تقرير خاص
من صنعاء الى بغداد مروراً بالأحواز وبيروت ودمشق، لا شيء يلاقيك سوى الدمار والخراب الناتج عن اسلحة الميليشيات المدعومة من إيران والتي تسمي نفسها (محور الممانعة) والتي ذاق المسلمين منها الأمرين، وحين يتعلق الأمر باليهود يتحول ذلك المحور الى ارانب مذعورة وحمائم تبحث عن السلام وتتجنب التصعيد ولو على حساب كرامتها وسيادتها.
ميليشيا الضاحية
وأول تلك الميليشيات واكبرها، ميليشيات ” حزب الله ” المتهمة بارتكاب الأعمال الإرهابية في الداخل اللبناني وخارجه بما فيها الاغتيالات السياسية في لبنان، وبحسب تقرير لوزارة الخارجية الامريكية، اتهم حزب الله بالتسبب في مقتل مالايقل عن 15 الف مواطن لبناني نتيجة الحروب الاهلية التي اشعلها الحزب، اضافة الى عشرات الالاف من السوريين بسبب التدخل العسكري المباشر لحزب الله في سوريا، وفي فبراير 2018 أكدت الحكومة اليمنية وجود أدلة على انخراط حزب الله في القتال إلى جانب ميليشيا الحوثي ضد الشعب اليمني وضد مصالح خليجية ما ادى الى قيام دول مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وتبعتها “جامعة الدول العربية” و”منظمة التعاون الإسلامي” بعد اسابيع قليلة، وفي 2016، اتهمت “إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية” حزب الله بضلوعه في شبكة لتهريب المخدرات وتبييض الأموال تقدر عملياتها بعدة ملايين من الدولارات، رغم هذا يصر الحزب على تسمية نفسه ” بالمقاوم” ضد ما يسميه “الاحتلال الصهيوني” الذي شن على لبنان خلال عام واحد اكثر من 4 آلاف و841 اعتداء وفق التقريرالصادر عن ” المجلس الوطني للبحوث العلمية ” بلبنان، حيث شملت تلك الاعتداءات، حسب التقرير، 4 آلاف و377 قصف وغارات، و175 قنابل مضيئة أو حارقة، و140 قذائف فوسفورية، و88 إطلاق نار، و24 قذائف لم تنفجر، ولم تكتفي إسرائيل بقصف الحدود الجنوبية للبنان، بل امتد القصف الى بيروت و بعلبك والبقاع الغربي وصيدا ما تسبب في اندلاع الحرائق في 15 مليون و700 ألف متر مربع بلبنان، مع خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات، وكان اخر تلك الانتهاكات الثلاثاء الماضي عندما قتلت اسرائيل المهندس “سيد شاكر” مهندس الصواريخ في حزب الله والرجل الثاني في الحزب بصاروخ اسرائيلي موجه، ومرت كل تلك الاعتداءات الاسرائيلية دون اي رد حقيقي وجاد يذكرمن قبل حزب الله.
الحشد العراقي
وتأتي مليشيا “الحشد الشعبي” الشيعي في العراق في المرتبة الثانية، والتي تمتلك سجل انتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم التطهير العرقي، بحق السنة في العراق وذلك بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، حيث تتهم ومنظمات حقوقية وهيئات تابعة لالأمم المتحدة ميليشيا الحشد الشعبي بارتكاب جرائم بحق العراقيين تنوعت بين التعذيب والإخفاء القسري وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب وحرق ونسف آلاف المنازل بساكنيها، كما طال الحرق والتدمير مساجد السنة إضافة إلى تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لتلك المدن، ولكن عندما يتعلق الامر باسرائيل فقد شنت القوات الجوية الإسرائيلية في 19 يوليو 2019عدة غارات على قاعدة عسكرية لقوات الحشد الشعبي في وسط العراق، وفي 30 يوليو اعلنت إيران مقتل أحد عناصر الحرس الثوري، ويدعى ابوالفضل سرابيان بهجوم اسرائيلي، وفي 27 مايو 2019، تعرض معسكر أشرف لقصف جوي من قبل واحدة أو أكثر من طائرات سلاح الجو الإسرائيلية حسب ما وصفته المصادر العسكرية العراقية.، وقد وقع الهجوم على موقع قاذفات الصواريخ الباليستية وعلى موقع تجمع لعناصر الحشد الشعبي والحرس الثوري، وفي 12 أغسطس تعرض مستودع أسلحة تابع للحشد الشعبي في جنوب بغداد لانفجار مما أسفر عن مقتل واحد وإصابة 29 مدنيا واعلنت اسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم ، وفي 20 أغسطس استهدف قصف جوي اسرائيلي مستودعاً للأسلحة تابع للحشد الشعبي قرب قاعدة بلد الجوية، شمال العاصمة بغداد، وفي 3 يوليو من العام الجاري استهدف سلاح الجو الاسرائيلي مصنعا للطيران المسير قرب بغداد تابع للحشد الشعبي وادى القصف الى تدمير المصنع ومقتل عدة قيادات للحشد الشعبي بينهم قيادي من ميليشيا الحوثي يدعى ” حسين مستور شعبل”، ولم ترد الميليشيات العراقية على اي من تلك الهجمات.
المقاومة بالكذب
وفي اليمن تتربع “جماعة الحوثي” وهي احدى جماعات ” الممانعة الايرانية” على عرش مرتكبي الانتهاكات الوحشية بحق اليمنيين، حيث تتهم كافة التقارير الحقوقية المحلية والدولية جماعة الحوثي بارتكاب الاف الانتهاكات بحق المدنيين في مناطق سيطرتهم، وتتنوع هذه الجرائم مابينالقتل، والتعذيب، والإخفاء القسري، والتشويه الجسدي، والعنف الجنسي، والاغتصاب، وبحسب اخر تقارير ” الشبكة اليمنية للحقوق والحريات” بلغت حالات القتل خارج نطاق القانون على ايدي جماعة الحوثي 486 حالة، منها 183 حالة قتل مباشر، و61 حالة قتل نفذها عناصر حوثيون في حق أقاربهم، و34 حادثة اغتيال، و18 حالة إعدام ميداني، في حين بلغت الإصابات الناجمة عن هذه الانتهاكات نحو 284 إصابة متنوعة لمدنيين، ووقوع 31421 جريمة جنائية مختلفة، منها 22458 سرقة، و547 تزييف عملة، خلال العام الماضي والنصف الأول من العام الحالي.
بينما لم ترد جماعة الحوثي رداً حقيقيا ً على اي من الضربات الإسرائيلية التي شنَها الجيش الإسرائيلي على مواقع عسكرية لجماعة الحوثي بالقرب من ميناء الحديدة مساء 20 يوليو 2024، والتي أصابت منشآت تخزين الأسلحة ومستودعات النفط ومطارًا يستخدم لنقل الأسلحة من إيران إلى اليمن، كما تضمنت الغارة الجوية إجراءات لوجستية وتكتيكية “معقدة” بسبب المسافة الكبيرة التي تصل إلى 1700 كيلومتر من إسرائيل، ووجهت هذه العمليات بالصمت المطلق من قبل جماعة الحوثي التي ادعت عشرات المرات قيامها بقصف المدن الاسرائيلية واتضح فيما بعد كذب هذه الادعاءات .
مشروع فارسي
في هذا السياق، قال الصحفي ” محمد مجيد” للـموقع الوعل اليمني” أن جاء في هذا التقرير يعكس جانباً قليلاً مما تعانيه الشعوب في مناطق نفوذ ايران بما فيهم الشعب العربي اليمني، حيث أثبتت الاحداث أن الميليشيات الإيرانية تخصص بطشها وظلمها ضد أبناء شعوبها فقط وان شعار” الموت لاسرائيل” التي ترفعه الميليشيات من طهران الى صنعاء الى دمشق وبغداد وبيروت هو اكبر كذبة في التاريخ الحديث، والمتابع للاحداث يعرف بان اسرائيل ومن ورائها امريكا يريدون تقوية كفة طهران وميليشياتها فذلك يساعد على حدوث المزيد من الانقسامات داخل الصف العربي، وميليشيات ايران لم يكونوا ولن يكونوا في يوم ما أعداء للغرب، بعيدا عن الكذب والشعارات البراقة التي خدعت البسطاء من العرب الذين ساروا في ركاب مشروع إيراني قومي لا علاقة له بفلسطين ولا بالعرب”