بقلم :صدام الحريبي
ما يحصل الآن بخصوص اليمن هو أنه يتم تسليم بلدنا ووطننا بالتدريج السريع أمام أعيننا وبشكل أوضح من أي وقت مضى للقتلة، ولم يتبقَ سوى القليل حتى يتمكّن أتباع إيران من التخلّص من كل شيء قد يقف أمامهم، وبدلا من أن الحوثي ما زال يمارس طقوسه وعقيدته وخيانته وعمالته بالتقية خوفا من اليمنيين، سيمارس كل ذلك بالعلن وبالقوة إن استمرّت الأمور على ما هي عليه الآن لوقت بسيط، وسيكتب التاريخ أن النخبة الحالية سواء في الحكومة أو الأحزاب هي من خانت هذا الوطن وسلمته، والأفضل منهم سيكتب عنه التاريخ أنه كان ضعيفا خائفا لم يقوى على شيء وخذل الوطن.
بعض النخب السياسية في الشرعية والأحزاب تسير ضمن مصالحها الشخصية، وما يسيّرها وتبني عليه هو كمية المال الذي ستستلمه فقط، ولا يوجد لديها شيء اسمه وطن، أو حتى قليل من الدين.
وهناك نوع آخر من النخب توطّن نفسها وتقنعها على أن تذهب خلف الأصدقاء، كونهم يقدموا لها الوعود، وكلما شعرت بالخطر نحو الوطن، جاء قرينها وقال لها إن سقطت فإن أصدقاءك سيسقطون، وبالتالي فهم لا يمكن أن يُسقطوا أنفسهم، غير مدركة هذه النخب أن الجميع قراره ليس بيده وأنه إن سقط وطننا فإن أصدقائه سيكون لهم متسع من الوقت وقد يقلبوا الطاولة لصالح أنفسهم بعد أن يسقط اليمن لا سمح الله.
أما الآخرين من النخب وهم أفضل الموجود من وجهة نظرهم، فإنهم منذ عشر سنوات وهم يقنعون أنفسهم بالانتظار ونظرية “بنشوف لوين بيوصّلونا ثم سنقلب الطاولة”.. وهكذا مرّت الأيام والأشهر والسنين وسحبوا من تحتهم البساط وكتّفوهم، وأصبحوا لا يستطيعون قلب علبة ماء فارغة، وما زالوا منتظرين إلى أين سيوصلهم الآخرين الذين لا تربطهم باليمن سوى مصلحتهم الخاصة المتمثّلة بجعله أسوأ مما هو عليه الآن.. فلتصدّقوا، إن استمريتم على هذا الحال لن تستطيعوا حتى تذكر أسماءكم وأولادكم بعد ذلك.
الوطن والدفاع عنه والسياسية تحتاج إلى أقوياء يفكرون فيتوقّفون تارة ويغامرون تارة ويناورون تارة أخرى، ويجمعوا بين التبصّر أو البصيرة والحماس، فلا هم يستخدمون الحلم ويُفرِطُوا فيه، ولا هم يستخدمون الحماس ويفرطوا فيه.
الوطن بحاجة إلى عقول تُوازِن، فتضرب هنا، ثم تتراجع هنا من أجل الوطن وليس غيره، وكذلك تستغل كافة الإمكانات المتاحة من أجل تحقيق المصلحة الوطنية وإخراج البلد مما هو فيه.
وفي الأخير أقول، أن ما تمارسه كل النُخب اليمنية سواء الرسمية أو الأحزاب وغيرها حاليا، ليس سياسة ولا تضحية أو نضال، بل هو لعب أطفال وذل والبعض يمارس ارتزاق وخضوع وخيانة في أحسن الأحوال، ووالله لا يوجد توصيف أكثر احترما من هذا، ومن سيحزنه هذا فليأت بتوصيف آخر.
ملاحظة: صحيح أن هناك بين النخب السياسية وطنيون ورجال ولا يمكن وصفهم بالخيانة، لكنهم كذلك نجدهم إما أغبياء لم يواكبوا الواقع السياسي، أو أنهم ضعفاء خائفون!
وهنا نحن لا نخذّل ولا نُحبط، بل نذكّر ونجلد الذات من أجل أن يدرك الشعب الخطر، ونحن على ثقة أن اليمنيين سيغرقون الحوثي وكل من يفكّر بإيذاء اليمن بمستنقعهم الذي أوجدوه، والله معنا.