21 ناشطًا إسبانيًا كانوا على متن أسطول الصمود يغادرون إسرائيل

أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس أن مجموعة أولى تضم 21 إسبانيا من أصل 49 كانوا على متن أسطول المساعدات لغزة، والذي اعترضته إسرائيل هذا الأسبوع، سيعودون إلى مدريد اليوم الأحد.

وقال الباريس في اتصال هاتفي مع التلفزيون الإسباني العام، “توصلنا إلى اتفاق مع إسرائيل لتتمكن مجموعة أولى تضم 21 مواطناً إسبانيا من مغادرة تل ابيب اليوم والوصول إلى إسبانيا، إذا لم يتسبب أمر ما بتعطيل خططنا”. وأضاف “لن نؤكد الأمر في صورة كاملة ما دمت لم أرهم جالسين في الطائرة ولم أشاهدها تقلع”.

وأكد إنجاز كل التحضيرات لهذه الرحلة الأولى، لكنه لم يشأ الإدلاء بمعلومات إضافية عن موعد إقلاع الطائرة وهويات الناشطين الإسبان ضمن هذه المجموعة الأولى.

وأبحر أسطول الصمود العالمي بداية سبتمبر (أيلول) الماضي من برشلونة سعياً إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية إليه، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضته في وقت سابق هذا الأسبوع.

ومن بين الناشطين على متن الأسطول الرئيسة السابقة لبلدية برشلونة آدا كولاو.

وأوقفت القوات الإسرائيلية مئات الناشطين على متن سفن الأسطول في انتظار ترحيلهم. ووصل 137 منهم السبت إلى إسطنبول.

وإسبانيا هي أحد الأصوات الأكثر انتقاداً في أوروبا للهجوم الإسرائيلي في غزة، والذي شنته الدولة العبرية رداً على هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

سوء معاملة

قال ناشطون كانوا ضمن “أسطول الصمود العالمي” الذي اعترضته إسرائيل أثناء سعيه إلى كسر الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، إنهم تعرضوا للعنف وتمت معاملتهم “كالحيوانات”، وذلك عقب وصولهم، أمس السبت، إلى تركيا بعدما رحلتهم تل أبيب.

وأبحر الأسطول المكون من أكثر من 40 سفينة ومركباً الشهر الماضي في اتجاه غزة، على متنه ناشطون دوليون ومساعدات للقطاع الفلسطيني حيث تدهور الوضع الإنساني جراء الحرب المتواصلة منذ عامين. إلا أن القوات البحرية الإسرائيلية اعترضت الأسطول واحتجزت أكثر من 400 شخص كانوا على متنه، وبدأت ترحيلهم اعتباراً من أول من أمس الجمعة.

ووصل 137 ناشطاً من 13 بلداً إلى إسطنبول أمس السبت منهم 36 مواطناً تركياً.

وقال الناشط باولو رومانو لوكالة “الصحافة الفرنسية” في مطار إسطنبول، “اعترضنا عدد كبير من السفن العسكرية”. وأضاف، “تم رش بعض قوارب (الأسطول) بالمياه. كل القوارب سيطر عليها أشخاص مدججون بالسلاح، وجرى سحبها إلى الشاطئ”.

وتابع الإيطالي البالغ 29 سنة، “أرغمونا على الركوع ووجوهنا إلى الأرض. وإذا تحركنا، كانوا يضربوننا. سخروا منا وأهانونا وضربونا، استخدموا العنف النفسي والجسدي”.

وشارك في الأسطول سياسيون وناشطون بينهم السويدية غريتا تونبرغ.

وأوضح رومانو، أن السلطات الإسرائيلية حاولت إرغام الناشطين على الإقرار بأنهم دخلوا البلاد بشكل غير نظامي. وأضاف، “لكننا لم ندخل إسرائيل بشكل غير قانوني أبداً. كنا في المياه الدولية، ومن حقنا أن نكون هناك”.

وأشار إلى أنهم بعد وصولهم إلى السواحل الإسرائيلية، تم نقلهم إلى السجن حيث احتجزوا من دون السماح لهم بالمغادرة، ولم تقدم إليهم المياه. وأضاف، “كانوا يفتحون الباب خلال الليل ويصرخون علينا وهم يحملون بنادق لإخافتنا، عوملنا كالحيوانات”.

ناشطة ماليزية: “أسوأ تجربة”

بدورها، قالت الناشطة الماليزية إيليا بلقيس (28 سنة)، إن اعتراض إسرائيل للأسطول كان “أسوأ تجربة”. وأضافت، “تم تقييدنا بالأصفاد (واليدين خلف الظهر)، لم نتمكن من المشي، أجبر بعضنا على الاستلقاء ووجههم إلى الأرض، ثم حرمنا الماء، وبعضنا حرم الدواء”.

وطلبت السويد من إسرائيل أن توفر لمواطنيها المعتقلين الغذاء والدواء، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية في ستوكهولم لوكالة “الصحافة الفرنسية”.

وأوضحت أن ممثلين للسفارة السويدية في تل أبيب تمكنوا، أول من أمس الجمعة، من زيارة تسعة من مواطنيهم موقوفين في سجن بصحراء النقب، من دون تحديد هوياتهم.

وكانت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية نقلت أن تونبرغ أبلغت مسؤولين من بلادها، أنها محتجزة في زنزانة ينتشر فيها بق الفراش، وتوفر لها كميات محدودة من الماء والغذاء.

ووصل الناشطون المرحلون إلى إسطنبول على متن رحلة خاصة لشركة الخطوط الجوية التركية “توركيش إيرلاينز”.

إسرائيل رحلت 137 ناشطاً إلى تركيا

أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، أمس السبت، أنها رحلت إلى تركيا 137 ناشطاً من “أسطول الصمود العالمي”. وقالت، “تم ترحيل 137 محرضاً إضافياً من أسطول حماس-الصمود اليوم إلى تركيا”، مضيفة أن “إسرائيل تسعى إلى تسريع وتيرة ترحيل جميع المحرضين”. ولفتت إلى أن “بعض هؤلاء يعرقلون عمداً عملية الترحيل القانونية”.

وأوضحت أن الأشخاص الذين رحلوا، أمس السبت، مواطنون من الولايات المتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة وسويسرا والأردن وعديد من البلدان الأخرى.

وكانت إسرائيل رحلت، أول من أمس الجمعة، أربعة إيطاليين شكلوا الدفعة الأولى من بين مئات الناشطين الذين تم اعتقالهم.

وانتظر أقارب الناشطين الأتراك عودتهم في قاعة لكبار الشخصيات داخل مطار إسطنبول، ولوحوا بأعلام تركية وفلسطينية ورددوا “إسرائيل قاتلة”.

ومن المقرر أن يخضع الناشطون الأتراك لفحوص طبية، على أن يمثلوا أمام المحكمة، اليوم الأحد، للإدلاء بشهاداتهم، بحسب ما أفاد محاموهم.

وكانت أنقرة دانت اعتراض إسرائيل للأسطول، متهمة إياها بارتكاب “عمل إرهابي”، كما ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”وحشية إسرائيل” بعد اعتراض السفن.

شجعان أعطوا صوتاً لضمير الإنسانية”

أشاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالناشطين، واصفاً إياهم على منصة “إكس” بأنهم “أفراد شجعان أعطوا صوتاً لضمير الإنسانية”.

وشدد على أن تركيا ستضمن إعادة جميع مواطنيها، من دون كشف عددهم الإجمالي.

بدوره، قال الصحافي الإيطالي لورنتسو داغوستينو الذي رافق الأسطول، إن من كانوا على متنه “تم خطفهم في المياه الدولية عندما كنا على بعد 55 ميلاً (88 كيلومتراً) من غزة”.

وأضاف، “أمضينا يومين من الجحيم في السجن. نحن الآن في الخارج بفضل ضغط المجتمع الدولي الذي يدعم فلسطين، أرجو حقاً أن ينتهي هذا الوضع قريباً، لأن الطريقة التي تمت معاملتنا بها كانت همجية”.

من جهته أكد الناشط الليبي مالك قطيط، أنه سيكرر المحاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني. وأوضح “سأجمع مجموعتي، نتدبر الدواء والمساعدة وسفينة، وسأكرر المحاولة”.

Exit mobile version