الشرع لم يدخل من الباب الرسمي للبيت الأبيض.. ما السبب؟

شهدت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض يوم الإثنين الماضي، والتي تُعد الأولى لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946، تفصيلاً بروتوكولياً أثار جدلاً واسعاً، وهو دخوله القصر الرئاسي من مدخل “غير مألوف” أو “جانبي” بعيداً عن أعين وسائل الإعلام وعدسات المصورين التي كانت تنتظره عند البوابة الرئيسية المعتادة لدخول ضيوف البيت الأبيض.

تفيد تقارير إخبارية صادرة عن عدة مصادر بأن الرئيس الشرع، برفقة وزير خارجيته أحمد الشيباني، لم يسلك المسار المعتاد الذي يمر عبر البوابة الشمالية للجناح الغربي للبيت الأبيض، حيث المكتب البيضاوي، وهي البوابة التي تُخصص عادة لاستقبال قادة الدول.

وبدلاً من ذلك، دخل الشرع من الناحية الجنوبية، وهو ما وصفه بعض المراقبين والمسؤولين بأنه “أمر مختلف شيئاً ما عن الأعراف المعتادة”، وإن لم يكن سابقة مطلقة في بروتوكولات البيت الأبيض.

وقد فسرت بعض التحليلات هذا الدخول “من الباب الخلفي” أو “الجانبي” بأنه يعكس برودة أمريكية محسوبة، أو إشارة إلى أن العلاقة مع الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا هي علاقة مشروطة وتطبيع سياسي لا يزال قيد الاختبار، بعيداً عن الاحتفالات الرسمية الكاملة المعتادة.

الجدير بالذكر أن هذه الزيارة التاريخية تأتي تتويجاً لسلسلة من التحولات الاستثنائية في علاقة الشرع بالولايات المتحدة؛ فقبل فترة وجيزة، وفي عام 2013 تحديداً، كان الشرع، الذي قاد لاحقاً الحملة التي أطاحت بنظام بشار الأسد، مدرجاً على قائمة الولايات المتحدة لـ”الإرهابيين العالميين”، وكانت واشنطن قد خصصت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه.

ولكن في تطور لافت، ألغت الولايات المتحدة المكافأة وأزالت اسمه من قائمة الإرهاب في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تمهيداً على ما يبدو لمثل هذه اللقاءات رفيعة المستوى.

كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية خلال انعقاد المباحثات عن تجديد تعليق العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر على سوريا جزئياً لمدة 180 يوماً، مستثنية بعض المعاملات التي تشمل روسيا وإيران.

من الناحية السياسية، عقد الشرع محادثات مغلقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وعقب الاجتماع، أشاد ترامب بالشرع، واصفاً إياه بأنه “قائد قوي” و”من أشد دعاة السلام”، ومعبراً عن ثقته في قدرته على أداء مهام منصبه بنجاح، وتعهد ببذل “قصارى الجهد لإنجاح سوريا”.

وتناولت المحادثات على الأرجح عدداً من الملفات الأمنية المهمة، أبرزها التعاون في مجال مكافحة تنظيم داعش، خاصة بعد تقارير أفادت بأن سوريا أحبطت مؤامرتين منفصلتين للتنظيم لاغتيال الشرع.

كما يُرجح أن جدول الأعمال تضمن مساعي أمريكية للتوسط في اتفاق تطبيع محتمل بين سوريا وإسرائيل، على غرار “اتفاقيات إبراهيم”.

ورغم تأكيد الشرع لاحقاً في مقابلة تلفزيونية أن الظروف ما زالت مبكرة لإجراء مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، إلا أنه أشار إلى أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق لمثل هذا النوع من المفاوضات.

Exit mobile version