450 ألف سوري عادوا إلى بلادهم من تركيا منذ سقوط نظام الأسد

تتزايد حالات العودة الطوعية وتدفق اللاجئين السوريين من تركيا، إلى وطنهم بعد موجات لجوء عدّة، بدأت عام 2011 واستمرت حتى شهر يوليو/تموز من عام 2016، حينما أوقفت تركيا اللجوء وضاعفت شروط دخول السوريين الهاربين من القصف والملاحقة والموت.

ويؤكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا تزايد عودة السوريين، طوعاً إلى بلادهم، مشيراً إلى تراجع عدد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى 2.5 مليون شخص، بعد عودة نحو 450 ألفاً منذ سقوط نظام الأسد في 8 يناير/كانون الأول 2024. مضيفاً خلال تغريدة عبر منصة “إكس”، أنّ طلبات العودة الطوعية ارتفعت على نحوٍ ملحوظ منذ تحرير سورية رغم وقوف تركيا إلى جانب السوريين طوال فترة لجوئهم، ولم تزل تدعم طالبي العودة الطوعية والآمنة، كاشفاً أن إجمالي السوريين العائدين حتّى الآن بلغ مليوناً و190 ألفاً و172 شخصاً.

وحول تراجع أعداد السوريين الذين تجاوزوا 3.5 ملايين عام 2021، يشير الوزير التركي إلى انخفاض الأعداد على نحوٍ لافت خلال السنوات الثلاث الماضية، مبيّناً أنه في عام 2022 كان عدد المسجلين تحت الحماية المؤقتة 3.5 ملايين، لكن العدد تراجع بحلول أغسطس/آب 2025 إلى مليونين و506 آلاف و740 شخصاً، وأضاف أن إجراءات العودة الطوعية تُدار بعناية فائقة، متوقعاً ارتفاع وتيرتها مع تحسّن الأوضاع داخل سورية.

تحويل بطاقة الحماية إلى إقامة سياحية
ويؤكد مدير مخيّم نيزب السابق، للاجئين السوريين، جلال ديمير أن تركيا “لم ولن تجبر أي سوري على العودة” بل باتت شروط الإقامة اليوم أكثر ملاءمة، بعد زوال حالات العنصرية التي قادتها أحزاب معارضة، بل وتوفر فرص عمل بعد عودة اللاجئين وزيادة الطلب بالسوق التركية، مضيفاً لـ”العربي الجديد” أن بلاده أزالت معظم المعوقات التي كانت مفروضة على اللاجئين خلال السنوات الماضية، سواء لجهة السكن أو أذونات العمل، والأهم حرية الحركة والتنقل في جميع الولايات التركية، كاشفاً لـ”العربي الجديد” أنّ بلاده تدحض الشائعات التي تقول إنّ بطاقة الحماية “الكيمك” ستلغى قريباً، ولكن بالوقت نفسه، يؤكد إمكانية تحويل بطاقة الحماية إلى إقامة سياحية، وذلك برأيه في صالح السوريين الذين يريدون المغادرة والعودة.

في المقابل، لم يزل يتردّد سوريون في تركيا في اتّخاذ قرار العودة إلى بلادهم، نظراً لعدم وجود فرص عمل وتوفر الخدمات على نحوٍ كافٍ، كما يقول عمر الراجي “28 عاماً” والعامل بمنشآت صناعة الصابون في ولاية عازي عنتاب، مضيفاً لـ”العربي الجديد” أن ظروف العمل اليوم متاحة وجيدة، كما أن إيجار المنازل انخفض بعد عودة عشرات الآلاف من ولاية غازي عنتاب لسورية، مضيفاً أن العودة إلى سورية لا بدَّ منها، ولكن بعد “جمع مبلغ يمكنني من العمل وترميم منزل أهلي بريف إدلب”.

ومن أسباب عدم عودة بعض الاجئين إلى سورية، انتظار ملف الجنسية كما يقول خالد محمد “54 عاماً” من منطقة أفجولار بإسطنبول، مبيناً أن طلب منحه الجنسية كان متوقفاً بالمرحلة الأمنية منذ سنوات، والآن تحركت الملفات ولن يعود قبل الحصول على الجنسية التي تسهّل حركته وتمنح أولاده حقوق الأتراك، خاصة في التعليم الجامعي.

وعلى المقلب الآخر، عاد كثير من المعلمين بعد إغلاق عدد من المدارس في تركيا، بعد لجوء استمر لعشر سنوات، كما تقول المعلمة اعتدال محمد من ريف حلب، معلّلة خلال اتصال مع “العربي الجديد” أن الظروف بسورية في تحسّن مستمر، مضيفة أن المدارس السورية بتركيا متوقفة منذ عام 2017 وبعدها عملت بمدارس تركيا “دمج” ومن ثم جرى التسريح الجماعي للمعلمين السوريين “نحو 11 ألف معلم”، لذا رأت بضرورة العودة إلى سورية.

ويرى مراقبون أن تسارع وزيادة عودة اللاجئين السوريين من تركيا، مرتبط بتطور الخدمات والأمن وفرص العمل بسورية، التي تتزايد برأيهم تباعاً، ولكن، لم يعد مليون سوري كما كانت التوقعات وتصريحات المسؤولين الأتراك، كما تشهد سورية عودة اللاجئين من الدول المجاورة والأوروبية، وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد عاد أكثر من 2.4 مليون لاجئ ونازح سوري إلى مناطقهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من يناير الماضي وحتى 14 أغسطس الجاري، منهم 779 ألفاً و473 لاجئاً من دول الجوار، ومليون و694 ألفاً و418 نازحاً في الداخل.

Exit mobile version