أعلن الاحتلال الإسرائيلي – اليوم الأربعاء – إغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوبي الضف الغربية في وجوه المصلين المسلمين ولمدة أربعة أيام بمناسبة الاحتفالات اليهودية.
وقال مدير المسجد الإبراهيمي معتز أبو سنينة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأت اليوم إغلاق الحرم الإبراهيمي بسبب عيدي العرش والغفران.
وأضاف أبو سنينة أن الاحتلال عادة ما يفتح الحرم الإبراهيمي بكل أقسامه أمام المستوطنين عقب إغلاقه أمام المسلمين، حيث يقيم المستوطنون صلوات تلمودية وحفلات صاخبة، ويستمر الإغلاق حتى مساء السبت القادم، وفق تعبيره.
وأضاف أن الاحتلال يحول كافة أحياء البلدة القديمة، ومحيط الحرم الإبراهيمي، والأحياء المجاورة إلى ثكنات عسكرية، ويكثف نشر جنوده على مختلف المحاور الرئيسة بالمنطقة، فيما يفسح المجال أمام مئات المستعمرين للقدوم إلى الحرم، واصفا سلوك حكومة الاحتلال بالعنصري، والمتعدي على حرية العبادة وأداء الشعائر الدينية والصلوات للمسلمين أصحاب الحق في هذا المسجد الإسلامي الخالص.
بدوره، تحدث مدير عام الإدارة العامة لأوقاف الخليل الحاج غسان الرجبي، عن الاعتداءات المستمرة بحق الحرم الإبراهيمي الشريف ومنع أذان الفجر لليوم الـ27 على التوالي وقرار إغلاقه من اليوم، ليصبح إغلاق الحرم أربعة أيام متواصلة واقعا غير معهود من قبل، وهذا يندرج ضمن التغول غير المسبوق الذي تتعرض له مقدساتنا.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد التميمي، ما يقوم به الاحتلال انتهاكا فاضحا لدور العبادة وخصوصية الحرم الإبراهيمي.
وتحول سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأعياد اليهودية، إلى محطات تصعيد لتدابيرها وإجراءاتها التعسفية والقمعية للتضييق على حياة المواطن الفلسطيني، وشل حركته ومنعه من التنقل، وضرب ركائز الاقتصاد ومصادر رزق المواطنين، وممارسة أبشع صور التنكيل على حواجز الاحتلال التي تقطع أوصال الأرض الفلسطينية المحتلة، ومناسبات لتكثيف اقتحام الجماعات اليهودية المتطرفة للمسجدين الأقصى بالقدس والإبراهيمي في الخليل.
ويبدأ الاحتفال بما يسمى عيد الغفران مساء الخميس، وفيه تزداد اقتحامات المستوطنين مواقع دينية وتاريخية إسلامية، وبينها المسجدان الإبراهيمي بالخليل والأقصى بالقدس الشرقية المحتلة.
أما عيد العرش، فيأتي بعد عيد الغفران، وعادة ما يقتحم خلاله مئات المستوطنين المسجد الأقصى حيث تبعد الشرطة الإسرائيلية المصلين.
وكانت صفحات المستوطنين عبر مواقع التواصل قد أعلنت أن الحرم الإبراهيمي الذي يطلقون عليه اسم “مغارة المكفيلا” سيكون متاحاً أمام الفعاليات الدينية والطقوس التلمودية والحفلات الراقصة منذ ساعات مساء أمس حتى مساء السبت المقبل.
ويشهد الحرم موجة تهويدٍ يسابق فيها الاحتلال الإسرائيلي الزمن بهدف بسط السيطرة الكاملة عليه، خاصّة بعدما أبلغ الجهات الفلسطينية الرسمية بأنه سيغلق أبواب الحرم في وجه المصلين المسلمين منذ اليوم الأربعاء حتى مساء السبت، بشكل يخالف ما جرت عليه العادة بأن يغلق المسجد في هذا الفترة يومين فقط. ويسعى الاحتلال إلى “فرض واقع جديد عبر إغلاقه أربعة أيام متواصلة في سابقة خطيرة”، بحسب ما قالته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
ومنذ عام 1994، شددت سلطات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي، وسرقت 63% من مساحته وحوّلته إلى كنيس يهودي، وتمنع رفع أذان المغرب بشكل يومي، وتمنع الأذان بشكل دائم أيام السبت باستثناء أذان العشاء، ونصبت بوابات حديدية وأمنية في الطرق الواصلة إليه.
من جانب آخر، نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وقفة ومؤتمراً صحافياً، صباح اليوم الأربعاء، أمام مكتب الوزارة في البلدة القديمة بالخليل، بحضور المؤسسات الرسمية والفعاليات الوطنية. وقال رئيس قسم الأئمة في مديرية الأوقاف والشؤون الدينية بالخليل فريد شحادة، إنّ “الوقفات رغم أهميتها لا تكفي لصد عدوان الاحتلال ومخططات سيطرته على الحرم، ما يلزم بضرورة تكثيف الفعاليات، والحضور الفلسطيني في المسجد لمنع إجراءات التهويد”.
يذكر أن الحرم الإبراهيمي يوجد في البلدة القديمة بالخليل التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ عام 1994، قسّمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63% لليهود و37% للمسلمين، عقب مجزرة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليا، بينما يقع الجزء المخصص لليهود في غرفة الأذان.
ويحتفل المستوطنون في الحرم الإبراهيمي (ثاني المعالم الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى)، بعدد من الأعياد اليهودية كل عام، وهي: عيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش، وعيد فرصة التوراة، وعيد الفصح، وعيد الأول من شهر أيلول، وعيد عشرة أيام الإجابة، إضافة لعيد “سبت سارة” وهو عيد خاص بمدينة الخليل يروّج فيه المستوطنون لفكرة الوجود اليهودي التاريخي في المكان. وخلال هذه الأعياد يفرض الاحتلال إغلاقاً تاماً على مناطق البلدة القديمة في الخليل والأحياء المحاصرة، ومحيط الحرم، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات مشددة على الحواجز والمعابر.