شهر الرحمة في عهد الحوثيين شهر للتضييق والنهب وانتهاك الحرمات.

تسعي الميلشيات الحوثية بكل طاقتها للتضييق على المواطنين في سبل عيشهم وتقييد حرياتهم، الا انها في شهر رمضان بالذات تستخدم وسائل جديدة لذلك وتتفنن في زيادة حمل المواطن اليمني واثقال كاهله بما لايطاق، وذلك في شهر الرحمة والتراحم.

الزكاة ينظر الشعب الى “هيئة الزكاة” في عهد الحوثيين انها اداة لنهب اموالهم باسم الدين، الا انه في شهر رمضان يزداد توحش العاملين على جمع مايعرف بالزكاة لدرجة ان المواطن الواحد قد يدفع الزكاة عدة مرات كل مرة لجهة مختلفة وجميعها تتبع هيئة الزكاة، كما حصل مع “ب” سائق قاطرة “البسباس” الذي كان قادما من عدن وفي منطقة “الراهدة” بمحافظة تعز استوقفته نقطة امنية للحوثيين في العاشر من رمضان وفرضت عليه دفع مبلغ هائل تحت مسمى الزكاة ” ٣٥٠٠ ريال عن كل كيس ” فاخبرهم صاحب القاطرة انها لازالت بضاعة لم يحل عليها الحول بحسب الشريعة الإسلامية؛ لأنها لم تخضع للبيع بعد، الا ان النقطة رفضت السماح له بالمرور الا بعد دفع المبلغ، ولما لم يجد حلا اخر اضطر للدفع واستلم السند واكمل طريقه الى نقطة” ذمار” حيث استوقفته نقطة حوثية اخرى وطلب منه افرادها دفع ” خمسة آلاف ريال عن كل كيس “.

ويقول صاحب القاطرة :” أخبرتهم اني دفعت في النقطة السابقة في الراهدة واشهرت لهم السند فقال لي قائد النقطة هذا عندنا ولا شأن لنا بهم وستدفع غصبن عنك، قلت له بكم سابيع الكيس للمواطن هكذا؟ قال بيع بكما بعت انت حر، فاضطررت لبيع الكيس بزيادة ٨٠٠٠ للكيس الواحد اي ب١٨٠٠٠ الف بعد ان كان بعشرة الف ريال، وكل هذا النهب يتم باسم الدين في شهر الرحمة والاحساس بالفقراء”.

تدنيس المساجد

وفي رمضان يشتكي المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين من قيام الجماعة باستخدام المساجد لمضغ القات والرقص على نغمات “الزوامل” والنوم والاكل والشرب، اضافة الى فتح مكبرات الصوت اثناء كلمة زعيم الجماعة كل ليلة ولمدة ساعة كاملة، وهذه التصرفات ينظر لها اليمنيون على انها “تدنيس” لحرمة المساجد المخصصة للصلاة والعبادة، ويقول احد المواطنين ويدعى “عبدالله” ان الحوثيين يقومون كل ليلة بطرد المصلين اثناء صلاة التراويح لغرض الاستماع لخطب عبدالملك الحوثي، وكل يوم نتعرض للمضايقات في بيوت الله وكاننا في فلسطين”.

ويقول مواطن اخر يدعى ” ناصر” :” يوم الثلاثاء الفائت اثناء اداء صلاة التراويح فوجئنا باصوات زوامل وضحكات ورقصات داخل المسجد ولما سلم الامام التفتنا للوراء ووجدنا عناصر مسلحة من جماعة الحوثي يرقصون على الشيلات حقهم دون احترام لحرمة الجامع او لتلاوة القران، حتى اليهود لم يفعلوا هكذا”.

“تشييع الاطفال “

تنشر جماعة الحوثي مايسمى ب”الحلقات الرمضانية” في المساجد التابعة لها وتنقل اليها الاطفال من مختلف مديريات محافظة صنعاء وغالبيتها من “بني الحارث وبني حشيش وهمدان وسنحان وبني مطر وحراز” عبر عشرات الحافلات التي تنقلهم من مديرياتهم وقراهم وتعود لاخذهم بعد اسبوع، ومايتم تدريسهم في هذه الحلقات مجموعة عقائد دخيلة ماخوذة من ايران، وبحسب مصادر مطلع تنتشر هذه الحلقات في المساجد الكبرى في العاصمة صنعاء حيث توجد في الجامع الكبير بصنعاء ٢٢ حلقة رمضانية للاطفال، و١٦ حلقة في جامع الصالح بمنطقة السبعين، و١٤ حلقة في مسجد البكيرية بمنطقة شعوب، ويعتبر المراقبون هذه الحلقات بمثابة مراكز لغسيل العقول وتشييع الاطفال وملئ رؤوسهم بالحقد والغضب على اوائل الامة وعلى المجتمع اليمني المعتدل المحب لاصحاب رسول الله واهل بيته على السواء.

وفي هذا السياق يقول امام مسجد في صنعاء طلب عدم ذكر اسمه، ان ” الطفل في تلك الحلقات يتلقى افكارا ايرانية فارسية تجعله يكره والديه واهله وييتمنى الموت في سبيل حماية اسرة الحوثي ، خصوصا ان الاطفال الذين يتم جلبهم تكون غالبيتهم من القرى والاماكن الاقل تعليما ، وبالتالي فهم اسرع في تقبل تلك الافكار الرجعية الحوثية من غيرهم، واذا استمر الصمت الدولي على مثل هذه الافعال فستتحول اليمن الى بؤرة الارهاب الاولى عالميا “.

مداهمة المقاهي والاستراحات

كما تقوم ميليشيات الحوثي في شهر رمضان بمداهمة مقاهي الانترنت والاستراحات المنتشرة في امانة العاصمة للبحث فيها عن مسلسلات رمضانية محددة وعلى راسها برنامج ” غاغة” للفنان محمد الاضرعي، واعتقال من يقوم بتحميل تلك المسلسلات واغلاق المقاهي التي تتواجد فيها، كما حدث مع استراحة ” النجم” في حي شيراتون التي تعرضت للاغلاق الاربعاء الماضي بسبب وجود برنامج “غاغة” في الاستراحة المخصصة للزبائن، ويقول صاحب الاستارحة ان الحوثييين داهموا استراحته الساعة ١٢ منتصف الليل وطلبوا منه فتح الاستراحة، ولما وجدو برنامج الاضرعي طلبوا منه اغلاق المحل حتى اشعار اخر وقامو بطرد الزبائن بطريقة خشنة ولا يزال المحل مغلقا الى الان حسب قوله”.

الى جانب غلاء الاسعار وانقطاع الرواتب، تسعى جماعة الحوثي لجعل حياة اليمنيين أكثر صعوبة بشكل لايحتمل مستخدمين كافة الوسائل، وكأنهم يريدون ايصال رسالة للمواطن اليمني انك لن تجد الرحمة ابدا حتى في شهر الرحمة، بل ستكون ايامك في رمضان اشد قسوة من ايامك العادية.

Exit mobile version