أخبَرَك.

والظاهر أن عقيل بن أبي طالب قد باع دور بني هاشم بعد أن هاجروا.

المصدر: الألوكة

Exit mobile version